اجتماع مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني.
اجتماع مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني.
-A +A
«عكاظ» (باريس) okaz_online@

لم تستبعد صحيفة «لوفيغارو» أن تصل العقوبات الأوروبية ضد روسيا إلى حد «العزل المالي»، مؤكدة في تقرير لها أن استبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت (Swift) المالي العالمي سيكون له تأثير هائل عليها، إلا أن هذه الخطوة لا تزال قيد الدراسة، لكن ثمنها سيكون باهظاً على روسيا. ووصفت «نظام سويفت» بأنه «السلاح النووي»، وفقاً لمسؤول فرنسي مطلع على الأمر وما يعنيه في المجال المالي. وذكرت أن هذه الخطوة يمكن أن تكون جزءاً من المجموعة التالية من العقوبات إذا تجاوز الجيش الروسي خط الأراضي الانفصالية باتجاه الغرب.

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن اسم «سويفت» قد لا يكون معروفاً لدى عامة الناس، ولتقريب المفهوم قالت إنه «نظام مراسلة آمن تستخدمه آلاف البنوك حول العالم في بورصاتها من أجل إجراء تحويلات بسيطة لتسوية معاملات عملائها أو تبادل الأوراق المالية أو الأسهم أو السندات».ولتوضيح أهميته لروسيا، ذكرت «لوفيغارو»: إذا اشترت مجموعة النفط الروسية «نوفاتيك» مضخة لآبارها من مورّد ألماني فإن رسالة «سويفت» من بنك نوفاتيك الروسي المرسلة إلى البنك الألماني للمورّد ستؤمّن الدفع تلقائياً، لذلك، فإن «سويفت» مادة تشحيم ثمينة لميكانيكا الأعمال التجارية في العالم.وقالت إن هناك نحو 11 ألف عضو في نظام سويفت، بما في ذلك نحو 300 بنك روسي، فإذا تم فصل البنوك الروسية بقرار من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة عن رسائل سويفت فسيتعين عليها تنفيذ معاملاتها مع شركائها الأجانب بالطريقة القديمة، أي عن طريق الفاكس، وهو أمر يستغرق وقتاً طويلاً للغاية. أو عبر تبادل رسائل بريد إلكتروني أو رسائل عبر «تليغرام»، لكنها تتطلب تدخلاً بشرياً ولا تقدم نفس ضمانات الأمان، وستكون تلك المعاملات أيضاً «مملة وخطيرة، وسوف تنطوي على مخاطر قانونية، لذلك سيكون هناك تأثير على الاقتصاد الحقيقي».ونقلت الصحيفة عن المحامي المتخصص في العقوبات الدولية أوليفييه دورغانز قوله: إن نحو 400 مؤسسة مالية وبنك روسي مشتركة فيه و8 بنوك أجنبية فقط، ما يعني أن البديل المحلي لـ«سويفت» لن يسمح بالتبادلات السلسة والآمنة مع الدول الأجنبية، مؤكداً أن حجب «سويفت» سيجعل البنوك الروسية منبوذة.وتعتمد روسيا بشكل كبير على «سويفت» بسبب صادراتها الهيدروكربونية التي تبلغ مليارات الدولارات، ومن ثم فإن فصل بنوكها سيؤثر على حجم المعاملات الدولية، ويؤدي إلى تقلبات بأسعار العملات وهروب رؤوس الأموال للخارج.