عناصر من الحرس الوطني الأوكراني يشاركون في مناورات شمالي البلاد في ظل مخاوف من غزو روسي محتمل.
عناصر من الحرس الوطني الأوكراني يشاركون في مناورات شمالي البلاد في ظل مخاوف من غزو روسي محتمل.
-A +A
«عكاظ» (واشنطن، جدة) okaz_online@
على رغم الإعلان الروسي بانسحاب بعض القوات من الحدود الأوكرانية وشبه جزيرة القرم، لا تزال تصريحات كبار المسؤولين الغربيين تؤكد أن غزو كييف قادم لا محالة، إذ جدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التأكيد على أن موسكو جهزت كل ما تحتاجه للغزو. وقال في مقابلة مع شبكة ABC الأمريكية، تبث اليوم (الأحد)، إن بوتين وضع كل القدرات التي يحتاجها لتنفيذ غزو ناجح، لديه خيارات عدة متاحة ويمكنه الهجوم في وقت قصير، مستبعدا أن يكون ما يحدث مجرد خدعة.وتساءل أوستن: «إذا كانت فعلا روسيا سحبت جنودها من الحدود، فلماذا ما زلنا نرى كل هذا الدعم اللوجستي والطبي والطيران القتالي في المنطقة الحدودية؟».

لكن توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي باستدعاء الاحتياط من المواطنين للتدريب العسكري يشي بأن وراء الأكمة ما وراءها. واعتبر مراقبون سياسيون أن هذا التطور يدحض الحديث عن انسحابات روسية من منطقة الحدود، ويتناقض مع إعلان بوتين أنه «لا يريد حرباً». وأفادت وثيقة نشرت على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية على الإنترنت، بأنه تمت دعوة مواطني روسيا في قائمة الاحتياط لعام 2022 للخضوع لتدريب عسكري في القوات المسلحة ووكالات أمن الدولة وخدمات الأمن الفيديرالية. وأشرف بوتين بنفسه أمس (السبت) على مناورات «للقوات الاستراتيجية» تشمل إطلاق صواريخ باليستية وعابرة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الوزارة خططت لإجراء المناورات منذ فترة للتحقق من جاهزية القيادة العسكرية الروسية والأفراد، وكذلك للتحقق من مدى موثوقية أسلحتها النووية والتقليدية.


من جهتها، اتهمت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس روسيا بنشر «أخبار مضللة» حول الأزمة الأوكرانية. وقالت خلال كلمة أمس في اليوم الثاني من مؤتمر ميونخ للأمن: «نتلقى تقارير عن الاستفزازات الروسية». وهددت بأن «الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا لن يتوقف على العقوبات الاقتصادية ولكن سنعزز وجود قوات الناتو في شرق أوروبا»، معتبرة أن «أفعال روسيا تتنافى مع أقوالها». وحذرت روسيا: «لا ينبغي الاستهانة بقوتنا وقوة حلفائنا».

فيما أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن «روسيا تصر على مطالبها رغم أنها تعرف أننا لن نوافق عليها»، وحذر موسكو من أنها «ستحصل على المزيد من قوات الناتو في سعيها لخفض وجود الناتو» على حدودها.

واتهم ستولتنبرغ أمس موسكو بأنها «تحاول دحر التاريخ وإعادة إنشاء مجال نفوذها، لكننا جميعا حلفاء في حلف شمال الأطلسي وسنقوم دائما بما هو ضروري لحماية أنفسنا والدفاع عن بعضنا البعض».

ودعا روسيا لسحب قواتها من الحدود الأوكرانية معتبرا ذلك سيصبح أول خطوة في تسوية الأزمة.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية هددت موسكو بفرض عقوبات كبيرة، مشددة على أن الإجراءات التي ستفرض على روسيا ستكون ذات تأثير كبير وعواقب وخيمة.