-A +A
محمد فكري (جدة) okaz-online@
بغض النظر عما ستسفر عنه مفاوضات فيينا التي تراوح مكانها حول الملف النووي الإيراني، فإن أي اتفاقات مع نظام الملالي لا تتضمن تفكيك مليشياته ووكلائه في المنطقة بدءا من «الحشد الشعبي» في العراق مرورا بـ«مليشيا الحوثي» في اليمن، وليس انتهاء بـ«حزب الله» في لبنان، و«فاطميون وزينبيون» في أفغانستان، لن تكون لها أية قيمة وستترك المنطقة رهينة لهؤلاء المرتزقة وهو ما يؤشر لمرحلة من الصراع أشد خطورة.

وانطلاقا من ذلك، دعا مراقبون سياسيون إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى العمل على تفكيك وكلاء إيران في المنطقة، وأكدوا أنه يتعين على واشنطن سرعة التحرك لإنقاذ لبنان قبيل الانهيار وتحوله إلى دولة فاشلة، الأمر الذي سيسمح لطهران وذراعها التخريبي «حزب الله» بمزيد من الهيمنة والسيطرة. وحذر المراقبون من أن إيران تطمح للسيطرة على «الهلال الشيعي» خصوصا في لبنان وسورية والعراق واليمن.


وإذا كانت طهران تدعي أنها تسعى لخدمة طوائفها، فإنها في الواقع تخطط لاستغلال تلك الطوائف لخدمة مخططها التوسعي بهدف التمكين والسيطرة، ونشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية لغرض التفكيك والتقسيم. ودعا سياسيون الإدارة الأمريكية إلى ضرورة دعم نزع سلاح كل من حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وغيرهما من المليشيات الإرهابية والوكلاء الإيرانيين في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدين أن هذا العمل بات شرطا ضروريا قبيل أي تعامل متوقع مع النظام في إيران.

وفي الوقت الذي تقدم طهران التدريب والتسليح والتمويل لمليشيات ومنظمات إرهابية متعددة في العراق، فإن مواجهة هذا النفوذ المتزايد للوكلاء يجب أن تكون أولوية للولايات المتحدة الأمريكية، لأنه بدون هذا الإجراء فإن العراق سيتحول ساحة لمليشياتها ومرتزقتها لتهديد القوات الأمريكية في المنطقة.

خلاصة القول في رأي المحللين، أنه من دون تفكيك تلك «المليشيات الولائية» التي تعيث فسادا في الأرض العربية، فإن أي اتفاق مع النظام الإيراني سيصبح بلا معنى وسيظل ناقصا وفاقدا للحياة، على غرار الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.