عائلة فلسطينية تواجه المعاناة بعد تهدم منزلها في غزة. (متداولة)
عائلة فلسطينية تواجه المعاناة بعد تهدم منزلها في غزة. (متداولة)
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
ربما لأول مرة في إطلالة الدجال حسن نصرالله في ما أسماه بـ«عيد المقاومة والتحرير» الذي ليس له من اسمه نصيب في ثقافة الحزب الإرهابي؛ تظهر ملامح ومؤشرات جديدة مبشرة بأعراض تشير إلى قرب زوال هذا الطاغوت من الضاحية الجنوبية الطائفية إلى جهنم وبئس المصير.. خطابات الإرهابي نصر الله تعتبر تكراراً لمضامين سابقة تتركز في دغدغة مشاعر مؤيديه من المليشيات الطائفية والمتاجرة والمزايدة بقضية فلسطين والقدس عبر مضامين بآلية احترف فيها الكذب والدجل؛ فهو عميد الدجالين والمجرمين بالعالم.ومع إطلالة نصر الله وسعاله المتقطع، حفل موقع «تويتر» بتغريدات مناصريه، متمنين له السلامة والشفاء.

ظهور نصر الله خلال كلمة متلفزة، هذه المرة لم يثر أسئلةً حول تدهور صحته فحسب؛ بل بدا منهكا ونحيفا ويتنفس بصعوبة. هذا التهالك الصحي؛ إما يكون «سعال» التماسيح كي يغطي على غيابه في ذروة الأزمة التي شهدتها القدس والأقصى وغزة لتغطية فشله الذريع ولعبه دور المتفرج، أو أنها بداية نهاية الدجال الذي استمر رغم سعال التماسيح في القفز فوق دماء الضحايا، ووقف معظم عباراته المقذعة في المتاجرة بقضية فلسطين والقدس؛ وإسقاط حلم اللبنانيين بالخلاص والخروج من الدوامة والعيش بحرية وكرامة وبناء دولة القانون والعدالة. نصر الله يؤمن بالمثل البريطاني «كل شيء جائز في الحب والحرب»، الأهم هو المتاجرة والمزايدة بقضايا الأمة والارتماء في أحضان ولاية الفقيه عبر استخدام الشعارات الرنانة والزائفة والتمترس مع القوى الطائفية الإرهابية التي دمرت وأحرقت المدن والقرى السورية والعراقية واليمنية متشدقة بالشعارات والخطابات التسويقية تحت مزاعم محور المقاومة في مواجهة إسرائيل، وهو وحزبه متواطئان معها.. لقد كذب نصر الله منذ أول خطاباته التي تضمنت المراوغة والحقد والكراهية.. هذه هي حال الدجال نصر الله.. جسم منهك ووجه شاحب وسعال حاد أجبره على التوقف مرات خلال خطابه، ولم يستطع بسببه أن يسترسل في حديثه، وغابت طقوسه المعهودة؛ فلم يرتفع صوت نصر الله كالعادة، ولم يظهر الانفعال والتفاعل أثناء الخطاب، فبقي الرجل طوال مخاطبة أنصاره هادئا منخفض الصوت، يقطع السعال فقرات حديثه المتلفز وظهر متشتت التركيز؛ غائر العينين. الكحّة المتقطعة لازمت نصر الله خلال كلمته التي قرأها على الورق هذه المرة بخلاف عادته في الخطابة. لم يكن أمام نصر الله بعد انكشاف حيل مليشيا حزب الله التي ظلت تراقب القتل وسفك الدماء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، ولم تطلق صاروخا واحدا على إسرائيل؛ إلا الظهور بهذه الطريقة كونه ليس أمامه؛ فإن كان مريضا فإن ابتعاده الأبدي عن الساحة سيكون ترياقا للشعب اللبناني، وإن كانت تمثيلية فإن هذا الظهور كشف سوأته أمام العالم العربي والإسلامي لهذه العصابة المارقة الطائفية التي تصدر قرار السلم والحرب في لبنان. إن مزاعم نصر الله أن «مقاومة غزة صنعت معادلة جديدة هي الأقصى والقدس مقابل مقاومة مسلحة وأن هذه المعادلة هي القدس مقابل حرب إقليمية»؛ معادلة مغلوطة تهدف لإشعال الحرب والفتن.. القدس خط أحمر للأمة الإسلامية؛ والحل ليس على طريقة ومقاس الدجال الطائفي نصر الله.. الحل عبر القدس والأقصى مقابل السلام العادل وفق المرجعيات الدولية والمبادرة العربية.