روحاني
روحاني
عمال إيرانيون في موقع بوشهر النووي.
عمال إيرانيون في موقع بوشهر النووي.
ظريف
ظريف
خامنئي
خامنئي
-A +A
«عكاظ»(القاهرة)okaz_online@
يبدو أن سياسات «الاحتواء والمهادنة» التي ينتهجها الغرب مع نظام الملالي قد وصلت إلى طريق مسدود، وأن الأمور باتت تسير من سيئ إلى أسوأ، في ظل انتهاكات إيران وخروقاتها المتواصلة للاتفاق النووي الذي أصبح مجرد «حبر على ورق» بعد تهديد طهران برفع نسبة تخصيب اليورانيوم.

ورغم إعلان بريطانيا وفرنسا وألمانيا (الخميس)، عن مخاوفهم الجادة من سلوك إيران وعدم شفافيتها، فإن الدول الثلاث قررت تأجيل طرح قرار انتقاد إيران لمنح «المحادثات فرصة، مع الاحتفاظ بطرح قرار انتقادها إذا لم تتعاون». وقالت في بيان إنه «لا يوجد سبب مدني معقول لتخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 20%»، مضيفة أن «طهران تحاول إنتاج معدن اليورانيوم إلى جانب انتهاكات أخرى».


وهنا «مربط الفرس» كما يقولون، إذ تسببت هكذا سياسات مع نظام قم في تجرئه على المجتمع الدولي بل تحديه واستفزازه والإعلان عن عدم العودة للاتفاق النوي، فهل يمكن أن نسمع من مؤيدي اتفاق دخل غرفة الإنعاش منذ وقت طويل اعتذارا بحق أولئك الرافضين له؟، لأنهم كانوا يدركون منذ البداية عيوبه ونواقصه التي منحت إيران المليارات لتسمين مليشياتها وتوسيع دائرة إرهابها.

وفي تكرار لمساومات سابقة، اشترط رئيس النظام الإيراني حسن روحاني، رفع العقوبات قبل العودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي، في اعتراف بنقض بلاده للاتفاق وهو ما رفضته واشنطن مرارا. وحاول روحاني ابتزاز الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عندما قال: في حال رفعت الولايات المتحدة العقوبات ستتحسن علاقاتنا مع الوكالة، وسيتمكن مفتشوها من القيام بمهام المراقبة ضمن القانون دون أي مشكلات.

«إيران ترك في الاتجاه الخطأ»، هكذا تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع شبكة PBS الأمريكية، مؤكدا أنه «ما زال هناك طريق طويل لتقطعهإيران حتى تعود إلى الوفاء بالتزاماتها»، لكن نظيره الإيراني وبوق النظام جواد ظريف، رد على ذلك بقوله: إن بلاده لن تعود للتفاوض على الاتفاق النووي. وزعم أنه لا يمكن إعادة التفاوض على الاتفاق دون تغيير ميثاق الأمم المتحدة وإزالة حق النقض، وتنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة.

وبعد كل ذلك، يبقى السؤال: متى يدرك الأمريكيون والأوروبيون معاً أن نظام الملالي لا يفهم إلا لغة القوة، وأن العقوبات مهما بلغ حجمها لن تجدي نفعا معه؟ وأن الاتفاق النووي لم يردع إيران عن أطماعها.

إن نظام يجاهر بإرهابه واحتلاله عواصم عربية وإثارة الفوضى والفتن في المنطقة، لن تردعه سياسة «العصا والجزرة»، ومن ثم فقد بات مطلوبا أكثر من أي وقت مضى تغيير أساليب التعاطي مع إيران للحصول على نتائج مختلفة، وأما دون ذلك فنحن ندور في

«الحلقة المفرغة». وهنا يتساءل مراقب للشأن الإيراني: هل يكون الحسم في الخيار العسكري؟.