-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
من الواضح أن المتضررين من القرار الأمريكي بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية، هم الذين يجعجعون ويتذمرون ويسوقون لرواية كاذبة واهية لا تمت للحقيقة بصلة؛ بزعمهم أن القرار الذي اتخذته وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية؛ وهم إما نسوا أو تناسوا أن الأزمة الإنسانية وراءها مليشيات الحوثي التي لم تكتف بمنع دخول قوافل الإغاثة في المناطق التي تحتلها وغيرها فحسب، بل نهبتها ووزعتها على المليشيات ظلما وعدوانا.

ويعد تصنيف المليشيات الحوثية جماعة إرهابية، خطوة مهمة في تعزيز جهود التصدي للإرهاب حول العالم، ويعزز جهود مكافحة الإرهاب وتمويله على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما تمثله هذه المليشيات المدعومة من إيران من مخاطر حقيقية وتهديدات واضحة على الأمن والسلم الدوليين. ولقد جاء قرار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بإدراج جماعة الحوثي على قائمة المجموعات «الإرهابية» مع 3 من قادتها أبرزهم زعيمها عبد الملك الحوثي في الوقت المناسب، وحكم بإعدام هذه الجماعة الإرهابية ووقف تمويلها ماديا.


ويبدو أن الأمم المتحدة لا تزال ترى ملف الأزمة اليمنية من زاوية مليشياتية عندما زعم المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن قرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين «إرهابيين» من شأنه «التسبب في تداعيات إنسانية وسياسية خطرة». والمنظمة الأممية تعلم علم اليقين من هو الذي سرق ونهب المواد الإغاثية والإنسانية الدولية عن الشعب اليمني. وسبق أن تم تصنيف جماعات أخرى منظمات إرهابية، مثل مليشيا «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «طالبان» الأفغانية، وحركة «الشباب» الصومالية، وجماعة «بوكو حرام» في دول الساحل، ولم تتأثر بذلك التصنيف الأعمال الإنسانية كما تروج الأصوات المعارضة للتصنيف، بل استمرت الهيئات والمنظمات في أعمالها الإغاثية والإنسانية بوتيرتها الطبيعية. إن ترك مليشيات الحوثي بلا عقاب أممي هو الذي أدى لتماديها في القتل والتدمير كون الحوثيين واصلوا علناً وبشكل واضح وصريح ترويج خطابهم الأيديولوجي المتطرف الذي يدعو إلى العنف ونشر الكراهية، منتهكين طبيعة الشعب اليمني الذي يتسم أبناؤه بالاعتدال ورفض العنف المسلح والتطرف الفكري. ويؤكد المراقبون أن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية يخدم عدة أهداف مهمة، إذ سيدعم التصنيف الجهود السياسية القائمة، وسيجبر قادة المليشيا الحوثية على الدخول في مفاوضات جادة للتوصل للسلام، ويضغط عليهم للتنفيذ بعد توقيع أي اتفاقية، وسيوفر ورقة رابحة للضغط على الحوثيين للقبول بالحل السياسي، وستستفيد من ذلك الأمم المتحدة، وكذلك الدول الأوروبية، وهو ما لا يتوفر حالياً.

إن خطوة التصنيف هي بداية حقيقية لإنهاء كابوس احتلال اليمن..

وأخيرا خطيئة خامنئي ترْتدّ عليه.. الحوثي يدفع الثمن..