السراج
السراج
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
جاءت استقالة رئيس وزراء حكومة الوفاق العميلة فايز السراج، ضربة للنظام الأردوغاني، ووسط وضع داخلي مضطرب وتجاذبات خارجية حادّة وتدخلات تركية لتحويل مسار الأزمة الليبية للأخونة وجعل ليبيا بؤرة إرهابية، لكن لا تأتي دوما الرياح بما يشتهيه مرتزقة أردوغان، فالبحر الليبي المضطرب صار مستنقعا للحروب وصار المرتزقة الذين جلبتهم تركيا من سورية متحكمين في الأرض الليبية وأضحت الأردوغانية – السراجية مهيمنة في المشهد الليبي، إلا أن ذهاب متكأ أردوغان في ليبيا إلى مزبلة التاريخ سيلقنه درسا تاريخيا.

لم يقتصر الرفض الدولي لتصرفات السراج المنفلتة، بعد أن لجأت المليشيات المسلحة الموالية لوزير الداخلية فتحي باشاغا إلى العنف المسلح الذي وصل لحد القوة المفرطة في قمع المتظاهرين السلميين في طرابلس، بعد تردي الأوضاع المعيشية، وإهمال حكومة الوفاق المعالجة والمأمولة.


وجد السراج نفسه عالقا وسط الصراعات المحمومة بين المجموعات السياسية المختلفة وباتت مليشيات مصراتة الموالية لجماعة الإخوان هاجسا يَقُض مضجع السراج، خاصة أنها المليشيات الداعمة لغريم السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا، والأخير أثبت أنه السهم النافذ في أي معادلات داخلية أو خارجية في السياق الليبي، خاصة بعد عودته الأخيرة من تركيا مؤزرا بالخاتم السلطاني العثماني، وصار فتحي باشاغا ملك الشطرنج الليبي بعد أن قبل السراج لعب دور البيدق المتحرك يدويا بواسطة الأيادي السوداء التركية.

يجد فايز السراج (عميل نظام أردوغان) نفسه اليوم، بعد أكثر من 5 سنوات من تسلمه رئاسة حكومة الوفاق، أمام فشل سياسي عميق وحرج كبير أمام المجتمع الدولي لتحويله ليبيا مستعمرة تركية وبؤرة إرهابية إخوانية بامتياز، فبعد حوالى 5 سنوات من تشكيله الحكومة، وتسلمها الحكم في طرابلس، برزت إلى السطح إخفاقات وانتكاسات عدة، وأثبتت العديد من المحطات ضعف حكومته الشديد التي تم تسييرها بريموت كنترول من أنقرة باقتدار. وجاء إعلان السراج رغبته في الاستقالة وتسليم مسؤولياته إلى السلطة التنفيذية التي ستنبثق عن لجنة الحوار بحلول نهاية أكتوبر، دليلاً دامغاً، ليس لفشل حكومة الوفاق، بل للنظام التركي الذي جعل من السراج عنصراً من عناصرالتدمير والتخريب في ليبيا، خصوصاً بعد المظاهرات الضخمة التي شهدتها أخيراً طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبي، احتجاجا على أداء حكومة السراج، إذ طالبت برحيله بعدما ارتفع مستوى الغليان بين سكان ليبيا، لاسيما الشبان، بسبب تدهور الظروف المعيشية وانتشار الفساد.