جونسون وخطيبته التي لا تستطيع الاتصال به.
جونسون وخطيبته التي لا تستطيع الاتصال به.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
على رغم تعهدات الحكومة البريطانية بالشفافية في ما يتعلق بتطورات الوضع الصحي لرئيس الوزراء بوريس جونسون، وتضارب أقوال وزرائه في شأن مدى شدة هجمة فايروس كورونا على صحته؛ إلا أن لا أحد في بريطانيا يعرف شيئاً. فحتى خطيبة جونسون كاري سيموندز تم منعها من زيارته، بسبب تقدم حملها، بعدما عزلت نفسها طوعاً بعد إصابته، وأكملت فترة العزل لتنتقل إلى منزل والدتها في لندن. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف، الذي أعلن أمس أنه قرر عزل نفسه بعد إصابة أحد أفراد أسرته، إن معركة جونسون في وحدة العناية المكثفة بمستشفى سانت توماس في لندن «مخيفة حقاً». وأضاف: نحن جميعاً نبتهل لله أن يعينه.

وعلى رغم أن القائم بتسيير أشغال الحكومة وزير الخارجية دومينيك راب لم يكمل عاماً في أول حقيبة وزارية يشغلها، إلا أنه أضحى بالفعل قائداً لمعركة بريطانيا ضد الفايروس. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» إلى أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (الإثنين) أن جميع الأمريكيين يصلون من أجل جونسون يؤكد أن لندن أطلعت حليفها على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي على حقيقة وضعه الصحي.


وذكرت أن جونسون كان قد تدهور فعلياً قبل نقله للمستشفى مساء الأحد، لكنه لم يكن يريد الذهاب لئلا يغطي خبر نقله للمستشفى على الكلمة التي وجهتها الملكة اليزابيث الثانية لشعبها مساء ذلك اليوم، بشأن مواجهة الفايروس. وأضافت أنه ظل يعاند المرض، واثقاً من أنه سيقاومه بلا تعقيدات. غير أن المرض اشتد، وبناء على نصائح الأطباء وجد نفسه مجبراً على الانتقال للمستشفى. وقال بعض وزراء جونسون إنه كان يأمل بالتعافي الأحد الماضي، غير أن صورته أثناء ترؤسه اجتماعات الحكومة من خلال الفيديو كانت تدل بوضوح على شحوب لونه، وتمكّن المرض منه، وبدا واضحاً خلال اجتماع الحكومة أن صحته تدهورت كثيراً. ولاحظ بعض الوزراء أنه خلال الاجتماع كان يواجه صعوبات في التنفس أثناء الكلام.

يذكر أن جونسون أعلن إصابته في 26 مارس الماضي، وظل في شقته طوال تلك الأيام، دون أن يتمكن أحد من زيارته، وظل يرفض مناشدات وزرائه بأن يتوجه للمستشفى، بدعوى أن العمل أوْلى. واعترف جونسون قبل تدهور صحته بأنه لم ينعم بطعم النوم كثيراً خلال فترة عزله. وهو ما يخالف تعليمات الأطباء.

ومساء الأحد، بدأ جونسون يعاني من ضيق التنفس، حتى أنه اضطر إلى الاتصال بطبيبه الخاص هاتفياً. وكشفت الصحيفة أن طبيبه رد عليه بأن عليه أن يختار إما الذهاب للمستشفى فوراً، أو يواجه الموت! وقام حراسه الشخصيون بتجهيز حقيبة ملابس صغيرة، لاحتمال أن يمكث ليلة أو اثنتين في المستشفى الذي لا يزال يرقد في عنايته المكثفة.