-A +A
عبدالكريم الذيابي (الطائف) r777aa@

فتحت السياحة الزراعية ذراعيها للسيّاح والزوّار بشكل متسارع هذه الأيام، وهي ضمن أهم المستهدفات للمسار السياحي، الذي أطلقته هيئة السياحة عقب العودة للحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا في السعودية، ووجد عدد من سيّاح الطائف أنفسهم بين ينابيع المياه وعناقيد العنب والرمان تتدلى فوق رؤوسهم.

ويشهد هذا القطاع إقبالاً نوعياً في الطائف لتنوع العديد من الثمار الزراعية وتزامن إنتاجها مع الموسم السياحي، واقتنص عدد من ملاك هذه المزارع فرص تقديم عدد من الأنشطة، كالجلسات المفتوحة والبيع المباشر، والسماح للزوار للقطف الطازج في حدود عدم العبث والتقاط الصور والمقاطع بين الحقول وسواقي الرّي، كما دعمت بعض المزارع بكافيهات تقدم المشروبات الباردة والساخنة وبعض الوجبات الطائفية لتصبح مصدر دخل إضافي، بين الأجواء العائلية والخضرة واعتدال الأجواء والهواء الطلق، ويحرص القائمون عليها على التعريف عن خطوات الزراعة، ما يمنح الزوار مزيداً من الفائدة والمعلومات والمتعة بعيداً عن ضجيج الشوارع.

ورصدت «عكاظ» أمس في جولة صحفية توافد أعداد كبيرة منهم، وكشفوا أن السياحة الزراعية وجهة مهمة صاعدة لاتحتاج سوى القليل، وتعد مجالاً رافداً وحيوياً للترويح عن النفس ومربحاً للمزارعين الذين يتقاطر من جباههم تعب السنين الطويلة للمحافظة عليها حيث إنها من المهن الشّاقة والتي تمتد لعقود طويلة.

وقال المرشد السياحي أحمد الجعيد إنه بالفعل بدأت العديد من المزارع في الطائف لفتح أبوابها للزوار، إذ تشتهر بإنتاج العديد من الفواكه والخضراوات وتدعم السياحة الداخلية، والناس مهتمة باستكشاف أنماط جديدة، وتعتبر الطائف من أهم المدن التي تنتج أنواعاً مختلفة مثل الورد الطائفي والعنب والخوخ والرمان والمشمش، كما هي فرصة رائعة للسيّاح والأهالي باقتناص هذه الفرص الجميلة من المتعة والتعلّم حول معرفة طرق الزراعة وأساليب جنيها، وتعتبر السياحة الزراعية رافداً مهماً يدعم الاقتصاد وهي نوع جديد يستحق الدعم والاهتمام في ظل وجود مزارع متخصصة.

من جهته قال يوسف السديس (زائر) وعاشق للاستكشافات الجديدة في السياحة الداخلية، إنه في لحظات انبهار من الجلسات الجميلة في المزارع وأعواد العنب والرمان تتدلى إلى حيث يجلسون، لافتاً إلى أن هذا المجال خصب وقادم بقوّة والطائف غنيّة بمنتجاتها الزراعية التي تستطيع بها جذب العديد من الزوار.

فيما أشار المذيع رويشد الصحفي إلى أنه تجوّل في عدد من مزارع الطائف في اليومين الماضيين، ولفت نظره مزرعة الصائغ في حي جبرة وسط المحافظة إذ تقع على مساحة 5 آلاف متر مربع، وبها أكثر من 50 ألف شتلة، ووجد فيها 15 ألف شجرة زيتون مثمرة كفيلة بسد احتياج الطائف إضافة إلى العديد من الفواكه المتنوّعة، كما زار أمس مزرعة سعد سلطان الطويرقي في بلاد طويرق، واستُقبل الزوار بالأكلات الشعبية والأهازيج وفن التعشير، وقطفوا منها العنب المثمر والرمان وبها العديد من الآبار للمياه الجوفية والطائف عموماً غنية بهذا الجمال والبهاء الطاغي.

من جهته كشف العم سعد الطويرقي، أن مزرعته تنتج العنب والرمان والخوخ وهي مزرعة عمرها نحو 100 عام، ولفت آخرون إلى أن اهتمام هيئة السياحة بهذا القطاع يسهم في إنعاشه، ويغسل تعب المزارعين بخلاف بيع المنتجات، وقد تتحوّل هذه المزارع لمنتجعات صغيرة سيّما أن الهيئة ضمنتها في منصة التأجير للسياح الباحثين عن الاستجمام والراحة ليعد دخلاً آخر، إذا ما دعمت ببعض الفعاليات المختصرة.