تسوكاسا إيمورا *
تسوكاسا إيمورا *




الإمبراطور ناروهيتو
الإمبراطور ناروهيتو
-A +A
إنه لشرف كبير أن يحتفل بيوم ميلاد صاحب الجلالة الإمبراطور ناروهيتو في المملكة العربية السعودية بتاريخ 23 فبراير. ففي 1 مايو 2019، اعتلى جلالة الإمبراطور ناروهيتو العرش ليصبح الإمبراطور الـ126 لليابان. وشهد العصر الجديد لصاحب الجلالة الإمبراطور ناروهيتو المعروف باسم «ريوا» باللغة اليابانية، ويعني «الانسجام الجميل»، الكثير من النجاحات، حيث يقوم الشعب بتعزيز الثقافة وتقدير الجمال الطبيعي، بينما يجمعون قلوبهم وعقولهم معاً في نمط جميل.

وقام جلالة الإمبراطور ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو (ولي وولية العهد آنذاك)، بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية لأول مرة في عام 1994، كجزء من جولتهما في دول الخليج بعد زواجهما في نفس العام. قام جلالة الإمبراطور، ولي العهذ آنذاك، بزيارة إلى المملكة العربية السعودية بشكل منفصل في عدة مناسبات، وكان آخرها في يناير 2015، ليعرب عن تعازيه نيابة عن العائلة الإمبراطورية اليابانية وشعب اليابان في وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله-.


منذ فترة طويلة، تمتعت عائلتنا الإمبراطورية والعائلة المالكة السعودية بعلاقات رائعة للغاية، والتي هي محور العلاقات الثنائية المزدهرة بين اليابان والمملكة العربية السعودية. في عام 2017، أصبح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أول ملك سعودي يزور اليابان منذ عام 1971. وشارك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في أوساكا العام الماضي، بالإضافة إلى زيارته الرسمية إلى اليابان في عام 2016. نيابة عن العائلة الملكية السعودية، وحضر صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز حفل تنصيب جلالة الإمبراطور الجديد في أكتوبر للعام الماضي. علاوة على ذلك، لقد أعطت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء آبي إلى المملكة في الشهر الماضي زخماً جديداً لعلاقاتنا الواعدة بالفعل، بعد زياراته السابقة في 2013، و2007. إني لا أشك أن عام 2020 سيشهد بالتأكيد قفزة أخرى إلى الأمام في علاقاتنا الثنائية. حيث تولت المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين بعد اليابان في ديسمبر من العام الماضي، وستواصل اليابان كدولة ترويكا (troika) لمجموعة العشرين، جهودها في إنجاح مجموعة العشرين السعودية.

إن اليابان والمملكة العربية السعودية مصممتان على بناء علاقات أكثر ودية وأوسع نطاقا، كشريكتين لا تستغني بعضهما عن البعض. إن مبادرة الرؤية اليابانية - السعودية 2030، التي تم اعتمادها والاتفاق عليها في عام 2016 خلال زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى اليابان، تهدف إلى التعبير عن تطلعاتنا وتوجيه أعمالنا في قطاعات مختلفة حتى تصبح علاقاتنا أكثر فائدة للطرفين.

في إطار هذه الرؤية، لقد تطورت العلاقة الاقتصادية بين بلدينا بالفعل إلى قطاعات أوسع خارج قطاع النفط. والآن، تعمل أكثر من 100 شركة يابانية في المملكة، وتشمل القطاع المصرفي، ووكالات المبيعات للمنتجات اليابانية، فضلاً عن قطاع الصناعات الثقيلة مثل مصانع التيتانيوم المعدنية. وأيضاً، هناك العديد من المشاريع الاستثمارية قيد التنفيذ كجزء من مشروع بترو رابغ. يهدف التبادل الثقافي أن يتجاوز مجالي الأنمي والسوشي في اليابان، ومجالي النفط والصحراء في المملكة العربية السعودية. وفي المتحف الوطني السعودي بالرياض، يقام الآن معرض للحرف اليدوية اليابانية من منطقة توهوكو حتى 28 من الشهر الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني ووزارة الثقافة السعودية. وأيضاً أود أن أشير إلى معرض روائع آثار المملكة الذي أقيم في اليابان عام 2018، وحظي بإقبال كبير، كما زار المعرض عدد كبير من اليابانيين لإظهار اهتمامهم القوي بتاريخ المملكة العربية السعودية وثقافتها.

منذ إطلاق برنامج التأشيرة الإلكترونية السعودية في سبتمبر الماضي، كنت أشجع الشعب الياباني لزيارة المملكة العربية السعودية مستغلين هذه الفرصة التاريخية للتعرف على المملكة ومشاهدتها أمام أعينهم. وفي الوقت نفسه، أود أن أقترح على الشعب السعودي زيارة واستكشاف اليابان والشعب الياباني وثقافته الخاصة، حيث إن اليابان تستضيف أولمبياد طوكيو وأولمبياد المعاقين هذا الصيف. من خلال الزيارات المتبادلة بيننا، أنا متأكد بأننا سنكون شعبين أكثر تفهماً واهتماماً، ولدينا فرصة جيدة حقاً.

أخيراً، بهذه المناسبة السعيدة، أود أن أعرب عن تقديري لأولئك الذين عملوا ويعملون في القطاعين العام والخاص في بلدينا لدوام علاقتنا الممتازة، وأعتقد أننا سوف نستطيع العمل معاً لنخدم شعبينا بشكل أفضل في عام 2020 وما بعده.

* سفير اليابان لدى المملكة