ارتبط اسم المملكة العربية السعودية وقيادتها منذ تأسيسها بالدعم والمساندة والوقوف مع الأشقاء من العرب والمسلمين في أزماتهم. ولم تكن تلك المواقف حوادث عابرة، بل نهج ثابت ومبدأ أصيل انطلقت منه وحدة الصف، وتعززت به أواصر الأخوة، وتجسّد فيه التكافل الذي دعا إليه الدين الحنيف.

وكشفت دارة الملك عبدالعزيز لـ«عكاظ»، أن هذه المعاني السامية تجلّت بوضوح في المواقف التاريخية التي سجّلها الملك المؤسس؛ ومن أبرزها مواقفه الخالدة تجاه فلسطين، التي أصبحت شاهداً على البذل والعطاء السعودي المتواصل.

تبرع كريم عام 1929

في عام 1348هـ/‏1929م، حين اشتدت الأزمات على أهل فلسطين، بادر الملك عبدالعزيز بتقديم تبرع كريم دعماً لهم ومساندة لقضيتهم التي اعتبرها قضية العرب والمسلمين جميعاً.

تجهيز الحجاج

لم يتوقف عطاؤه عند الدعم المالي، بل تجاوزه إلى مواقف إنسانية عظيمة؛ ففي العام نفسه، تكفّل -رحمه الله- بتجهيز مئات من الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك الحج على نفقته الخاصة، في مبادرة كان لها أثر بالغ في التخفيف من معاناة الأشقاء، وإتاحة الفرصة لهم لأداء شعيرتهم العظيمة.

دعم جديد

واصل الملك المؤسس دعمه، ففي عام 1356هـ/‏1937م أصدر أمره الكريم بصرف مساعدة عاجلة بلغت قيمتها خمسة آلاف جنيه إسترليني لشعب فلسطين المنكوب؛ تأكيداً لاستمرار النهج السعودي في مساندة القضايا العربية والإسلامية.

وختمت دارة الملك عبدالعزيز تصريحها لـ«عكاظ»: بالتأكيد على أن تلك المواقف لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل رسائل إنسانية وسياسية خالدة؛ فقد كان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قدوة في الفزعة والنجدة وحشد الحق، لتصبح عبارته «عزّنا بفزعتنا» عنوانا لمسيرة المملكة في التضامن مع الأمة، ورسالة صادقة للعالم بأن المملكة ستظل قلباً نابضاً لأمتها الإسلامية، تقف مع أشقائها في السراء والضراء، وتكتب بذلك أعظم صفحات التاريخ في الإنسانية والإخاء.