-A +A
رغم الأوضاع المتوترة في المنطقة، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية وتداعياتها، إلا أن المراقبين ينظرون إلى عملية السلام القادمة في اليمن بنوع من التفاؤل، في ظل ما تبديه مختلف المكونات من تفاعل مع الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً.

ومصدر التفاؤل لا ينطلق من خارطة الطريق التي تحدد خطوات السلام المنتظرة، وإنما من الجهود الصادقة المبذولة من قبل المملكة وسلطنة عمان، الرامية إلى التوصل لحل سلمي يرضي جميع الأطراف، وبما يضمن حقوقاً متساوية للجميع في دولة آمنة مستقرة ذات سيادة، خالية من المليشيات وبيدها القرار والسلاح، ورسم مسيرة المستقبل ليمن سعيد يجد فيه المواطن كل مقومات الحياة الكريمة.


والتحدي الأكبر أمام اليمنيين بمختلف مكوناتهم هو النظر لمصلحة وطنهم فقط دون النظر للأحداث الساخنة، بل واستثمارها والاستفادة من تبعاتها وتحويلها إلى عوامل إيجابية تبني وطنهم، وتعيد له الحياة من جديد، بعد سنوات من الاحتراب والمعاناة، التي كان ضحيتها المواطن البسيط، الذي ينشد اليوم وطناً آمناً مستقراً.

على اليمنيين أن يثبتوا للعالم أنهم ومهما كانت خلافاتهم، والتباينات في وجهات نظرهم سيتسامون على جراحهم، وأنهم قادرون على خوض جولة من المفاوضات الأخوية، التي تقود إلى عملية سلام كاملة غير منقوصة، وصولاً إلى دولة ينعم فيها الجميع بالمساواة والحياة الكريمة.