البروفيسور عبد المنعم بن محمد الصديقي استشاري جراحة عظام الأطفال وأمراض الجنف مستشفى دله النخيل
البروفيسور عبد المنعم بن محمد الصديقي استشاري جراحة عظام الأطفال وأمراض الجنف مستشفى دله النخيل
-A +A
«عكاظ» (الرياض)

يعد مرض انحرافات العمود الفقري، الذي يعرف بـ«الجنف»، إحدى الحالات المرضية المعقدة والمنتشرة في المملكة العربية السعودية، وقد تمكّن مستشفى دله النخيل في الرياض من علاج العديد من حالات هذا المرض، لمرضى من داخل المملكة وخارجها، يمثلون مختلف الأعمار.

واللافت في الأمر، أن حالات مرض الجنف، تحتاج إلى تشخيص وعلاج دقيق، لا سيما إذا كانت مصاحبة باضطرابات عصبية عضلية، حيث يتطلب الأمر إجراء الكشف المبدئي والمبكر، كما أن هذا المرض يصيب الإناث أكثر من الذكور.

وعن أنواع مرض الجنف ومسبباته وأعراضه وكيفية علاج حالاته المختلفة، تحدث البروفيسور عبدالمنعم بن محمد الصديقي استشاري جراحة عظام الأطفال وأمراض الجنف بمستشفى دله النخيل موضحاً أن المرض أحياناً قد تصاحبه حالات الشلل الدماغي وهي حالات معقدة أكثر من غيرها، نسبة لما تسببه من صعوبات وتحديات، تجعل المريض في حالة من نقص في الإدراك وتأخر في النمو وضعف في العضلات والأعصاب.

وأوضح البروفيسور عبدالمنعم الصديقي أن هذا المرض، يؤدي أحياناً إلى صعوبة في حركة المريض، وكذلك صعوبة في التفاهم والتواصل مع الآخرين، وغالبا ما تصاحبه انحرافات في العمود الفقري، نتيجة الضعف في العظام وفي العضلات، وهذا بدوره يمثل تحدياً في إجراء المثبتات واستخدام الأدوات الجراحية وتثبيت البراغي، بجانب تحدي تقويم العمود الفقري، مشيراً إلى أن الانحرافات غالباً ما تأخذ شكلاً صلباً بسبب تصلب العمود الفقري وعدم مرونته، ويؤدي ذلك إلى ميلان في الظهر وعدم توازن في الكتفين، كذلك عدم التوازن في الحوض لدى المريض.

وحول مراحل تشخيص مرض الجنف، أوضح البروفيسور عبدالمنعم الصديقي أن طريقة التشخيص في الحالات المختلفة تتطلب الكشف السريري المبدئي على الظهر وارتفاع الكتفين، وقد يطلب الطبيب المختص إجراء الأشعة السينية لتشخيص المرض وقياس زاوية الانحراف، وكذلك أشعة مقطعية وأشعة الرنين، للتأكد من سلامة الحبل والعمود الفقري في بعض الحالات، وذلك قبل مباشرة العلاج اللازم.

وتناول البروفيسور عبدالمنعم الصديقي أسباب الإصابة بالجنف، التي تتمثل في اضطرابات عصبية عضلية تؤثرعلى العضلات والأعصاب، كذلك منها الشلل الدماغي، وضمور العضلات، أو نتيجة لعيب خلقي، أو جينات وراثية، وهناك أسباب أخرى للإصابة، أبرزها ضمور العضلات الشوكية، أما أعراض المرض، فأبرزها تقوس وانحناء واضح في الظهر، وعدم تمركز الرأس في منتصف الجسم، إضافة لعدم تماثل القفص الصدري، وبروز أحد الوركين أكثر من الآخر.

واستعرض البروفيسور عبدالمنعم الصديقي في حديثه عن هذا المرض أنواعه المختلفة، التي يتمثل أكثرها انتشاراً في الجنف مجهول السبب، الذي لا تُعرف تحديداً مسبباته، وكذلك الجنف الخلقي، والجنف العصبي العضلي، وأخيراً الجنف التنكسي وهو يظهر أسفل الظهر، حيث تبدأ أقراص ومفاصل العمود الفقري في التآكل، خصوصاً عند التقدم في العمر، مشيراً إلى أن مركز العلاج في دله النخيل بما يضمه من استشاريين وأخصائيين في العلاج والتخدير والجراحة والتمريض ذوي الكفاءة، يعالج كل هذه الأنواع من المرض، حيث أصبح من المراكز المشهود لها بالكفاءة ويقصده المرضى من مختلف أنحاء المملكة وخارجها.

الجدير بالذكر أن مستشفى دله النخيل وتحت إشراف البروفيسورعبد المنعم محمد الصديقي استشاري جراحة عظام الأطفال واستشاري الجنف وانحرافات العمود الفقري للصغار والكبار، قامب إجراء عدة عمليات ناجحة في العمود الفقري وتقويمه لمرضى من داخل وخارج المملكة.

ومن الحالات التي أجراها المركز، مؤخراً، حالة لمريضة في عمر الـ14 سنة، كانت تعاني من الشلل الدماغي وانحراف شديد وميلان في العمود الفقري، ليتم بعد الإجراء تقويم العمود وتعديله وبشكل كامل، وبسرعة وكفاءة عالية، حيث لم تستغرق العملية سوى 4 ساعات فقط، تماثلت بعدها المريضة للشفاء وأصبحت قادرة على الاعتماد على نفسها، وغادرت المستشفى بعد 4 أيام من إجراء العملية.

يُشار إلى أن مجموعة دله الصحية تشمل ستة مرافق رائدة للرعاية الصحية، تخدم أكثر من 1.5 مليون مراجع سنوياً، في أنحاء المملكة كافة، عبر أكثر من 900 سرير، و500 عيادة خارجية، ويعمل لدى المجموعة أكثر من 3 آلاف موظف، بينهم نحو ألف طبيب خبير، سعياً لتقديم أعلى معايير الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية.