-A +A
مع تطاول مدة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، المستمرة منذ 248 يوماً؛ يتفاقم خطر تحول النزاع إلى حرب نووية، قد تستخدم فيها «قنابل قذرة»، وصولاً إلى محاولة الحسم من خلال استخدام سلاح دمار شامل. وقد تزايدت تلك المخاوف مع إطلاق تهديدات، وإجراء مناورات للقوات الاستراتيجية الروسية، واتهام واشنطن لموسكو بالتخطيط لاستخدام قنبلة نووية، فيما اتهمت موسكو، أمس، الولايات المتحدة بتحديث قنبلتها النووية لتكون أصغر حجماً، وأخف حمولة، بحيث تكون سلاحاً ميدانياً يسهل استخدامه. وتقول روسيا إن واشنطن قررت نشر قنبلتها النووية المُحدَّثة في قواعد منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في القارة الأوروبية خلال ديسمبر القادم. إن استخدام أسلحة الدمار الشامل في أي مكان في الأرض محظور دولياً وإنسانياً، ليس لأنه سيضر بالجهة المستهدفة بالهجوم وحدها؛ لكنه سيضر بأطراف لا دخل لها بالنزاع، خصوصاً من ناحية انتقال الرياح المحملة بالإشعاعات النووية إلى دول أخرى، وحتى على الدولة التي يمكن أن تطلق تلك القنبلة. والمطلوب أن يسعى حكماء العالم ومنظماته الأممية إلى إيجاد سبيل للتوسط بين روسيا وأوكرانيا لوقف القتال، لأن احتدام النزاع سيهدد إمدادات العالم بالقمح الروسي والأوكراني، ما سيؤدي إلى اندلاع مجاعة في عدد من البلدان. ويجب أن يتدخل حكماء العالم لمنع التراشق بين واشنطن وموسكو. فهو يزيد العداء بين الغرب وروسيا ضِرَاماً. وقد رأينا كيف أدت الحرب إلى تأثيرات مزلزلة، ستؤدي قريباً جداً إلى إعلان الركود الاقتصادي العالمي، وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الفائدة، ونقص الطاقة، والغلاء الفاحش في غالبية أرجاء العالم.