د. فيصل شاهين
د. فيصل شاهين
-A +A
حوار: زين عنبر (جدة) zain_ambar@، (تصوير: ذكرى السلمي) zekraalsolami@
كشف استشاري أمراض الكلى نائب رئيس لجنة منظمة الصحة العالمية للتبرع بالأعضاء والأنسجة وزراعتها الدكتور فيصل شاهين في حوار لـ«عكاظ»، أن 50% من المصابين بالفشل الكلوي من مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وأن الكلى تعد من أكثر أعضاء الجسم التي تحتاج إلى الزراعة العاجلة، إذ إن معدل انتشار الفشل النهائي لها مرتفع مقارنة بالفشل النهائي لباقي الأعضاء.

وأوضح شاهين صعوبات تواجه التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، من ضمنها تعاون أطباء العنايات المركزة ورفض نسبة كبيرة من أهالي المتوفين التبرع، بسبب خلطهم بين مفهوم الوفاة الدماغية والغيبوبة، واعتقادهم بوجود أمل للعودة للحياة، وأيضاً لوجود مفاهيم خاطئة بأن التبرع بالأعضاء قد يؤدي إلى تشويه جسد المتوفى. وعزا استشاري الكلى إصابة فئات من الشباب بالفشل إلى الاستخدامات الخاطئة للوصفات الطبية كالمسكنات.


شكراً لهؤلاء

• عقب تكريمكم أخيراً من الجمعية العالمية لزراعة الأعضاء، كيف تقرأون ذلك؟

•• بداية أود أن أتقدم لكم بجزيل الشكر والتقدير لصحيفة «عكاظ» على إتاحتها الفرصة للالتقاء بجمهوركم الكريم، وأود أن أتوجه بالشكر للجمعية العالمية لزراعة الأعضاء لتكريمهم لي في مؤتمرها الدولي الذي عقد في العاصمة الأرجنتينية، ويعد التكريم الذي أفتخر به تكريماً لوطني المملكة العربية السعودية وإنجازاتها في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها من الأحياء ومن المتوفين دماغياً.

كما أتقدم بجزيل الشكر لكافة العاملين في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها الذين قدموا هذا الإنجاز وتم تتويج الجهود بتكريمي، والتكريم يعد حافزاً لي لتقديم المزيد في رعاية مرضى الفشل العضوي وتحديداً الكلوي.

من المتوفين إلى الأحياء

• تحتل المملكة المراكز الأولى في التبرع من الأحياء خصوصاً في زراعة الكلى، وبحكم تقلدكم منصب مدير المركز السعودي للتبرع سابقاً كيف ترون التبرع من الأحياء بباقي الأعضاء كالكبد ونخاع العظم؟

•• بحمد الله تتبوأ السعودية مكانة متقدمة بين دول العالم للتبرع بالأعضاء من الأحياء خصوصاً الكلى، وبالنسبة للتبرع بجزء من الكبد فالمملكة تحتل المركز الثالث على المستوى العالمي، وما زالت الحاجة ملحة لتشجيع زراعة الأعضاء من المتوفين دماغياً بكل السبل المتاحة، لأن هناك أعضاء لا يمكن زراعتها إلا من متبرعين متوفين دماغياً خاصة القلب والرئتين. إن تحفيز التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً يساعد الكثير من المرضى الذين يعانون من الفشل القلبي، وكذا الفشل الرئوي في إنقاذ حياتهم.

وبالنسبة للتبرع بنخاع العظم فالعمليات تجرى بالتبرع من الأحياء خصوصاً للأطفال المحتاجين، وتعتبر المملكة من الدول النشطة في هذا المجال.

مفهوم خاطئ للوفاة الدماغية

• من وجهة نظركم، ما سبب قلة التبرع من المتوفين دماغياً؟ وهل الأرقام مُرضية؟

•• المملكة رائدة في هذا المجال بالنسبة للدول العربية والإسلامية ودول الشرق الأوسط، وهناك العديد من الصعوبات الكبيرة التي تواجه التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، من ضمنها تعاون أطباء العنايات المركزة، لذا لا بد من دعم العاملين في هذا المجال بالدورات التدريبية لتطوير مهاراتهم، ومن الضروري تقديم الدعم المادي والمعنوي للعاملين في المستشفيات، وتطوير الفرق لإنجاح برامج التبرع بالأعضاء وزراعتها، وكذا الحال بالنسبة للمستشفيات؛ فلا بد أن تكون مجهزة لاستقبال حالات الوفاة الدماغية والعناية بها، وأن يكون لدينا منسقون جيدون متمكنون من طرق التعامل مع أهالي المتوفين، والأجدر من ذلك أن تكون هناك برامج تستهدف النشء في المدارس وفي الجامعات للحث على أهمية التبرع بالأعضاء وغرس هذه الثقافة لديهم، خصوصاً أنه لا توجد لدينا إشكالية من الناحية الدينية، بالرجوع للفتاوى الخاصة بالتبرع بالأعضاء.

وإضافة إلى ما سبق، فهناك نسبة كبيرة من أهالي المتوفين يرفضون التبرع بعد الوفاة، لخلطهم بين مفهوم الوفاة الدماغية والغيبوبة، واعتقادهم بوجود أمل للعودة للحياة، إذ إن المتوفى دماغياً على جهاز التنفس الصناعي، وأيضاً لوجود مفاهيم خاطئة بأن التبرع بالأعضاء قد يؤدي إلى تشويه جسد المتوفى أو انتهاك حرمة الميت، وهي مفاهيم خاطئة ولا بد من توضيحها من قبل العاملين بمجال زراعة الأعضاء لأهالي المتوفين دماغياً.

الفشل الكلوي والكبدي.. أولوية

• ما أكثر قوائم الحالات التي تحتاج إلى زراعةعاجلة؟ وماذا عن كبار السن؛ هل يجدون متبرعين بسهولة؟

•• أكثر الأعضاء احتياجاً هي الكلى، إذ إن معدل انتشار مرض الفشل الكلوي النهائي مرتفع مقارنة بالفشل النهائي لباقي الأعضاء تليها الكبد، ولا شك أن لكل عضو طلباً عاجلاً لتوفيره لأحد المرضى، فعلى سبيل المثال مريض الفشل الكلوي إذا لم يكن لديه مكان لعمل الغسيل الدموي أو البريتوني يعتبر حالة عاجلة، وبالتالي يجب توفير كلية له لزراعتها وإلا ستكون حياته في خطر، وقد يموت متأثراً بمرضه، وهذا ينطبق أيضاً على مريض الفشل الكبدي الحاد، فهو يحتاج للتبرع كبوابة أمل لزرع كبد له وإنقاذ حياته، وهو أيضاً يعتبر حالة عاجلة، وكذا الحال بالنسبة للقلب والرئتين فهناك العديد من الحالات التي تكون على قائمة الانتظار العاجلة التي تحتاج إلى زراعة عاجلة.

عمر العضو المزروع

• نعلم أن التبرع بزراعة الكبد يحتاج بعد سنوات إلى زراعة جديدة، هل ثمة مستجدات في زراعة الأعضاء؟

•• تعد المملكة من أوائل دول العالم في زراعة الكبد من الأقارب، وتشكر الفرق الطبية في المستشفيات على هذا الإنجاز العالمي الذي تقوم به، فالمملكة تحتل المركز الثالث عالمياً في زرع الكبد من الأحياء، كما أن كافة عمليات زراعة الأعضاء لها عمر وظيفي، فالكلى التي تتم زراعتها من المتبرعين المتوفين دماغياً تقدر الفترة الزمنية لها من 7-10 سنوات أما الكلى التي تتم زراعتها من الأحياء فتتجاوز الـ12عاماً، والأمر مشابه بالنسبة لزراعة الكبد.

احذروا المسكنات

والسكري والضغط

• بحكم تخصصكم في أمراض الكلى، نجد أن فئة من الشباب تعاني من مشكلات الكلى، هل لذلك علاقة بالعادات الصحية الخاطئة؟

•• أكثر مسببات الفشل الكلوي تتعلق بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وعلى المرضى المحافظة على المستويات الطبيعية لكي لا يصاب بالفشل الكلوي، حيث تمثل نسبة هؤلاء المرضى ما يزيد على 50% من إجمالي المرضى المصابين بالفشل الكلوي، وأيضاً بالنسبة لاستخدام الأدوية دون وصفة طبية وبإفراط كاستخدام المسكنات فهو يعتبر من مسببات الفشل الكلوي التي قد تسبب الإصابة سواء للشباب أو لغيرهم.