-A +A
إبراهيم العلوي (جدة) i_waleeed22@
حمل مقطع فيديو تداولته منصات التواصل الاجتماعي، مساسًا بالآداب العامة، وتجاوزًا على ما عرفه العالم عن استقبال الضيوف لدى العرب، بعد أن أقدم شخص على شتم فرقة موسيقى بـ«ألفاظ نابية» باللغة الإنجليزية عند وصولها إلى مطار الرياض، ليتم إيقافه وإحالته للجهات المختصة. وتحمل المنصات ظواهر طيبة غالبها، ورديئة تمثلت في تصرفات وأفعال كشفت قصور الوعي بالنظام العام أو القيم الدينية، أو الآداب العامة وحرمة الحياة الخاصة.

تلك الأفعال جرمها القانون، وعملت الأجهزة المعنية على ضبط مرتكبيها، وأعلن الأمن العام القبض على مواطن ظهر في مقطع فيديو عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي يتلفظ على آخر بعبارات خادشة للحياء ذات إيحاءات جنسية، وجرى إيقافه وإحالته إلى النيابة العامة لتطبيق النظام بحقه. وفي واقعة أخرى، ضبطت شرطة منطقة عسير شابًا وشابة ظَهَرا في مقطع فيديو مخالفيْن للآداب العامة. وفي محافظة حفر الباطن أوقفت الشرطة (17) شخصًا؛ (14) مواطنًا و(3) مقيمين، لمضايقتهم المارة في أحد المتنزهات وعرقلة حركة السير والتعدي على مركبات رسمية، كما تم ضبط (15) شخصًا في عسير لمضايقتهم المارة.


وفي سياق ضبط مخالفي النظام العام والقيم الدينية والآداب العامة، ضبط في منطقة مكة المكرمة على مخالف لنظام الإقامة من الجنسية المالية، لتهديده فتاة عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي وتضمن المقطع ألفاظًا تسيء للذات الإلهية، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة.

فيما قبضت شرطة منطقة الرياض على مقيمة من الجنسية المصرية، ظهرت في بث عبر أحد التطبيقات تتحدث مع أخرى بمضامين وإيحاءات خادشة، من شأنها المساس بالآداب العامة.

الحرية الشخصية لا تعني التجاوز

أكد اللواء متقاعد مسعود العدواني، أن جميع الأديان والقوانين حاربت مظاهر الانحلال والفوضى في المجتمعات، وسعت النصوص والأنظمة للحفاظ على مكتسبات المجتمع وثقافته وإرثه التاريخي من العادات والتقاليد وحماية الآداب العامة؛ باعتبارها مبادئ وقيمًا متجذرة في المجتمع وتعني حرية العامة دون مساس بحياتهم الخاصة أو الآداب العامة.

وأوضح العدواني، أن من حق الجميع؛ أفرادًا أو جماعات، التواجد في الأماكن العامة ومراكز التسوق والمطاعم والحدائق والمتنزهات والطرق العامة والمحافل الرياضية والسياحية، والحرص على النظام العام، والقيم الدينية، والآداب العامة، وحرمة المساس بالحياة الخاصة.

وأضاف: تلك المواقع هي ميدان طبيعي تتجلى فيه ممارسات الأفراد وأخلاقهم وسلوكياتهم على حقيقتها بعيدًا عن عين الرقيب عبر قيم دينية واجتماعية وسلوكية تعكس ثقافة الاعتقاد بالحقوق والحريات دون تعدٍ عليها، لكي لا تتحول هذه الأماكن العامة إلى مواقع للتعدي على النظام العام، لذا يجب على كل فرد الإبلاغ عن الخارجين عن الآداب العامة والنظام العام.

وقال: إن الآداب العامة عامل مساعد على إحساس الشخص بحدود علاقته وحريته وتصرفاته في المجتمع، فلا يجب تجاوزها إلى ما يؤذي الآخرين؛ قولًا أو فعلًا، أو يجرح مشاعرهم، فكل تصرف يمس الحياء والذوق العام في أي مكان أو مرفق عام، فهو مخالف للآداب العامة ويجب ضبط فاعله ووضعه تحت طائلة القانون.

مضايقة العابرين .. جريمة

المستشارة القانونية المحامية نجود قاسم، أوضحت أن النظام نص على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يقوم بإنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي. كما تضمنت لائحة المحافظة على الذوق العام عددًا من المواد التي تحمي السلوكيات والآداب التي تعبّر عن قيم المجتمع ومبادئه وهويته، ونصت المادة الثالثة على أنه يجب على كل من يكون في مكان عام احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة، فيما احتوت إحدى المواد على أنه لا يجوز الظهور في مكان عام بزي أو لباس غير محتشم أو ارتداء زي أو لباس يحمل صوراً أو أشكالاً أو علامات أو عبارات تسيء إلى الذوق العام.

وشددت نجود، على أن المادة السادسة أوضحت أنه لا يسمح في الأماكن العامة بأي قول أو فعل فيه إيذاء لمرتاديها، أو إضرار بهم، أو يؤدي إلى إخافتهم أو تعريضهم للخطر.