-A +A
علي فايع (أبها) @alma3e

أكد أستاذ هندسة العمارة الدكتور جلال المخلافي، على أنّ النظام الإنشائي المتبع في البيوت القديمة في منطقة عسير لم يكن عشوائياً، وأنّ البدائل التي تشاهد في القصور القديمة في منطقة عسير لم تأت بمحض الصدفة وإنما جاءت بالتجريب والعلم والخبرات المتراكمة عند الأجداد.

وأضاف المخلافي أنّ هذا النظام الإنشائي المتبع كان نظاماً ذكياً، وأنّ البدائل التي استخدمت في البناء متعدد الأدوار كانت ناجحة وعملية في وقت كانت تغيب فيه الخرسانة الإسمنتية وحديد التسليح.

واستشهد المخلافي بقصور أبو سراح التاريخية في قرية العزيزة في منطقة عسير التي استخدام البناؤون في بنائها متعدد الأدوار الجسور الخشبية وأنواعاً معينة من الخشب مثل العرعر، إضافة إلى الجدران التي تزرع في أسفل المباني لتقوم مكان الأعمدة وتزيد ضخامتها بزيادة الأدوار التي تبنى.

المخلافي أكد لـ «عكاظ» أنّ فكرة الجسر الذي يربط بين قصري عزيز ووازع في قصور أبو سراح ذكية تستخدم الآن في الأبراج العالمية الحديثة كماليزيا، إضافة إلى استخدام أبواب الطوارئ منذ وقت مبكر، وكذلك مقاسات النوافذ التي تأخذ بعين الاعتبار الحروب والجوّ السائد في المنطقة، وكذلك مقاسات الدرج، واستخدام الطين في البناء، والشبابيك الصغيرة التي تسمح بمرور الهواء البارد إلى داخل البيوت والخروج من النوافذ الأخرى، وأشار المخلافي إلى أنّ هذه الحلول دفعت بكثير من المعماريين إلى المناداة باستخدام المواد المتوفرة في البيئة في البناء ومنهم المعماري المصري أحمد فتحي.

وأشار المخلافي إلى الجانب الجمالي في هذه القصور كاستخدام الأخشاب وتوظيفها بشكل صحيح، وكذلك التصميم الداخلي للمجالس وبنائها بالحجارة وهي بديل للكنب والجلسات الحديثة، واهتمامهم بالرسومات والقط والحفر في الأخشاب التي توحي بأنّ وراء هذه الأعمال ذوقاً عالياً وإحساساً مرهفاً.

المخلافي أشار إلى أنّ تخصيص بعض الغرف في قصور أبو سراح وتسميتها بأسماء الزوجات دليل على رقي عال في التعامل مع المرأة، وليس كما يُعْتَقد أو يُسوّق له أنّ المرأة لا قيمة لها في مجتمعاتنا العربية.