أمريكية أثناء خضوعها لجرعة من لقاح كوفيد 19. (وكالات)
أمريكية أثناء خضوعها لجرعة من لقاح كوفيد 19. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
بات واضحاً أن الإصابة السابقة بسلالة «دلتا»، أو «أوميكرون» لم تعد حصناً حصيناً ضد وقوع الفرد في براثن إصابة ثانية، أو ربما ثالثة. وهو ما يعني أن الإنسان ليس في مأمن من مخاطر جميع السلالات التي تحدّرت من أوميكرون (BA.2 وBA.4 وBA.5، وBA.2.12.1). وبات قطاع كبير من العلماء والأطباء يعتقدون بأنه بدلاً من تعليق الآمال على حماية مؤكدة من الإصابة بالتعافي من إصابة سابقة؛ يتعين توفير قدر أكبر من الحماية والطمأنينة من خلال التطعيم بلقاحات كوفيد-19، والجرعات التنشيطية المصممة من أجل تعزيز جهاز المناعة ليصدَّ أية هجمة يشنها فايروس كورورنا الجديد. ويعني ذلك أنك -على النقيض مما كان يحدث على نطاق واسع في أتون الموجات المبكرة من تفشي الفايروس- حتى إذا تعافيت من الإصابة بالفايروس يتعين عليك الخضوع للتطعيم، والحصول على الجرعات التعزيزية، من أجل حمايتك، وحماية المحيطين بك. وهو أمر مهم، خصوصاً بعدما أضحى مؤكداً أن الإنسان يمكن أن يصاب بكورونا أكثر من مرة. وقال أستاذ مكافحة الأمراض المُعدية في جامعات كاليفورنيا الدكتور أوتو يانغ لصحيفة «يو اس ايه توداي» إنه حتى قبل ظهور سلالات كورونا، حتى خلال تفشي السلالة الأصلية الأم هناك وثائق تؤكد وقوع أشخاص ضحايا للإصابة الثانية بعد تعافيهم من الأولى. وأضاف يانغ أن هذه النتيجة ينبغي ألا تثير الدهشة، لأن الإنسان قد يصاب مرة واثنتين وثلاثاً خلال السنة نفسها بفايروس نزلة البرد الشائعة، قبيل اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. وزاد أنه مع ظهور متحورات وراثية جديدة تصبح الإصابة الثانية والثالثة أكثر احتمالاً، لأن هذه المتحورات أضحت قادرة على تفادي المناعة التي يملكها الفرد جراء الإصابة السابقة.

وقال المدير الطبي لمستشفى جبل سيناء بيرنارد كامينز: إذا أصبت بسلالة دلتا.. فمن المؤكد أنك يمكن أن تصاب بأوميكرون؛ والعكس صحيح. وإذا أصبت بأحد متحورات أوميكرون فيمكن أن تصاب بسلالة دلتا. وأضاف: السبب في ذلك أن البروتين الموجود على سطح سلالة دلتا مختلف جداً عن ذاك الذي تملكه سلالة أوميكرون. وإذا ظل ذلك البروتين يتغير لدى كل متحورة وراثية جديدة فقد تكون الأجسام المضادة غير قادرة على القيام بمهمتها، وهي حماية الجسم من الإصابة. وكلما ظهر مزيد من سلالات فايروس كورونا الجديد أضحت الإصابة الثانية والثالثة محتملة التحقق بقدر أكبر. ورأى أستاذ علم المناعة بجامعة واشنطن الدكتور مايكل غايل، في حديث نشرته «يو اس ايه توداي» أمس الأول، أن عدد مرات الإصابة التالية يتوقف على عوامل عدة، أهمها المتحورات الوراثية، التي تتيح لها تحورات البروتين على سطحها تفادي نظام المناعة. ومن العوامل المهمة أيضاً مستوى تفشي الفايروس في المجتمع؛ فإذا كان قادراً على التفشي السريع في مجتمع بعينه فستزيد احتمالات تعرض الفرد للإصابة أكثر من مرة وحيدة. بيد أن تحقق الإصابة الثانية أو الثالثة يتوقف على عوامل تتعلق بكل فرد بشكل مختلف عن الآخرين. فهناك أشخاص حباهم الله بمناعة قوية بعد حصولهم على اللقاح، في حين أن آخرين لا يملكون تلك المناعة القوية. ومن الجوانب السارة أن الإصابات المتكررة، أو الثانية، أو الثالثة عادة ما تكون أعراضها خفيفة بغض النظر عن السلالة التي يصاب بها الإنسان في المرة الثانية أو الثالثة. فعلى رغم أن الأجسام المضادة غير قادرة على توفير قدر كامل من الحماية يمنع حدوث الإصابة؛ إلا أن الحماية التي توفرها خلايا الذاكرة في جهاز المناعة تمنع حدوث أي تدهور صحي لدى المصاب.


حاكم كاليفورنيا يصاب بعد أيام من «التنشيطية الثانية»!

أعلن مكتب حاكم ولاية كاليفورنيا الجمهوري غافين نيوسم أنه أصيب بفايروس كوفيد-19، بعد 10 أيام فحسب من حصوله على جرعته التنشيطية الثانية! أي أنه حصل على جرعتي اللقاح، ثم على الجرعة التنشيطية الأولى، والثانية. وأضاف مكتبه أنه سيتناول أقراص باسكلوفيد لمكافحة المرض. ويأتي إعلان إصابة حاكم كاليفورنيا في أتون بلاغات عن ارتفاع متتالٍ في عدد الإصابات الجديدة خلال الأسابيع الماضية. وسعى نيوسم إلى محاولة تسليط الأضواء على قضايا التغير المناخي، ونقص المياه، ومشكلات تملك الأسلحة النارية القاتلة، بدلاً من الإقرار بتفاقم الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي الوباء العالمي. ومن المفارقات أنه في حين بلغت نسبة زيادة الإصابات الجديدة في كاليفورنيا 7% خلال الأسبوع الماضي؛ ارتفع عددها في مدينة سكرامنتو، حيث يوجد مقر الحاكم، بنسبة 10.4%. وأعلن مكتب نيوسم أنه سيعمل من منزله، وسيبقى قيد العزل الصحي حتى 2 يونيو القادم، أو إلى حين حصوله على نتيجة فحص سالبة. وذكر المكتب أن حاكم كاليفورنيا -الولاية الأمريكية الأكبر سكاناً- حصل على الجرعة التنشيطية الثانية في 18 مايو الجاري.

نصحت السويد سكانها بضرورة حصول فئات معينة منهم على جرعة خامسة من لقاح كوفيد-19، للتحوط من موجة فايروسية محتملة خلال الخريف والشتاء القادمين. وذكرت السلطات الصحية أن الفئات التي يستحسن حصولها على الإبرة الخامسة من لقاح كورونا تشمل النساء الحوامل، وأي شخص يزيد عمره على 65 عاماً. وذكرت السلطات أن التطعيم هو أفضل سلاح في المعركة ضد الوباء العالمي، خصوصاً لقدرة اللقاح على منع استفحال المرض، وتقليص احتمالات الوفاة به.

الوجه الآخر للوباء.. ارتفاع أسعار الدجاج!

يشعر المستهلكون في أرجاء العالم بارتفاع متزايد في أسعار لحم الدجاج، الذي يعد أكثر أنواع اللحوم استهلاكاً. وانعكس ذلك الارتفاع على أسعار أطباق وجبات الدجاج التي تحظى بشعبية واسعة النطاق. وعزت «بلومبيرغ» ذلك إلى تبعات الحرب الروسية على أوكرانيا. فقد أدت الحرب الى منع نقل الدواجن الأوكرانية إلى الأسواق الأوروبية وبلدان الشرق الأوسط. كما أن الحرب تمنع تصدير القمح الذي تعتبر أوكرانيا من أكبر منتجيه على مستوى العالم. وهو ما أدى بدوره الى ارتفاع أسعار العلف بالنسبة الى مُلّاك مزارع الدواجن. وتضاف إلى ذلك عوامل مهمة، تشمل ارتفاع أسعار الطاقة، وارتفاع أسعار النقل الناجم عن الحرب في أوكرانيا. ومن الأسباب الأخرى اندلاع موجات متتالية من وباء إنفلونزا الطيور، الذي أدى الى إبادة عدد كبير من الطيور. ففي أمريكا وحدها تمت إبادة 38 مليون دجاجة وديك رومي منذ فبراير الماضي. وفي فرنسا يعتقد أن طيراً من كل 20 دجاجة تمت إبادته.