الإصابة بالوسواس القهريّ قد تكون مصحوبة ببعض الاضطرابات النفسيّة الأخرى
الإصابة بالوسواس القهريّ قد تكون مصحوبة ببعض الاضطرابات النفسيّة الأخرى
-A +A
حسين هزازي (جدة)

يُعرف اضطراب الوسواس القهريّ، بأنه معاناة الشخص من بعض الأفكار والمخاوف غير المنطقيّة التي تدفعه للقيام ببعض الأفعال بشكلٍ متكرّر دون القدرة على السيطرة عليها، ويتميّز هذا النوع من الاضطرابات الذهنيّة بمعاناة المصاب من القلق والتوتر في حال محاولته تجنّب هذه الأفعال غير المرغوبة، التي قد تشكّل عائقاً في حياته وتصيبه بالإحراج في بعض المواقف، لذلك يضطرّ الشخص لمجاراة هذه الأفكار للتخلّص من التوتر المصاحب لها، وغالباً ما تتمحور الإصابة بالوسواس القهريّ حول مواضيع معيّنة، مثل الأشخاص الذين يعانون من وسواس التلوّث بالجراثيم، فتراهم يقومون بغسل يديهم بشكلٍ متكرّر لدرجة قد تؤدي إلى التهابها أو تشقّقها، وهناك مجموعة من العلاجات التي قد تساعد على التخلّص من هذه المشكلة.

تقول الاستشارية النفسية الدكتورة سامية الخطيب، قد تكون الإصابة بالوسواس القهريّ مصحوبة ببعض الاضطرابات النفسيّة الأخرى؛ مثل القلق والتوتر، أو الاكتئاب، ويمكن علاج معظم حالات اضطراب الوسواس القهريّ باستخدام بعض الأدوية، أو العلاج النفسيّ، مع أهميّة أخذ الاضطرابات الأخرى المصاحبة لاضطراب الوسواس القهريّ بعين الاعتبار.

وأضافت أنه يتم اللجوء لاستخدام إحدى طرق العلاج النفسي والمعروفة بالعلاج السلوكيّ المعرفي الذي يُعدّ من الطرق الفعالة لمحاولة التخلص من اضطراب الوسواس القهري، إذ يمكن استخدام طريقة العلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة، والذي يقوم في مبدئه على تعريض المصاب بشكل تدريجي لبعض المثيرات والمحفزات التي تسبّب له الاضطراب، وذلك بحسب حالته، كما يتمّ تعليم الشخص بعض المهارات التي تساعده على التخلّص من التوتر والقلق اليومي.

تقول الاستشارية الخطيب إن هناك العلاج الدوائي حيث يوجد عدد من المجموعات الدوائيّة المختلفة التي يمكن استخدامها في علاج مشكلة اضطراب الوسواس القهري، وعلى الرغم من فاعلية الأدوية السابقة في الحد من الوسواس القهري في الكثير من الحالات إلّا أن بعض المصابين لا يستجيبون للعلاج بها، وفي هذه الحالة يمكن أن يلجأ الطبيب لوصف بعض الأدوية المستخدمة في علاج الذهان.

وهناك بعض الاعتبارات المهمة التي ينبغي الانتباه إليها عند تناول هذه الأدوية، كمراجعة الطبيب أو إعلامه في حال تسبب هذه الأدوية بظهور أحد الآثار الجانبيّة الشديدة أو غير المتوقعة، التي قد تضطر الطبيب لتغيير نوع الدواء أو الجرعة الموصوفة في بعض الحالات. إضافة لضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي حول فوائد ومخاطر استخدام هذا النوع من الأدوية، وضرورة عدم التوقف عن تناول هذه الأدوية دون استشارة الطبيب، لما قد يكون لها من تأثير عكسيّ يؤدي إلى ازدياد شدّة أعراض الوسواس القهري.

بداية الأعراض

وتبدأ أعراض الإصابة بالوسواس القهريّ عادةً بالظهور بشكلٍ تدريجيّ خلال مرحلة الطفولة، وتصبح أكثر وضوحاً مع مرور الوقت، وفي بعض الحالات قد تزداد حدة الأعراض لفترات مؤقتة من الزمن ثم تفتر، إلا أنّ الأعراض غالباً ما تكون ملازمة للشخص طوال فترة حياته، وقد تؤدي إلى بعض المضاعفات الصحيّة في حال عدم علاجها.

ومن الممكن ملاحظة أعراض الإصابة بالوسواس القهريّ خلال مرحلة المدرسة لدى الأطفال، فيلُاحظ عدم اختلاط الطفل مع باقي الأطفال، وعدم رغبته بلمس الأطفال الآخرين واللعب معهم، كما أن بعض الأطفال قد يعانون من الاكتئاب نتيجة العزلة الاجتماعيّة الناجمة عن صعوبة تشكيلهم للصداقات مع باقي الأطفال من حولهم.



هل تخشى المصافحة؟

هناك بعض الأعراض والعلامات التي يمكن ملاحظتها على الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري، مثل عدم القدرة على كسر الروتين اليومي، والرغبة بالتحقق من شيء ما بشكلٍ متكرر ومفرط، والخوف من مصافحة الأشخاص ولمس الأشياء العامة، وتجنب بعض المواقف التي قد تحفز الأفكار التي تتعلّق بالخوف والهواجس غير الطبيعيّة، وقيام الشخص بإعادة نفس الجملة أو الكلمة مرّات عدة، أو قيامه بالعد دون وجود سبب، والتأخر المتكرّر عن العمل أو المواعيد بسبب عدم قدرة الشخص على السيطرة على هواجسه وأفعاله المتكررة التي تعيق خروجه في الوقت المناسب من المنزل.

وكذلل الحاجة المتكررة لطمأنه الشخص المصاب بعدم صحّة الأفكار التي تدور في ذهنه، والخوف من الاتساخ والجراثيم، والخوف من الإصابة بالعدوى، والذي ينتج عنه الاستحمام، وغسل اليدين بشكلٍ مفرط، والاستخدام الزائد لمنتجات التنظيف المنزليّة، والرغبة الدائمة بترتيب الأشياء بطريقة منظّمة ومتناظرة، وتوتر الشخص المصاب وقلقه الشديد في حال عدم وجود بعض الأشياء ضمن ترتيب معين أو متماثل، مما يدفعه لتحريك الأشياء بشكلٍ متكرر في محاولة منه لترتيبها، والخوف من رمي بعض الأمتعة والمستلزمات غير المهمّة أو غير المستخدمة، مثل الجرائد أو الأوراق القديمة، والخوف من أنّ أفكار الأشخاص المحيطين بالشخص المريض قد تؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، والشعور أنّه يمكنه الحفاظ على سلامة الآخرين من خلال قيامه ببعض الأفعال والمعتقدات الخاصة وامتلاك المصاب أفكاراً خاطئة عن نفسه أو عن الأشخاص الآخرين.