د. أحمد الألمعي
د. أحمد الألمعي




طلاب يتلقون دروسهم متبعين الاحترازات الصحية. (تصوي مديني عسيري)
طلاب يتلقون دروسهم متبعين الاحترازات الصحية. (تصوي مديني عسيري)
-A +A
محمد الوسمي (مهد الذهب) alwasmi_mh@
مع العودة المرتقبة لطلاب الابتدائية الى القاعات الدراسية حضورياً، حذر مختصون واستشاريون نفسيون من الفجوة الزمنية التي بلغت نحو عامين دراسيين للعودة، وطالبوا الجهات التعليمية بمراعاة الفروق الفردية والنفسية عند عودة الطلاب وتهيئة الأجواء التعليمية المناسبة للتأقلم مع الإجراءات الاحترازية وتخفيف الرعب النفسي والخوف من كورونا.

ويرى استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد الالمعي أن هناك الكثير من الآراء المختلفة في الأمر بين ‏مؤيد ومعارض، إذ افتقد الطلاب الكثير من جو وأنشطة المدرسة التي تختلف بشكل كبير عن أداء الدراسة عن بعد وكان هذا الخيار مثالياً وحقق كثير من الطلاب إنجازات كبيرة بفضل تعاون المدارس والأسرة والدعم الكبير من جهات عدة، لكن هناك ‏تحفظات كثيرة خاصة على خلفية انتشار المتحورات الجديدة ‏التي ألقت بظلالها على الخطط المستقبلية في كثير من الإدارات الحكومية، وأنهى مئات الملايين من أطفال المدارس في العالم عامهم الدراسي الثاني عن بعد، وفي السعودية كان للاستجابة السريعة للقرارات الصحية دور كبير في التعامل مع تبعات جائحة كورونا في الجانب التعليمي.


ويشير الألمعي الى أن عدد الطلاب المستفيدين من منصة مدرستي بلغ 4.215.027 يمثلون 84% من إجمالي الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية الـ3 البالغ عددهم 5020.088، إضافة إلى 411.963 معلماً ومعلمة، و20.709 من مديري المدارس في مختلف المناطق والمحافظات، والغالبية العظمى من الطلاب في العالم شاركوا في تجربة مرتجلة عندما أغلقت معظم المدارس أبوابها للوقاية من فايروس كورونا فبين عشية وضحاها اضطر المعلمون إلى معرفة كيفية إعداد وشرح الدروس عن بعد، ومع انطلاق المدارس للعام الدراسي 2020-2021، كان هناك العديد من الأشياء غير معروفة، فبينما يخطط المعلمون والإداريون لهذا المستقبل غير المؤكد يجب عليهم أيضا تقييم أداء الطلاب، فشكل الوباء العديد من التحديات الجديدة، فإضافة إلى إغلاق المدارس، عانى بعض الطلاب من وفاة الأحباء والأزمات الاقتصادية.

يتابع الاستشاري النفسي: بعض الطلاب تقدموا أكاديمياً وتعلموا الكثير أثناء فترة انتشار الوباء، وكثير من الدراسات حول العالم من مراكز متخصصة أشارت إلى إمكانية عودة الطلاب بأمان بعد تهيئة الأسر والمدارس على حد سواء واتخاذ الإجراءات والتدابير ‏والتبليغ عن أي أعراض مقلقة او اختلاط ‏بحالات كورونا محتملة، وستكون العودة للمدارس بمثابة تغيير كبير للجميع وتتطلب فترة تأقلم ويجب مراقبة الجهات التعليمية والطلاب وقدرتهم على التأقلم في هذه المرحلة، ولكن المكاسب كبيرة في التعليم في الفصل الدراسي وتمثل تغييرا كبيرا كالتفاعل المباشر بين الطلاب والمدرسين الذي كان غائباً إلى درجةٍ ما في الدراسة عن بعد وهناك النشاطات الترفيهية والرياضية وهي جزء مهم من النشاطات المدرسية إضافة إلى النشاطات الأكاديمية.

وتقول الدكتورة نورة المالكي المتخصصة في علم النفس والتحليل النفسي من جامعة السوربون إن الدور الأكبر يقع على المعلمين تجاه طلاب مرحلة الابتدائية في هذه الظروف على توعيتهم بأسلوب مبسط يتناسب مع سنهم لفهم معنى الجائحة بأسلوب لا يبث الخوف في نفوسهم، وطمأنتهم قدر الإمكان لكي يعودوا إلى مقاعد الدراسة بجد ومثابرة.