محمد الواهبي
محمد الواهبي




عبدالعزيز الشهراني
عبدالعزيز الشهراني




محمد الفويه
محمد الفويه
-A +A
عبدالله سيف (بيشة) abdullahseif@
سجلت أسرة آل راجح من قبيلة بني واهب شهران أروع صور الإنسانية والكرم والشهامة والتسامح والعفو عندما بادرت بالتنازل والعفو عن قاتل ابنها «عبد الله» دون قيد أو شرط. وقال شقيق المقتول محمد زامل الواهبي لـ«عكاظ» إن الأسرة اجتمعت مساء أول أيام عيد الفطر واتخذت قرارا بالعفو عن القاتل، وهو جارهم، دون مقابل، بعد صدور الحكم. وأشار الواهبي إلى أن والدته وأشقاءه أجروا اتصالا هاتفيا بوالدة القاتل هنؤوها فيه بعيد الفطر وزفوا لها خبر العفو، مضيفا أن الأسرة عفت عن القاتل طلباً للأجر والمثوبة.

من جانبه، قال رجا زامل آل شاهر (شقيق المعفو عنه) لـ«عكاظ»: «فرحتنا لا توصف ونحن نتلقى خبر العفو عن شقيقنا، وندعو لأسرة آل راجح بأن يجزيهم الله عنا خير الجزاء وأن يجعل ما قدموه في ميزان حسناتهم. والحقيقة أن ما حصل بيننا وبين شيوخ الجيرة وشيوخ العفو آل راجح، والمصيبة التي حلت علينا جميعا، هي ابتلاء وامتحان من الله عز وجل. فقد أعزهم الله بالدين وبالأصل الكريم، وحسن الجوار، وهي التي أعانتهم على هذا العفو الذي أثلج صدورنا وصدور من يخاف الله ويحب الخير. والعلاقة بيننا لم تنقطع ولم تهتز في ظل هذه الأزمة، فقد كانوا خير معين لنا عليها، فهم الذين عندما علموا بأننا أقفلنا أبواب منازلنا وعقدنا العزم على الرحيل أتوا معزين ومواسين لنا ولوالدتنا، وطلبوا فتح الأبواب وعدم الرحيل من منازلنا والصلاة معهم جماعة في المسجد». وكشف آل شاهر أنه «عندما بدأت مساعي الصلح طُلب من والدتي الذهاب والتشفع لابنها عند والدة القتيل، فرفضت والدتي وقالت: القتيل ابني وأمه أختي والقاتل ابني فلن أتشفع لابني فوق الأرض وابني الآخر تحت الأرض. وفي مساء يوم العيد اتصلت هذه الأسرة الطيبة بوالدتي وجعلوا عيدها عيدين، وبشروها بالعفو عن ابنها لوجه الله تعالى».

التنازل عن القصاص.. رحمة

الشيخ الدكتور عبدالعزيز فاهد الشهراني مساعد رئيس محكمة بيشة العامة قال إن الله جعل التنازل عن القصاص رحمة وهناك عفو أعظم من التنازل عن القصاص إلى الدية وهو العفو مطلقا ابتغاء ما عند الله من الأجر والثواب في الآخرة، مضيفا: «هذه الأسرة أعطت الأمة درسا عمليا في النخوة العربية والشهامة وحقوق الجار والجوار». وقال شيخ قبائل بني واهب محمد الفويه: «نحمد الله عز وجل على هذا الفضل المتمثل في عفو أسرة آل راجح عن قاتل ابنها، جزاهم الله خير الجزاء وأن يفرج عنهم كربة من كرب يوم القيامة وأن يكتب ذلك في موازين حسناتهم». وقال: «إن هذا الكرم ليس بغريب على أبناء هذا المجتمع المترابط المتكاتف المتحاب المتعاون على عمل الخير والإحسان كما عودنا عليه ولاة أمرنا الذين كان طابعهم الحث على اتباع الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى العفو والتسامح». ووجدت هذه البادرة الطيبة صدى واسعا لدى أفراد المجتمع وفي مقدمتهم ذوو المعفو عنه.