من المواقع الأثرية العالمية التي تحتاج إلى المزيد من الدراسات الأثرية المتخصصة.
من المواقع الأثرية العالمية التي تحتاج إلى المزيد من الدراسات الأثرية المتخصصة.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
تعود محمية كلوة إلى العصر الحجري، بحسب المراجع التاريخية المتخصصة، والأبحاث النوعية القائمة على دراسة النقوش والآثار المكتشفة شمال شرق منطقة تبوك. ويعد موقع كلوة الأثري والمواقع المحيطة به من المواقع الأثرية العالمية التي تحتاج إلى المزيد من الدراسات الأثرية المتخصصة كونها غنية بعناصر أثر تدل على حياة واستيطان بشري قبل ثمانية آلاف عام قبل الميلاد. ويمكن نسبة النقوش لمراحل حضارية عدة تبدأ بفترة ما قبل التاريخ مروراً بالعصور التاريخية والحقبة السابقة للإسلام ثم العصر الإسلامي لتوفر الظروف المناخية الملائمة خصوصاً المياه.

ولاحظ الآثاريون وفرة الأدوات الصوانية في كلوة والمواقع المحيطة، وتنسب إلى العصر الحجري الحديث الذي شهد في مراحله الأخيرة المحاولات الأولى للاستقرار الذي ارتبط ببعض المنشآت البسيطة المنتشرة بالموقع والمنطقة المحيطة به وهذه المنشآت على الأرجح استمرت في التزايد تدريجياً خلال العصور التاريخية والإسلامية. وعثر على عدد كبير من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية تجسد حياة الإنسان في هذه المنطقة إلى جانب ذلك العديد من النقوش بالخط العربي في فترة ما قبل الإسلام والذي يعرف بالخط الثمودي، والكتابات الإسلامية ترجع لفترات متفاوتة يتضح ذلك من أسلوب الخط.


يجمع موقع «كلوة» الأثري، داخل محمية الملك سلمان شمال السعودية، والتي تبعد 280 كم شمال شرق مدينة تبوك، ثلاث محميات (الخنفة والطبيق وحرة الحرة) والمناطق المجاورة لها، وتعد أكبر المحميات الملكية مساحة، إذ تبلغ مساحتها أكثر من 130كم، وخرج الفريق السعودي الفرنسي عام 1428هـ و1429هـ بأدوات صوانية من شفرات ورقائق ومكاشط ومخارز وغيرها تعود إلى العصر الحجري الحديث.

تتشكل في الموقع واجهات من الرسومات الصخرية المميزة والتي نفذت بدقة متناهية يصل طول إحداها إلى حوالى 7م، وتضم رسومًا لأشكال آدمية وحيوانية وأشكالا هندسية منحوتة بشكل فني على سطح أحد الأحجار الموجودة بالقرب من المواقع الأثرية، وتشير الدراسات إلى أن جميع ما تم اكتشافه من رسومات صخرية في المواقع يعود إلى فترات موغلة بالقدم، في إشارة إلى نشاط القوافل التجارية.

يذكر أن عالمة الآثار البريطانية أغنيس هورسفيلد وعالم الآثار الأمريكي نيلسون غلوك، اكتشفا الموقع عام 1932، وعلى بعد مسح المنطقة وُجدت منحوتات صخرية من رسوم ونقوش وأدوات حجرية ترجع للعصور النطوفية أي العصر القديم القريب، والرسوم الصخرية تكون الأكثر قدماً في الجزيرة العربية، ويدل على ذلك الأسطح المتآكلة وتأثير العوامل الصخرية عليها، حيث يقع تاريخ الرسومات الصخرية للمنطقة في الحقبة ما بين 7 - 9 آلاف سنة قبل الميلاد.