ألمانيا سمحت لمحلات بيع الزهور بمعاودة العمل.
ألمانيا سمحت لمحلات بيع الزهور بمعاودة العمل.




جونسون مع تلميذة على متن حافلة الكتب بمدرسة سانت ماري في لندن.
جونسون مع تلميذة على متن حافلة الكتب بمدرسة سانت ماري في لندن.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
لا صوت يعلو على الحديث عن اللقاح! على الأقل هذا هو الانطباع الذي تحسه في بريطانيا. فبعد أيام من إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خطته للخروج من قيود الإغلاق، في موعد أقصاه 21 يونيو 2021؛ باتت صحف لندن تحتفي بعناوين من قبيل: كوفيد اختفى تماماً في بعض مناطق بريطانيا. وقال وزير الصحة ماثيو (مات) هانكوك الليل قبل الماضي إنه لم يعد يُنقل إلى وحدات العناية المكثفة سوى أقل من 10 أشخاص من الفئة التي تجاوزت 58 عاماً من العمر. وهي إشارة صريحة إلى أن اللقاح أحدث مفعولاً «سحرياً» ضد الوباء. لكن علماء بريطانيا حذروا من أن اللقاح لا يمنع الإصابة الأولى، ولا الثانية، كما دلت التجربة في البرازيل؛ لكنه يمنع استفحال الأعراض إلى درجة تقتضي التنويم في المستشفى. وفي أسوأ التقديرات يمنع استفحالها إلى درجة التنويم في غرف العناية المكثفة. والحقيقة أن العدد اليومي للإصابات الجديدة في بريطانيا انخفض خلال الأسبوع الحالي إلى نصف ما كان عليه خلال سبتمبر 2020. كما أن الوفيات بكوفيد-19 تضاءلت بنسبة 42%. ومن شأن هذه الأخبار السارة أن تزيد الضغوط على جونسون ليعجل برفع الإغلاق. فقد سجلت بريطانيا- بحسب وزارة الصحة- 5455 إصابة جديدة و104 وفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية. وهو أدنى معدل للإصابات والوفيات منذ 28 سبتمبر الماضي. وبلغ عدد الإصابات الإثنين من الأسبوع الماضي 10641، و178 وفاة. وتطابقت صحيفتا «ديلي ميل» و«ديلي تلغراف» في القول أمس إن الأرقام الرسمية تؤكد أن الموجة الثانية من الهجمة الوبائية آخذة في التقهقر. وقال وزير شؤون التطعيم البريطاني ناظم زهاوي أمس إن ثمة خطة لمضاعفة عدد المطعّمين يومياً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وتمسك رئيس الوزراء جونسون الليل قبل الماضي بأن ظهور إصابات بالسلالة البرازيلية في بريطانيا لن يخل بخريطة طريقه لإنهاء الإغلاق. وتعهد ببذل جهد جبار لمنع تفشي السلالة البرازيلية، التي يؤكد العلماء أنها قادرة على إبطال مفعول اللقاحات المتاحة. وكانت وزارة الصحة البريطانية أكدت أمس الأول تسجيل ست إصابات بالسلالة البرازيلية التي تعرف اصطلاحاً بـ P1، ثلاث منها في إنجلترا، ومثلها في أسكتلندا. لكن واحداً من المصابين الستة، وهو في إنجلترا، لم يتم التعرف إليه، وهو ما يثير جزع السلطات الصحية. وسعى جونسون، خلال زيارة قام بها أمس الأول إلى مدرسة بمنطقة ستوك أون ترنت الى نفي تباطؤ حكومته في فرض قيود على الرحلات الجوية، ما أتاح وصول السلالة البرازيلية للبلاد.

وكانت السلالة البرازيلية ظهرت في مدينة ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس، البرازيلية العام الماضي. ولم يعرف لها انتشار في الخارج إلا بعد وصول أربعة مسافرين إلى مطار طوكيو الياباني في 2 يناير الماضي، قادمين على متن رحلة جوية من ماناوس بالبرازيل. ويعزى الفزع من هذه السلالة إلى أنها حدث فيها تحور وراثي يجعلها أكثر قدرة على الالتصاق بالخلايا داخل جسم المصاب. ولم يعرف بعد إن كان هذا التحور أشد فتكاً. لكن من المؤكد أنه يجعل الفايروس أكثر سرعة في نقل عدواه. كما أن السلالة البرازيلية ظهر منها تحور ثانٍ (تعرف بـ P2)، يجعلها قادرة على تفادي الأجسام المضادة التي يحشدها جهاز المناعة لمكافحتها.


ماناوس.. التحور يحبط «مناعة القطيع» !

كانت مدينة ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس (جنوب البرازيل)، قد حققت ما يعرف بـ «مناعة القطيع»، بعدما أصيب نحو 75% من سكانها بالسلالة العادية من فايروس كورونا الجديد. غير أن السلالة المتحورة ظهرت هناك، وأدت إلى إصابة المتعافين مرة ثانية. وكانت الأعراض أشد استفحالاً بهذه السلالة. ويعتقد العلماء أن التحور الجديد جعل الفايروس قادراً على تجاوز الأجسام المضادة التي يتم استيلادها جراء التعافي من الإصابة العادية. وبعد ظهور هذه السلالة في ماناوس في ديسمبر 2020، بدأت الحالات تتزايد، وكذلك الوفيات. ويقول العلماء إن من شأن هذه السلالة أن تبطل فعالية اللقاحات، لأن اللقاحات تقوم على توليد الأجسام المضادة نفسها. وتم ذلك بتصنيع اللقاحات وفقاً للتركيب الوراثي للسلالة الأصلية الأولى. وزاد الأزمة تردياً في ماناوس أن السلطات هناك اضطرت إلى إرسال عدد كبير من المرضى لولايات أخرى بسبب ضعف البنية الصحية الأساسية، واستنفاد كميات الأكسجين الضروري للمصابين بهذا الوباء التنفسي. واضطرت الحكومة البرازيلية أخيراً إلى إغلاق العاصمة برازيليا. كما أن ثماني مقاطعات قررت فرض حظر التجول في مناطقها. وأدت السلالة الجديدة الخميس الماضي إلى حدوث 1541 وفاة في يوم واحد!