ولي العهد في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار
ولي العهد في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار
-A +A
يوسف عبدالله (جدة) Yosef_abdullah@

أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن، وأن المدن محور رئيسي جدا للتنمية، معلنا أن المملكة تستهدف أن تكون الرياض من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم، إذ إنها اليوم الرقم 40 كأكبر اقتصاد في العالم كمدينة.

وقال ولي العهد في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار: بلا شك الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن، و85% من اقتصاد العالم يأتي من المدن، وفي خلال السنوات القادمة سيكون 95% من اقتصاديات العالم يأتي من المدن، فلذلك التنمية الحقيقية تبدأ من المدن، فالمدن هي محور رئيسي جدا للتنمية.

وأضاف: الفرص كثيرة جدا في جميع مناطق المملكة، واليوم نعمل على إستراتيجيات لكل المناطق، أطلقنا «نيوم»، وأطلقنا إستراتيجيات «نيوم»، وأطلقنا «مدينة نيوم ذا لاين» الرئيسية في «نيوم»، وقريبا سنطلق إستراتيجية مدينة الرياض، كذلك نعمل على إستراتيجية مدينة مكة المكرمة، وإستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وكل المناطق قادمة في الطريق حسب الفرص والممكنات فيها.

وأكد أن مدينة الرياض لديها ميزات خاصة جدا، إذ تشكل اليوم نحو 50% من الاقتصاد غير النفطي في المملكة، وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل بـ30% من بقية مدن المملكة، وتكلفة تطوير البنى التحتية والتطوير العقاري فيها أقل بـ29% من بقية المدن، والبنية التحتية في الرياض رائعة جدا بسبب ما قام به الملك سلمان في ما يزيد على 55 سنة بإدارته لمدينة الرياض والتخطيط لها من 150 ألف نسمة وصولا إلى 7.5 مليون نسمة، فالرياض هي فرصة كبيرة جدا لخلق نمو اقتصادي ضخم في المملكة، وصناعة، وسياحة، وتقدم كبير جدا، لذلك يجب أن نهتم بالرياض وأن ننظر لها بشكل كبير جدا لأنها أحد ركائز النمو الاقتصادي في المملكة، فكل الخصائص التي تمتلكها الرياض تعطي ممكنات لخلق وظائف، وخلق نمو في الاقتصاد، وخلق استثمارات، وخلق العديد من الفرص، لذلك ننظر إلى الرياض بعين الاعتبار.

وتابع: بشكل عام نستهدف أن تكون الرياض من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم، واليوم هي رقم 40 كأكبر اقتصاد في العالم كمدينة، ونستهدف في الرياض أن نصل من 7.5 مليون نسمة إلى ما بين 15 مليونا و20 مليون نسمة في 2030، ونستهدف أن تكون الرياض من أميز المدن في العالم في جودة الحياة والسياحة والخدمات بشكل أو بآخر.

وأوضح أن الرياض تشكل تقريبا 45% من الاقتصاد السعودي، وتضم أكثر من 30% من سكان المملكة، ولديها بنية تحتية مميزة تستطيع أن تستوعب في السنوات الـ10 القادمة مابين 15 مليونا إلى 20 مليون نسمة، فالرياض هي أحد الممكنات الرئيسية للنمو الاقتصادي في المملكة وخلق الوظائف، ونحن نركز في النمو السكاني بالمملكة على مدينتين رئيسيتين، هما الرياض ونيوم، وبقية المناطق نركز فيها على رفع الخدمات، وتحسين جودة الحياة، واستغلال الفرص السياحية وفرص الثروات الطبيعية، وغيرها من الفرص، ولكن النمو السكاني أقل تكلفة وأسهلها في الرياض ونيوم، فلذلك نعمل في الرياض بشكل جدي جدا.

واستطرد خلال حديثه بقوله: الرياض لديها كل المكونات الاقتصادية للنجاح، فسنعلن فيها أكبر مدينة صناعية في العالم، ولديها حاليا مدينة صناعة من أكبر المدن الصناعية مربوطة بشبكات طرق، وستربط بشبكات قطارات مع جميع أنحاء المملكة وموانئها، وجميع دول الخليج وموانئها، كما أن لدى الرياض آثار تاريخية كثيرة، بعضها مسجلة في «اليونيسكو»، ولديها 7.5 مليون نسمة، ويوجد فيها إنفاق عالٍ، ورؤوس أموال ضخمة، وتوجد فيها بنية تحتية تكاد تكون من أميز 10 بنى تحتية لمدن في العالم، فكل هذه ممكنات تجعلنا نخلق نموا كبيرا كبيرا جدا في مدينة الرياض، وهدفنا اليوم أن ننهي آخر تفاصيل إستراتيجية الرياض ونعلنها في القريب العاجل لكي نطبقها على أرض الواقع ويستفيد المواطن السعودي من نمو الرياض، وكذلك المملكة العربية السعودية، والمنطقة بشكل أجمل.

وأكد ولي العهد أن خلق الحجم العالي في الرياض يعني خلق خدمات مميزة، إذ لا يمكن أن نكون رائدين في الخدمات إذا لم يكن هناك طلب عال من 15 مليون نسمة إلى 20 مليون نسمة، والخدمات المميزة في العالم مثل طوكيو أو نيويورك أو لندن هي بسبب الحجم العالي من السكان الذين يخلقون طلبا قويا على القطاع الصحي وعلى التعليم وعلى جميع الخدمات، فالطلب يخلق عرضا مميزا، لذلك نحن نركز على الرياض بشكل رئيسي جدا لخلق هذا الطلب القوي، وبالتالي خلق عرض مميز لذلك، وبلا شك تريد الرياض تطوير بنيتها التحتية بشكل أفضل، وتريد أن ترفع مستوى جودة الحياة سواء من التعليم أو البيئة، والرياض لديها مشاريع جبارة في البيئة، مثل الحديقة الرئيسية بحجم «السنترال بارك» 3 مرات، وهي ليست الوحيدة، بل ستكون هناك مئات الحدائق التي ستبنى في الرياض، وهناك برنامج الرياض الخضراء لزراعة ملايين الأشجار في مدينة الرياض مما سيؤثر على درجة الحرارة ما بين 1-4 درجات مئوية، وهناك محميات ضخمة حول الرياض لتحسين الوضع البيئي لمدينة ومنطقة الرياض، كما أن هناك مشاريع بيئية في المملكة سيتم الإعلان عنها لاحقا.

وحول الطرق التي سيتم من خلالها رفع إصول صندوق الاستثمارات العامة من 400 مليار دولار إلى ترليون و100 مليار دولار (1.5 ترليون ريال إلى 4 ترليونات ريال)، كشف أنها تتمثل بـ4 مصادر وموارد، المورد الأول أن هناك الكثير من الأصول المسجلة في صندوق الاستثمارات العامة اليوم تقييمها «صفر»، وهذه الأصول مثلا أراضي نيوم، وهي بحجم بلجيكا، تقييمها الدفتري في صندوق الاستثمارات العامة «صفر»، وأراضي مشروع «أمالا» (وهي بمساحة بلجيكا) تقييماتها الدفترية «صفر»، وأراضي مشروع البحر الأحمر (وهي أيضا بمساحة بلجيكا تقريبا) تقييمها «صفر»، وأرض مشروع القدية في الرياض (وهي بنصف مساحة دولة البحرين) تقييمها اليوم «صفر»، وهناك العشرات من الأصول العقارية تقييمها الدفتري «صفر»، فعندما تُضخَّم فيها الاستثمارات سينعكس ذلك على قيمة الأصل نفسه مما سيرفعه إلى أكثر من 1.5 ترليون ريال، وكل ذلك مملوك لصندوق الاستثمارات العامة، أما المورد الثاني: ستكون هناك طروحات لأسهم أرامكو في السنوات القادمة، وهذا النقد سيتحول إلى صندوق الاستثمارات العامة ليعاد ضخه داخل وخارج المملكة لمصلحة الصندوق، والمورد الثالث: هناك مشاريع خصخصة ضخمة جدا، والنقد الذي سيأتي من هذه المشاريع سيتحول إلى الصندوق وسيعزز قيمة أصوله، والمورد الرابع: هو النمو الطبيعي لأرباح الصندوق والتي يعاد استثمارها، وهذا ما سيجعلنا نصل من 1.5 ترليون ريال إلى 4 ترليونات ريال (400 مليار دولار إلى ترليون و100 مليار دولار) في السنوات الخمس القادمة، ولا أعتقد أن هذا التحدي صعب، وهذا الهدف سيتم تحقيقه دون أدنى شك وسنعمل على تحقيق ذلك.

وفي ختام حديثه، قال الأمير محمد بن سلمان: أعد الجميع بأنه وكما قدمنا مشاريع طموحة في مدينة نيوم، فسنقدم في القريب العاجل تفاصيل إستراتيجية مدينة الرياض ومشاريعها، وسنقدم أيضا باقي إستراتيجيات مناطق المملكة وبعض مدنها التي ستكون طموحة ومفاجئة بشكل إيجابي جدا للسعوديين والعالم.