-A +A
«عكاظ» (الرياض)

عندما أرادت نور الرماح البالغة من العمر 22 عاماً، إثبات أن كونها خريجة إدارة الأعمال لن يشكل أي عائق أمام طموحها للتخصص في التوربينات الغازية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ألفت كتيباً من 400 صفحة يتحدث عن محفظة «جنرال إلكتريك للطاقة». ومنذ ذلك الحين، حرصت الشركة على تقديم «كتاب نور» إلى موظفيها الجدد والمتدربين ليُلهم طموحهم.

تشغل نور اليوم منصب المدير التجاري لدى «جنرال إلكتريك لطاقة الغاز» في المملكة العربية السعودية، إلا أنها منذ نحو 6 سنوات فقط، كانت خريجة جديدة بتخصص إدارة الأعمال، من جامعة اليمامة في الرياض، وتزاول عملها كمتدربة في قسم المبيعات والتجارة لدى «جنرال إلكتريك لطاقة الغاز».

وعندما علمت نور عن «برنامج القيادة التجارية» من «جنرال إلكتريك»، والذي يمثل برنامجاً صارماً وطموحاً يهدف إلى حفز وتيرة تطور الكوادر البشرية الموهوبة المقبلة على بدء مسيرتها المهنية وتحويلهم إلى قادة القطاع التجاري مستقبلاً، اتخذت قرارها بالانضمام إليه دون أي تردد. وعند تقدمها، لم تستطع الحصول على القبول من المرة الأولى.

لم تسمح نور لأول عقبة واجهتها في طموحاتها المهنية أن تقودها إلى الإحباط، بل على العكس من ذلك، رددت في أعماق نفسها: «سأبذل ما بوسعي للالتحاق بدفعة العام المقبل من «برنامج القيادة التجارية»، وإذا لم أنجح، سأواصل محاولاتي في العام الذي يليه، لأنني واثقة بقدرتي على الالتحاق بالبرنامج».

ولم تتوان نور عن التحدث مع قادة «جنرال إلكتريك» وطلب رأيهم في مقابلاتها لتحديد مكامن الخلل التي وقفت في وجه التحاقها بالبرنامج في المرة الأولى. واكتشفت أن أحد الأسباب هو كونها خريجة جديدة ومستجدة في القطاع وتفتقر إلى الخبرة والممارسة، لذلك كان لابد لها من اكتساب المزيد من المعرفة حول الجانب الفني لمنتجات وحلول «جنرال إلكتريك للطاقة».

وللتعامل مع هذه التحديات التي لمستها من آرائهم، أخذت نور على عاتقها مهمة تأليف كتيب فني مؤلف من 400 صفحة، ويتناول محفظة «جنرال إلكتريك لطاقة الغاز» بالكامل من توربينات غازية وبخارية وجميع المعدات والتجهيزات الأخرى التي تساهم مجتمعة في عمل محطات توليد الطاقة الكهربائية. وقد قامت بكل هذا العمل مع استمرارها بأداء واجبات عملها اليومية، لتثمر جهودها تلك في طباعة الكتيب وتصميم غلافه وتقديمه إلى قيادة «جنرال إلكتريك». ولا حاجة للقول، إنه تم قبولها في الدورة التالية من «برنامج القيادة التجارية»

استفادت «جنرال إلكتريك لطاقة الغاز» أيضاً من الخصال العديدة التي تتمتع بها نور. فنظراً لأصولها متعددة الثقافات، كونها ابنة لأب سعودي وأم جزائرية فرنسية، باتت نور أحد الأصول القيّمة لأعمال الشركة حول العالم. فهي ليست طليقة باللغتين العربية والإنجليزية فحسب، بل تتحدث الفرنسية أيضاً بكل طلاقة. وبذلك، تمكنت من إدارة فرق عمل في منطقة كبيرة وعملت على مشاريع حساسة في وطنها، المملكة العربية السعودية، ودول مجاورة مثل البحرين، علاوة على دول أخرى مثل العراق وليبيا وساحل العاج والمغرب والجزائر وتونس. ومكنتها قدراتها متعددة اللغات على مناقشة عقود معقدة مكتوبة باللغة الفرنسية ومعنية بتنفيذ مشاريع كبرى.

على الرغم من أن نور أثبتت قدرتها الكبيرة على تعلم الكثير بمفردها، إلا أنها تنسب الفضل لشركة «جنرال إلكتريك» في تمكنها من النمو مهنياً. وتؤكد على ذلك بقولها: «في حين أن التدريب والتوجيه والإرشاد من نخبة من أرفع القادة ساعدني على تعزيز معارفي وصقل مهاراتي، كانت الثقة التي وضعتها الشركة بقدراتي وإمكاناتي حجر الزاوية في تطوري المهني».

وعندما تقوم جنرال إلكتريك بتكليفها بمشاريع كبرى، تدرك نور أن الشركة ترى فيها ذاك الشخص المستعد دائماً لمواجهة مختلف التحديات. لذلك تعلم أن بإمكانها إضافة القيمة على أي مهمة تكلفها الشركة بها، وتقول: «في الحقيقة، هذا أكثر ما ساعدني في مسيرتي المهنية».