-A +A
محمد الأهدل (جدة) ralahdal@

لم تكن المرأة السعودية حديثة عهد بالعمل في مجالات الأمن العام، بل بدأت نشاطها في القطاع العسكري الأمني وأقسامه المختلفة منذ ما يزيد على 20 عاماً تحت رعاية وزارة الداخلية، لكن شهد عملها في القطاعات العسكرية المختلفة تطورا ملحوظا بانطلاق رؤية المملكة المباركة، التي حرصت على تمكين المرأة ورفع مشاركتها في قوة العمل إلى 30% بحول 2030.

• وزارة الدفاع

وتعد الخطوة الأهم في هذا المجال ما أعلنت عنه وزارة الدفاع بفتح أبواب القبول والتجنيد أمام النساء الراغبات في دخول السلك العسكري على الوظائف برتبة «جندي أول، عريف، وكيل رقيب، رقيب».

وتعمل سعوديات منذ سنوات في وزارة الدفاع بقطاعات غير قتالية، كالتخصصات الطبية والثقافية والاجتماعية، لكن الوظائف الجديدة المطروحة تتبع القطاع العسكري بشكل مباشر، وستمنح الناجحات في اختبارات القبول رتبا عسكرية.

• الأمن العام

ودفع أهمية عمل المرأة السعودية في القطاعات العسكرية إلى انخراطها في الأعوام الأخيرة برتب عسكرية في أجهزة الأمن العام، بما في ذلك مكافحة المخدرات، أقسام السجون، أقسام البحث الجنائي، الجمارك، الحراسات الأمنية في كثير من الأسواق والمستشفيات الحكومية والأهلية، للعمل في خدمة النساء، والحد من الجرائم التي أطرافها نساء، إضافة إلى غرف العمليات وعند سفر النساء مع أسرهن أو أزواجهن، حيث يحتاج الأمر إلى نقاط تفتيش، وأجهزة وقد يكون تفتيشا ذاتيا في بعض الأحيان، والتحقق من الهوية الوطنية وتطبيق الصورة على الواقع.

• المرور

وانخرطت المرأة في إدارة المرور، بعد السماح بقيادة المرأة السيارة، إذ بات تواجدها في القطاع ضرورة، خصوصا ما يتعلق بالتوقيف عند وقوع حوادث، أو مخالفات من قبل النساء قائدات السيارات، فيجب أن يكون إيقافهن تحت مسؤولية نساء، حفاظا على خصوصية المرأة.

وبعد اجتياز المتقدمات القبول بنجاح يخضعن لدورات تخصصية تأسيسية متقدمة باحترافية حتى تصبح المرأة متمكنة من أداء عملها على أكمل وجه.

• مركز العمليات الموحد

والتحق عدد من السعوديات بالقسم النسائي في المركز الوطني للعمليات الموحد منذ تدشينه عام 2017، بدأن بـ25 موظفة وفي أقل من 3 أعوام بلغ عدد الموظفات المدنيات 137 موظفة يحملن مؤهلات تعليمية كالماجستير في اللغات المتعددة، بينما التحقت العاملات العسكريات بكلية الملك فهد الأمنية خلال الأيام الماضية بما يزيد على 230 عسكرية، ليرتفع عدد العنصر النسائي في المركز الجديد 911 بلغ نحو 400 موظفة، وهذا المركز يعد قطاعا أمنيا جديدا يخدم الجميع ويشمل جميع القطاعات الأمنية وبعض القطاعات الخدمية، لتقديم خدمة أفضل في مجالات الطوارئ والخدمات الإنسانية الأخرى، عبر استقبال المكالمات والبلاغات وترحيلها إلى الجهة المختصة.

• الدفاع المدني

وشجعت إدارات الدفاع المدني المرأة السعودية على الالتحاق به، وتطوير ثقافة الوقاية ومواجهة الكوارث، وتغلبت المرأة على العقبات التي واجهتها أثناء عملها في الدفاع المدني باكتساب كثير من الخبرة.

ويخضع العنصر النسائي في الدفاع المدني للتدريب عبر دورة الفرد الأساسي ثم يتم إلحاقهن بدوات تدريبية عسكرية تخصصية، ويقتصر عملهن حاليا على التفتيش والسلامة والكشف على المواقع والتجمعات النسائية سواء في مؤسسات تجارية أو غيرها.

• الشرطة

وتقدم المرأة السعودية دورا فعالا في أجهزة الشرطة، فتباشر الموظفات المدنيات كل البلاغات التي ترد إلى مركز الشرط، أما العسكريات حديثات التخرج فيتم عملهن في متابعة هروب الفتيات ولا يقمن بمباشرة حوادث القتل والعنف.

ويعد العنصر النسائي العسكري جيدا عبر الدورات التدريبية المتخصصة المختلفة، لإعدادهن جيدا مستقبلا.

• الجوازات

وضعت المديرية العامة للجوازات معايير وشروطا عدة للمتقدمات لشغل الوظائف العسكرية فيها، وتعاونت مع الوزارات المعنية في تمكين الموظفات المدنيات في قطاع الجوازات.

واستقبلت أخيرا المتقدمات على رتبة جندي للعمل في المديرية العامة للجوازات، وبدأت القبول والتسجيل وفقا لمعايير معينة.

وأنشأت المديرية مركزا متخصصا لما بعد مرحلة القبول، وقبلت العام الماضي ما يزيد على 667 موظفة على رتبة جندي للعمل في منافذ الجوازات، وزعن على كافة منافذ المديرية العامة للجوازات، وبلغ الاحتياج العام الحالي ما يقارب 410 موظفات لشغل العمل في منافذ المديرية العامة للجوازات.

ويلتحق العنصر النسائي بدورات تدريبية على أنظمة الجوازات والمنافذ وأنظمة إنهاء إجراءات المسافرين سواء في القدوم أو المغادرة.

• معهد التدريب النسوي

افتتح أول معهد تدريب نسوي للأمن العام، في 15 جمادى الآخرة 1440 بحضور مدير الأمن الفريق أول خالد بن قرار الحربي، ومساعده لشؤون التدريب اللواء عبدالرحمن المشحن.

وحضر مدير الأمن العام حفلة تخريج الدورة الثانية لمجندات الأمن العام في الـ24 من صفر 1441هـ في مدينة تدريب الأمن العام بالرياض، الذي يندرج ضمن خطط الأمن العام للاستفادة من العنصر النسائي في عدد من التخصصات الأمنية والفنية.

وبلغ عدد الخريجات 178 مجندة، وعبر الحربي عن سعادته بتخرج عدد من منسوبات الأمن العام اللائي تلقين تدريبهن وتأهيلهن في المعهد النسوي للأمن العام، مؤكدا أن المرأة السعودية أثبتت نجاحاً في كثير من ميادين العمل.

ودرب المعهد أول دفعة نسائية على مستوى المملكة تدريباً أساسياً لمدة 4 أشهر، شمل مناهج موحدة معدة من قبل وزارة الداخلية لتدريسها لجميع قطاعات وفئات وزارة الداخلية، إضافة إلى التدريب على اللياقة البدنية والسيطرة والمشاة، وتم تخريج دفعتين، والدفعة الثالثة على أبواب التخرج.

وأثبتت المرأة السعودية أنها قادرة ليس في مجال التعليم وغيره من المجالات الطبية والإدارية فقط، بل قادرة على القيام بالعمل الأمني بكفاءة واحترافية.