-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
تجيء الذكرى الـ60 لتأسيس صحيفة «عكاظ» وسط تحديات هائلة تواجهها صناعة الصحافة على مستوى العالم، أجبرت صحفاً عريقة على رفع الراية البيضاء

والاستسلام والتنحي عن المشهد بكل هدوء، جابهت خلالها «عكاظ» الظروف غير المواتية بوثبات نوعية على مستوى تنوع الوسائل والآليات، وواكبت التطور التقني


والتغير في اهتمامات القراء بكل ذكاء وتجدد، مُشرعة أبواب الرقمنة على مصارعها، وماضية في تجدد أدواتها، منطلقة من قاعدة راسخة في أن مهنة الصحافة أصيلة باقية،

ووسائلها متغيرة متجددة. «عكاظ»، هي اليوم واجهة وطنية مشرفة، ومجرة إعلامية مترامية المنصات وشاسعة الجماهيرية، تؤولها المصادر ويفيض منها السبق الصحفي

والمحتوى الرصين، بفضل كوادرها المؤهلة، التي تعمد الصحيفة إلى تطويرها وتأهيلها بأحدث الدورات المتخصصة والمتقدمة، فضلاً عن سياستها التحريرية الحديثة التي رسخت

الرصانة والقوة في أعمالها الصحفية المهنية، ووضعت في أولوياتها العمل الاحترافي، والتمسك بأخلاقيات المهنة وميثاق الشرف الصحفي في كل ما تنشره.

منبر تنويري

كانت «عكاظ» وما زالت وستظل جبهة وطنية صامدة، تدحض بكل مهنية المؤامرات التي يحيكها أعداء الوطن، ومنبراً تنويرياً يرفض كل ما يثير الفرقة والشتات، وتسعى بكل مهنية عبر محتواها إلى إبراز قيمتها بصفتها صحيفة رائدة تنحاز إلى المهنية وقضايا الوطن والمجتمع.

برزت هويتها الجديدة معززة ثوابتها الأصيلة وخططها المستقبلية الطموحة، ماضية في اتجاهات عدة لتأسيس مفهوم جديد في الخطاب الإعلامي المتصادم مع التقليدية والذي يفتح آفاق المهنية بلا قيود، موظفة جميع وسائل التواصل الاجتماعي برؤى حديثة، تتناول كل ما فيه خدمة الوطن ويتلمس حاجات المواطن، ويسلط الضوء على أوجه القصور والخلل، التي قد تعيق مسيرة تنموية يراد لها ألا تتوقف.

فتحت «عكاظ» فتحا جديدا في عالم الإعلام الورقي والرقمي، سيحدث الفارق لـ«عكاظ» المتوثبة، بتبويب جديد، ومحتوى غير مسبوق، وإخراج يتوافق مع ما هو متبع عالميا.

تطوير كبير وهوية جديدة

وفي خطوة تطويرية ووثبة جديدة، أطلقت صحيفة «عكاظ» مساء الإثنين 16 ديسمبر 2019 هويتها الجديدة، في حفل كبير رعاه رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ.

وشهد الحفل الذي أقيم على مسرح أبوبكر سالم في منطقة البوليفارد بالعاصمة الرياض، عدداً من المفاجآت بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين والسفراء والشخصيات البارزة إعلامياً وثقافياً واقتصادياً. وقال رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» جميل الذيابي إن هذا المشروع الرائد لم يكن ليرى النور لولا الدعم الكبير والمتابعة اليومية الدقيقة من رئيس مجلس الإدارة الشيخ عبدالله صالح كامل.

وكشف الذيابي أن فكرة التطوير انبثقت من حرص «عكاظ» على فتح آفاق جديدة في ظل تطوّر وسائل الاتصال المتسارعة بفضل التقدم العلمي والثورة التقنية، إذ أصبحت وسائل الإعلام تمارس دوراً جوهرياً في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والأحداث اليومية؛ لأنها تُعد مصدراً رئيسياً يلجأ إليه الجمهور للحصول على المعلومات عن القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية كافة؛ بسبب فاعليتها وانتشارها الواسع وقدرتها على الوصول ومخاطبة القسم الأعظم من التكوينات المجتمعية. ولفت الذيابي إلى أن التطوير الجديد لم يقتصر على تغيير الهوية البصرية للصحيفة، بل يمتد ليشمل المحتوى المقروء والمسموع والمرئي مع رسم سياسة تحريرية تتناغم مع تغير أنماط الاهتمام والبحث والقراءة لدى الجمهور، وشيوع ثقافة البحث السريع عن المعلومة، موضحاً أن التطوير الجديد يخدم رسالة «عكاظ» الوطنية ودورها التنويري الذي يتماهى مع رؤية المملكة 2030.

عكاظ على عرش الصحافة

أضحت «عكاظ» على عرش الصحف السعودية بتحقيقها المراكز الأولى على مستوى الصحف الأكثر مقروئية في السعودية، وفقاً للأرقام وأبحاث ودراسات الشركات المتخصصة في هذا الشأن، متكئةً على علاقة وثيقة تشكلت بينها وبين قرّائها، عمادها شرف المهنة وميثاقها أمانة الكلمة، مواكبة إيقاع الحياة السريع بالمحتوى الأنيق والمصداقية المضمونة. بشعار دائم أن تكون صوت الوطن وضمير المواطن، وأن يكون قارئها أولا.

تأهيل وتطوير

دأب رئيس مجلس الإدارة الشيخ عبدالله صالح كامل على دعم الخطوات التطويرية لـ«عكاظ»، وتعزيز قوتها التحريرية من خلال حرصه ودعمه لقطاعاتها بكل سخاء، بل وعمد إلى تطوير الكفاءات الواعدة وتأهيلها بتكفله شخصياً بمشروع تأهيل وتدريب أكثر من 100 شاب وشابة من السعوديين على أحدث الوسائل الصحفية عبر دورات متخصصة داخل وخارج المملكة.

وثبة رائدة

وواكبت هذه الذكرى الستينية نقلة نوعية في مفهوم العمل الصحفي، بعد أن أطلق رئيس التحرير الزميل جميل الذيابي فكرة التطوير التي قامت على فتح آفاق جديدة في ظل تطور وسائل الاتصال الهائل في السنوات الأخيرة بفضل التقدم العلمي والثورة التكنولوجية التي شهدها القرن الـ21، بعدما أصبحت وسائل الإعلام تمارس دوراً جوهرياً في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، وتعد وسائل الإعلام مصدراً رئيسياً يلجأ إليه الجمهور في الحصول على معلوماته عن القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية كافة؛ بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع وقدرته على الوصول ومخاطبة القسم الأعظم من التكوين المجتمعي، وهو ما حث عليه الزميل الذيابي الذي يرى ضرورة تكثيف وجود المؤسسات الإعلامية في المنصات الرقمية المتجددة وبذل مزيد من الجهود لتتكيف مع تلك التغييرات وتوجيه بوصلة الإيرادات نحوها، مشيرا إلى أن هناك قدرا تواجهه المؤسسات الصحفية وهو أن تتحول إلى وتيرة سريعة ومتطورة لا تقبل التثاؤب، مع التزامها بتقديم الرسائل والمنتجات بعقلية وذهنية متطورة، ومنها ابتكار تطبيقات وأفكار من خارج الصندوق، مع توفر شرط المصداقية والمهنية. ولفت إلى أن «عكاظ» تمضي في هذا الاتجاه بقوة بدعم رئيس مجلس الإدارة الشيخ عبدالله صالح كامل.