في الوقت الذي ارتفعت فيه حالات الإصابة بالكورونا المستجدة، واجتاحت عددا من الدول، اتخذت السعودية حزمة من التدابير والإجراءات الاستباقية العاجلة ضد الوباء، فيما استعدت غرف العزل في المستشفيات لمواجهة أي طارئ. (تصوير : عمرو سلام)
في الوقت الذي ارتفعت فيه حالات الإصابة بالكورونا المستجدة، واجتاحت عددا من الدول، اتخذت السعودية حزمة من التدابير والإجراءات الاستباقية العاجلة ضد الوباء، فيما استعدت غرف العزل في المستشفيات لمواجهة أي طارئ. (تصوير : عمرو سلام)
-A +A
حسين هزازي (جدة) h_hzazi@
أكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور هاني جوخدار، أن السعودية من أوائل الدول التي بدأت في الاستعداد لمجابهة فيروس “كورونا” الجديد، مشيرًا إلى أنه لم يتم رصد أي حالة إصابة داخل المملكة.

وقال في تصريح له على هامش ترأسه أمس، وفد المملكة لأعمال الدورة الـ 53 لمجلس وزراء الصحة العرب بالجامعة العربية بالقاهرة، إنه تم اتخاذ جميع طرق الوقاية لمنع دخول المرض إلى المملكة، وأن الوضع داخليًا مستقر والمنافذ السعودية يجرى فيها الفرز بشكل جيد، إذ تطبق جميع الآليات التشخيصية.


ونوه بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين واعلنتها وزارة الخارجية أول أمس بشأن العمرة، لافتا إلى إيقاف جميع تأشيرات العمرة بدون تحديد دول معينة. واتجه الكوادر الطبية في أقسام الطوارئ بالمستشفيات السعودية مهمات صعبة في فرز الحالات التنفسية والكشف عليها والتعامل معها وتطبيق سياسيات وإجراءات مكافحة العدوى داخل المنشأة، إذ بلغ عدد مراجعي طوارئ مستشفيات جدة فقط 546 ألفا خلال 2019.

ووقفت «عكاظ» ميدانيا على آلية التعامل مع حالات الطوارئ وفرز المرضى والحالات التنفسية في مجمع الملك عبدالله الطبي، وكشفت الوقائع من داخل غرف العزل المحصنة والضوابط العالمية للتعامل مع مكافحة العدوى.

تقول مدير إدارة مكافحة عدوى المنشآت الصحية في جدة الدكتورة نغم خالد، إن تفعيل دور حراس الأمن يلعب دورا مهما في ضبط حالات المرضى بالطوارئ، إذ يوجدون طوال 24 ساعة ولا يسمحون بدخول أي مريض للطوارئ قبل المرور بمنطقة الفرز البصري للحالات. وفي المنطقة ذاتها توجد كوادر صحية طوال 24 ساعة، مؤهلة ومدربة بشكل كاف على آلية الفرز والكشف على الحالات قبل تحويلها للمرحلة التالية. ويتولى الكادر عمل نموذج الفرز البصري، ولا يسمح بمرور أي مريض إلا بعد المرور بالفرز، وهناك أنموذج مخصص تتم تعبئته في حال الاشتباه.

وأضافت الدكتورة نغم، أن جميع المستشفيات الحكومية في صحة جدة لديها منطقة فرز تنفسية، وعيادة انتظار يوجد فيها الطبيب طوال 24 ساعة، إضافة إلى غرف عزل «إذا تم الاشتباه في أي حالة تنفسية يتم توجيه المريض مع كادر صحي إلى غرفة الانتظار، حسب تطبيق مكافحة العدوى، مزودة بكراسي مثبتة في الأرض، يبعد كل كرسي عن الآخر مترا و20 سم، ويوجد فيها مشاهد توعوية للمريض عن كيفية لبس الكمامة وتعقيم الأيدي، ويتم نقل المريض من منطقة الطوارئ إلى التنويم في «مسار آمن» عبر مصعد مخصص للحالات التنفسية التي تعاني من الالتهابات الفايروسية». وتشير مدير إدارة مكافحة عدوى المنشآت الصحية إلى أن غرفة العزل هي المحطة الأخيرة، إذ يوجد فيها المريض المشتبه بإصابته والطبيب المشرف، ويتم فيها تنفيذ إجراءات وسياسات مكافحة العدوى وأخذ الاحترازات والاشتراطات المطلوبة. وجميع مستشفيات محافظة جدة توجد فيها غرف عزل حسب المعايير العالمية المطلوبة، المتمثلة في درجة الحرارة والرطوبة والضغط السالب.

خاضت الكوادر الصحية والطبية في المستشفيات السعودية نزالا ناجحا ضد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية،

أو ما عرف في الأوساط الشعبية كورونا العادية، أو كورونا البعارين، ونجحت في القضاء عليها والإجهاز على مسبباتها. واكتسبت الأطقم

الطبية خبرات واسعة في مجال المكافحة والوقاية والعلاج، ما يمكنها أيضا من مواجهة «كوفيد - 19» أو كورونا المستجد، الذي اجتاح عددا من الدول.

أطباء مسلحون بالإرادة والمهارة والخبرة والعلم على استعداد لمواجهة الاحتمالات كافة، ومنشآت صحية مؤهلة للتعامل مع أي طارئ أو مستجد، إذ سجلت وزارة الصحة السعودية منذ بداية العام الميلادي نحو 25 حالة إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط، فيما سجلت نحو 204 إصابات في العام الماضي، وفي عام 2018، 76 حالة فقط.

متهم بـ«التنفسية» حتى يثبت العكس!

مشرف التمريض في قسم الطوارئ بمجمع الملك عبدالله الطبي عمر حسون، يؤكد أن طوارئ المجمع تستقبل 300 مريض يومياً، ويتفق مع الدكتورة نغم خالد في أن أي مريض مجبر على المرور بمحطة الفرز البصري قبل الدخول حتى يتم فرز المرضى العاديين من مرضى الأمراض المعدية والتنفسية، ولا بد من إجراء فحص تنفسي للمريض، حتى نستطيع تمييز معاناته من أمراض تنفسية من عدمها، فإذا كان يعاني من أمراض تنفسية ينتقل إلى قسم الأمراض التنفسية، وإذا لم يكن يعاني من أمراض تنفسية يكمل خط سيره بالتسجيل، وبعدها ينتقل إلى محطة أخرى. وأي مريض يدخل الطوارئ لا بد التعامل معه على أنه مصاب بمرض تنفسي، لذلك تجد الكوادر الطبية التي تتعامل مع الحالات تحمي نفسها بالمعقم والكمامة واللبس.

ويتابع حسون: يتوجه المرضى العاديون في المرحلة الثانية إلى منطقة «التريتاج أوت»، ويقوم كادر التمريض بقياس العلامات الحيوية للمريض وتقييمه وفحص الدم والطول والوزن وغيرها حتى نقيّم حالة المريض، إما بالانتظار أو الدخول مباشرة إلى أسرّة الطوارئ.

وبعد الفرز والتأكد من وجود أعراض تنفسية وتقييم الحالة بالإصابة بمرض تنفسي، يتم مباشرة تحويله إلى قسم الأمراض التنفسية وتنويمه في أسرّة معزولة.

5 فئات للفرز أخطرها الأولى والثانية

يؤكد مدير الطوارئ في مجمع الملك عبدالله الطبي الدكتور أديب بخاري، أن نظام الفرز المتبع مقسم إلى 5 فئات، الأولى والثانية للحالات الطارئة والمهددة للحياة، ويدخل فيها المرضى إلى منطقة الملاحظة أو منطقة الإنعاش، والـ3 في الانتظار، أما الـ4 والـ5 فهما غير طارئتين وغير عاجلتين، وتتم معاينتهما من الطبيب ثم يعطى التوجيه بالمتابعة في المراكز الصحية العاجلة. والهدف من الإجراء تقليل الازدحام في قسم الطوارئ وتخصيصه للحالات الطارئة التي تستحق المتابعة، لأن تقليل الازدحام من أهم العوامل التي تقلل نقل العدوى بين الموجودين في القسم.

ويقول طبيب الطوارئ في مجمع الملك عبدالله الطبي الدكتور محمد الغامدي، إنه يوجد في المنطقة التنفسية في قسم الطوارئ، ويعمل على فحص الأعراض التنفسية للحالات التي يتم تحويلها لمنطقة الحالات والتأكد من أنها حالات بسيطة يمكن مغادرتها المستشفى، إذ تكون مجرد إنفلونزا موسمية أو تحتاج إلى إجراء بعض التحاليل والأشعة.