«مو لي» مديرة تلفزيون الصين المركزي في  الشرق الأوسط
«مو لي» مديرة تلفزيون الصين المركزي في الشرق الأوسط
-A +A
حوار: جمال الدوبحي dobahi@
لايزال الوباء الغامض الذي وصفه الرئيس الصيني شي جين بينغ بـ«الشيطان» يواصل حصد المزيد من الأرواح منذ بدء ظهوره في ديسمبر الماضي في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي.

وأكدت منظمة الصحة العالمية التي أطلقت على فيروس كورونا القاتل اسم «كوفيد - 19» «Covid-19» بأنه يشكل «تهديداً خطيراً جداً» وأن «الفايروسات لها عواقب أقوى بكثير من أي عمل إرهابي»، بعد ما تجاوز عدد ضحاياه ألف شخص، وبلغ عدد المصابين به عشرات الآلاف، ويبحث العلماء والخبراء إلى هذه اللحظة عن وسائل مكافحة الوباء وأساليب العدوى وطرق الوقاية والعلاجات المحتملة، وهو ما ساهم في إيجاد بيئة خصبة ملائمة لانتشار شائعات وفبركات غريبة عن هذا الفايروس، وروّج آخرون نظريات المؤامرة والحرب البيولوجية.


«عكاظ» حاورت «مو لي» مديرة تلفزيون الصين المركزي (CCTV) في الشرق الأوسط، حيث سلّطت الضوء على جوانب متعلقة بظهور الفايروس وردت على تفسيرات البعض للأمور وربطها بالصين.. فإلى نص الحوار:

* اتخذت الصين سلسلة من التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية لاحتواء انتشار «كوفيد - 19».. ما هو دور وسائل الإعلام الصينية في هذه المهمة؟

** المعركة للقضاء على «كوفيد - 19» تسير في طريقين متوازيين؛ الطريق الأول معروف لدى الجميع بالقضاء على الفايروس ومنع انتشاره، وهذا ما يحدث على أرض الواقع، الطريق الآخر وهو منع انتشار الشائعات حول هذا الأمر، ونحن في تلفزيون الصين المركزي كممثل رسمي عن جمهورية الصين، نقوم بدورنا في نشر الأخبار حول «كوفيد - 19»، والتصدي للأخبار المغلوطة والشائعات، وهذه هي معركتنا، وهذه هي مهمتنا في التصدي لهذا الفايروس، لحماية حياة الناس.

* مع انتشار «كوفيد - 19» ظهرت أخبار ومقالات في وسائل إعلامية تتطرق إلى نظرية المؤامرة والحرب البيولوجية.. فما دقة هذه المعلومات؟

** بعض وسائل الإعلام العالمية استخدمت معاناة الشعب الصيني ومواجهته لـ «كوفيد - 19» كوسيلة ومادة إعلامية وتوظيفها في أخبار الحرب البيولوجية وتعمدت صنع نظريات المؤامرة، وهذا الأمر بطبيعة الحال عرقل بعض الجهود في مكافحة الفايروس، ونحن نحاول إثبات الحقيقة، فنحن في الصين نتعامل مع الجميع بمبدأ «رابح – رابح» ولهذا نحرص على توثيق المصالح المشتركة مع جميع دول العالم.

* هل ترون مع نشر بعض وسائل الإعلام رسوم كاريكاتير ساخرة ومقاطع فيديو «مغلوطة» حول الثقافة الصينية مع انتشار الفايروس ساهم في تعزيز التنمر والتمييز العنصري تجاه الإنسان الصيني؟

** لا شك أن انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة يؤثر سلباً على حياة الصينيين، وهنا نطالب جميع وسائل الإعلام أن تتعامل مع الأمر بمهنية أكبر وأن يقوموا بدورهم للحفاظ على استقرار العالم، فمعركتنا للقضاء على هذا الفايروس يجب أن تمضي في الاتجاه الصحيح وهو الخلاص من تأثيره والقضاء عليه، والشعب الصيني يعي تماماً هذا الأمر ويتعامل مع الأمور بحرص وانضباط شديد.

* في مواقع التواصل الاجتماعي نُشرت معلومات طبية كاذبة حول «كوفيد - 19» تسببت بإثارة القلق.. كيف يمكن السيطرة على ذلك؟

** مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ليسوا متخصصين طبياً، وليس لديهم المعلومة الصحيحة عن «كوفيد - 19»، هم فقط يتناقلون ما يثير حماسهم وما يتناقله غيرهم من فيديوهات وصور، ولهذا منذ اليوم الأول كانت دعوتنا أن يلتفت الجميع نحو المصادر الرسمية، وهذه كانت دعوة منظمة الصحة العالمية أيضاً.

أما فيما يخص كيفية السيطرة على هذا الأمر، فقد قامت الحكومة الصينية وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بالتواصل مع مشغلي وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب لإيجاد آليات لمنع انتشار المعلومات المغلوطة حول «كوفيد - 19»، وهذا هو أفضل الطرق بأن تقوم هذه الشركات بالتصدي للمعلومات الكاذبة والمفبركة وغير الصحيحة عن الفايروس، وأيضاً بأن تقوم وسائل الإعلام بدورها الإيجابي في بث رسائل التوعية والأخبار الصحيحة دون أي تهويل أو تضخيم.

* كيف تنظرون لدعم القيادة السعودية ورسائل التعاطف من قبل السعوديين مع الصين في هذا الوقت؟

** المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان قامت بدور كبير في إظهار الصداقة للشعب الصيني، وقدمت الدعم الكبير وتمنياتها للقيادة الصينية بالقضاء على هذا الفايروس، وهذا ما تابعناه من خلال الاتصال الهاتفي الذي قام به الملك سلمان بالرئيس الصيني شي جين بينغ قبل أيام، والذي أظهر من خلاله توجهات السعودية بالوقوف مع الأصدقاء في الصين وتقديم المساعدة لمواجهة «كوفيد - 19». وأيضاً الشعب السعودي أظهر مدى تعاونه وتمنياته بالقضاء على هذا الوباء، وقد شاهدنا هذا الأمر من خلال الفيديوهات التي تنشر من المبتعثين السعوديين في الصين، وكيفية تناولهم للأمور بشكل إيجابي، وكذلك الفيديوهات ورسائل التضامن التي تلقيناها من الشعب السعودي على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والتي تثبت أن السعودية شعباً وقيادةً تقف بجانب الصين وتتمنى لشعبها السلام والاستقرار.

كما أجدها فرصة لشكر صحيفة "عكاظ" السعودية، فهي منذ اليوم الأول لمواجهة «كوفيد - 19» ترصد الأخبار الإيجابية حول ذلك، وهنا يجب الإشارة أن "عكاظ" من أكثر الصحف التي سعت للوصول للمسؤولين الصينيين وأصحاب القرار ووسائل الإعلام الصينية لاستخلاص المعلومات الصحيحة حول «كوفيد - 19»، وقامت بنشر العديد من المقالات الإرشادية والتوضيحية لكيفية مواجهة هذا الفايروس، وعبّرت بشكل إيجابي عن الجهود الصينية لمكافحة الفايروس، وهذا إن دل فيدل على أن صحيفة "عكاظ" تقوم بدورها المهني لحماية الأرواح وبث الطمأنينة في نفوس الشعوب، ونحن في تلفزيون الصين المركزي نقدر هذا الأمر، ونبحث عن المزيد من التعاون في هذا الجانب وغيره من الجوانب.