على الرغم من مرور أكثر من شهرين على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، إلا أنه لا يزال يواجه تعقيدات وعراقيل، خصوصاً من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وسط تصاعد الشكوك بشأن إمكانية الانتقال إلى المرحلة الثانية، في ظل ظهور تباينات حادة بين الأطراف المعنية، وتضارب الحسابات السياسية إقليمياً ودولياً.
وفيما تتواصل الجهود المكثفة للوسطاء، للحيلولة دون انهيار «الهدنة الهشة»، الأمر الذي من شأنه إعادة الأوضاع إلى المربع الأول، فإن عملية التفاوض بين إسرائيل وحماس تبدو «مجمّدة»، وسط تبادل الاتهامات بالتعطيل والعرقلة، وتباين الرؤى حول مصير ومستقبل غزة وترتيبات «اليوم التالي» لانتهاء الحرب.
وهكذا تقف هدنة غزة اليوم أمام مرحلة حرجة، فإما أن تتحوّل إلى طريق يقود نحو مسار سياسي يعالج جذور الصراع، ويطلق مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، أو أن تبقى مجرد «استراحة محارب»، أو فرصة لالتقاط الأنفاس، ثم العودة مجدّداً إلى الحرب. ومن ثم فإن الاختبار الحقيقي ليس في إعلان الهدنة، بل في إمكانية حمايتها والبناء عليها، والدفع بها إلى تحقيق أهدافها، وهو ما لم يتحقّق حتى الآن.
ويبقى الأمل في الراعي الأمريكي الذي أعلن إحباطه من ممارسات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عبر رسالة شديدة اللهجة، بانتظار نتائج لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي أواخر ديسمبر الجاري.
