فاطمة تروي لـ «عكاظ» تفاصيل قضيتها بدءاً من رسالة الواتساب وانتهاء بدعواها أمام القضاء . (تصوير: مديني عسيري)
فاطمة تروي لـ «عكاظ» تفاصيل قضيتها بدءاً من رسالة الواتساب وانتهاء بدعواها أمام القضاء . (تصوير: مديني عسيري)
-A +A
عدنان الشبراوي (جدة) Adnanshabrawi@
رغم مرور أكثر من 3 سنوات على صدور صك طلاق زوجة مليونير شهير شارف على بلوغ الـ100 عام، إلا أن المطلقة ما زالت تتمسك بالتشكيك في آلية وطريقة وإصدار الصك، عطفا على ما أسمته الحالة العمرية والعقلية لزوجها، والفترة التي عاشتها معه لعقود عدة في هناء وسعادة، أنجبت منه ابنة وحيدة، لم تستطع زيارة والدها المسن من ذلك الحين.

وتصر المطلقة فاطمة على أن هناك غموضا صاحب الطلاق، وصدور ‏وثائق ومستندات وتقارير طبية لتنفيذ الطلاق عبر وكالة صدرت، زاعمة أن الزوج المطلق يعاني الخرف وفقدان الذاكرة (الزهايمر) وعدم الإدراك -على حد وصفها، منذ 5 سنوات، والمثبت بتقارير طبية، مما يستحيل معه ثبوت العقل في عملية الطلاق.


ورغم أن مصادر لـ«عكاظ» أكدت أن محكمة الاستئناف في مكة المكرمة أيدت حكم الطلاق الصادر من محكمة الأحوال الشخصية بحق فاطمة، إلا أن السيدة المطلقة التي طعنت في وكالة طلاقها وصك الطلاق، أكدت لـ«عكاظ» تمسكها بكلمة القضاء من خلال المحكمة العليا، مطالبة بفتح تحقيق في واقعة «تزوير أوراق رسمية» -على حد قولها. وتساءلت: هل المقصود بتدبير طلاقها محاولة الاستيلاء على أموال زوجها وحرمانها وابنتها من رغد العيش؟

واسترجعت فاطمة ما أسمته «رسالة واتساب» قصمت ظهرها منذ سنوات، جاءتها في البداية من رقم مجهول اتضح لاحقا أنها من شخص معروف، أبلغها بصدور صك طلاقها من المحكمة، وفق وكالة شرعية.

وقالت: «الرسالة كانت بمثابة طلقة قاتلة ومدمرة لي ولابنتي، ومصدر الغرابة في ذلك أنني كنت أعيش معه في حب وسعادة كبيرة في بيت الزوجية ولا توجد أي خلافات بيننا، بل ‏أمضيت السنوات الأخيرة أشبه بالطبيبة والممرضة لزوجي الذي تعرض لمشكلات صحية متعاقبة ما بين جلطات وأمراض القلب، ليس آخرها أمراض الشيخوخة والزهايمر والخرف».

وبينت أنها بعد الرسالة عاشت وابنتها في حالة صعبة، فهي لا تعرف الظروف المحيطة بعملية الطلاق، في هذا العمر، إذ إن لديها تقارير طبية تثبت إصابته بأمراض عقلية قبل طلاقها، فكيف يمكن أن يطلقها؟!

وأضافت فاطمة: «تقدمت بشكاوى إلى الجهات المختصة ذكرت فيها تعرضي لعملية احتيال ‏من منتفعين -حسب وصفها- ربما نسجوا طلاقي بعد حصولهم على وكالة شرعية - تطعن في صحتها، و‏تسببت في طلاقي، إضافة إلى شكوك حول محاولات كانت وما زالت للاستيلاء على أموال والد ابنتي وحرماننا من رغد العيش، وأي مستحقات مالية وإرثنا الشرعي في حال وفاته، لا سمح الله، لاسيما أنه يبلغ من العمر 100 عام، ويعتبر من الأثرياء وصاحب يد ممدودة للجميع».

ولفتت إلى حصولها على حكم نهائي بتمكين ابنتها من زيارة والدها كونها لم تره منذ 3 سنوات، ويتولى وسطاء الترتيب للزيارة.

وناشدت فاطمة اللجنة الإشرافية المكافحة للفساد بالتحقيق في تقارير طبية متضاربة صدرت من مستشفى بحق والد ابنتها، فضلا عن وكالات صادرة منه.

وختمت فاطمة قصتها بالقول: «نعيش ظروفا قاسية بعد أن توقف المصروف الشهري، ‏يضاف إلى ذلك صدور أمر من محكمة التنفيذ بسداد مبالغ متعثرة لدي على اعتبار أني كنت زوجة مليونير، واليوم نفد ما بيدي من المال وسخرت جهدي الآن لملاحقة المتورطين في عملية طلاقي كون زوجي فاقد الأهلية بالأدلة التي حصلت عليها».

بعد الحجر.. بأمر المحكمة: مجلس ولاية لإدارة أموال المليونير

علمت «عكاظ» أن محكمة الاستئناف في مكة المكرمة عدلت عن قرارها السابق بالحجز التحفظي المؤقت على أموال وممتلكات رجل الأعمال المسن، وأمرت بتشكيل مجلس ولاية مكون من عدد من أبناء وبنات المحجور عليه لإدارة أمواله من عقارات وأرصدة بنكية داخل وخارج السعودية، بعد أن ثبت لديها أن رجل الأعمال أصبح قاصرا عقلا وغير مدرك، كونه تجاوز 100 عام من عمره.

وأمرت المحكمة أن يجتمع المجلس 4 مرات سنويا وتصدر قراراته بالأغلبية، وتكون مهمة مجلس الولاية حفظ حقوق والدهم ورعاية مصالحه وأسرته بأكملها وإدارة أملاكه والإشراف عليها ومراقبتها وتحصيل إيراداتها، وللمجلس الحق في البيع والشراء واستلام الثمن وتسليم المثمن والتأجير واستلام الأجرة وتوقيع العقود، ومنعت المحكمة أيا من أعضاء مجلس الولاية إصدار وكالات شرعية مستقلة أو الاستعانة بمحامين لحضور الاجتماع.

وأبرزت المحكمة طبقا لصك الحكم (الذي اطلعت عليه «عكاظ») 7 حسابات بنكية ومجموعة من صكوك العقارات لرجل الأعمال القاصر عقلا.

وألزمت محكمة الأحوال مجلس الولاية بتقدير النفقات اللازمة وتدوين جميع المصروفات، كما قررت في معرض حكمها إشعار الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين بنسخة من الحكم لتطبيق نظام الهيئة ومتابعة أعمال مجلس الولاية.

مصدر من الأسرة لـ«عكاظ»: ادعاءات باطلة.. الطلاق محسوم

نفى مصدر مقرب من أسرة المليونير الشهير، لـ«عكاظ»، ما أوردته السيدة المطلقة، أم ابنته، مؤكدا رفضه ما أسماها محاولات السيدة كسب التعاطف والتأثير على الرأي العام.

وفيما هاتفته «عكاظ» للتعليق على ما جاء في حديث السيدة، أفاد أن ما صرحت وتقدمت به من شكوى عار من الصحة تماما، ولم يحدث.

وصادق المصدر على صحة صدور حكم بتشكيل مجلس ولاية من 4 من أبناء المليونير، كما أقر بصدور حكم بتمكين ابنة السيدة من زيارة والدها، وقال إنهم لم يمنعوها في الأساس من زيارته متى ما رغبت. واتهم المصدر السيدة المطلقة بمحاولة التشويش على الأسرة والابتزاز غير المشروع، طبقا لرد مكتوب أرسله لـ«عكاظ».

وأضاف المصدر أن جميع المواضيع حسمت شرعا على مدى سنتين، وموضوع الطلاق تم البت فيه بحضور الشخص المعني أمام المحكمة المختصة، وأما موضوع الابنة فلم يتم إطلاقا منعها من رؤية والدها في أي وقت، وتم صرف جميع التزاماتها بزيادة كبيرة عن المخصص لها.