-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
يسعى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد من خلال الرؤية 2030 للوصول إلى أتمتة الحج ورفع مستوى التقنية وزيادة عدد الحجاج عبر مبادرة الطريق إلى مكة التي تعتبر خريطة طريق لمشروع الحج الذكي الذي سيتم إطلاقه عام 2030، لأتمتة الحج بالكامل وجعله النموذج التقني العالي، من خلال خدمات راقية ذات تقنية متقدمة للحجاج سواء من خلال مشروع الطريق إلى مكة وقطار الحرمين أو إقامة مسارات ومشاريع متقدمة في المشاعر المقدسة؛ وتنفيذ التطبيقات الذكية للتيسير على الحجاج. كما تحرص المملكة في كل سنة على الارتقاء بخدماتها، في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام؛ وهو الدور الذي لا يمكن فصله عن رؤية المملكة 2030، التي تشمل تطوير منظومة العمل للوصول إلى الحج الذكي، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين في تأدية المناسك، في وقت يتعاظم لدى المسلمين، أهمية الحفاظ على هويتهم الإسلامية واستكمال متطلبات شعائرهم الدينية.

حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تتأخر في تسخير كافة جهودها لتمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، ولم تبخل المملكة في صرف المليارات لمصلحة توسعة الحرمين الشريفين وتنفيذ المشاريع الجبارة في المشاعر المقدسة؛ لا تريد من ذلك جزاء ولاشكورا ولا منةً على أحد؛ فهي تقوم بخدمة الحجاج والمعتمرين وقاصدي الحرمين لوجه الله وفي إطار مسؤولياتها الإسلامية التي شرفها الله بها. ومع انطلاق موسم الحج تبدأ منظومة الخدمات المعنية باستقبال ضيوف الرحمن؛ في حشد جهودها لتوفير أفضل الخدمات؛ حيث تم تدشين خدمة طريق مكة هذا العام؛ وهي إحدى المبادرات التي يجري تنفيذها ضمن برامج التحول الوطني (2020)، تحقيقًا لرؤية المملكة (2030) في ثلاث دول جديدة؛ وهي الباكستان وبنغلاديش وتونس لتنضم هذه الدول إلى ماليزيا وإندونيسيا؛ بهدف الارتقاء بخدمات الحجاج، وتسهيل وتيسير إجراءات سفرهم وأدائهم لفريضة الحج، وذلك عبر فريق عمل سعودي من وزارة الداخلية والجهات المعنية بالحج، حيث تشكل المبادرة إصدار التأشرات وإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، الأمر الذي سيمكن الحجاج المستفيدين من تجاوز تلك الإجراءات عند وصولهم إلى المملكة، عبر مسارات إلكترونية؛ كما يتيح لهم فرصة الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي تكون بانتظارهم، لتقلهم إلى أماكن إقامتهم بمكة المكرمة والمدينة المنورة، فيما تتولى الجهات الخدمية استلام أمتعة الحجاج المستفيدين من المبادرة، وتسليمها لهم في مكان إقامتهم بسلامة، ويستفيد من مبادرة طريق مكة في موسم حج هذا العام 225 ألف حاج وحاجة من خمس دول وهي: تونس وباكستان وبنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا.السعودية التي تسعى لإحلال السلام وتتبنى قيم التسامح والوسطية والاعتدال وتنبذ الإرهاب، تعمل بصمت وهدوء لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة ولا تلتفت إلى المغرضين والمتسلقين الذين يسعون لتسييس الحج والتلاعب بمشاعر الحجاج بهدف التشويش وصرف الأنظار عن الهدف الأسمى والأكبر للحج.. والمملكة التي تعتبر قلب العالم الإسلامي لم تفكر يوما في التعامل مع فريضة الحج كهدف اقتصادي، بل صرفت المليارات لتحسين الخدمات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ليتمكن الحجاج من أداء المناسك بأمن وأمان وراحة وطمأنينة. لقد أدخلت رؤية 2030 على قطاع الحج والعمرة تطورات غير مسبوقة من خلال تطبيق منهجية جديدة، أساسها الانتقال من ثقافة العمل الموسمي إلى ثقافة العمل على مدار العام.


وشهدت المدينتان المقدستان أكبر توسعة في التاريخ، مما رفع الطاقة الاستيعابية، ومكّن المسلمين في مختلف أنحاء العالم من تأدية مناسكهم بكل يُسر وطمأنينة، كما أنجزت المملكة بنية تحتية كبرى، في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، ترتكز عليها شبكة عملاقة من المرافق الخدمية المتعددة، التي تشمل، قطار المشاعر المقدسة، ومنشأة جسر الجمرات. وأولت رؤية 2030 المسجد الحرام والمسجد النبوي مكانة متميزة؛ إذ تستمد المملكة منهما العمق العربي الإسلامي، والمكانة المتفردة في قلوب المسلمين؛ ما أهلها لتتبوأ زعامة العالم الإسلامي، فوجهت بتسخير كافة الطاقات لخدمة ضيوف الرّحمن، والحفاظ على المكانة المرموقة للمملكة في العالم، كعنوان لكرم الضيافة وحسن الوفادة، وتمكين المسلمين من كل حدب وصوب من زيارة بيت الله متى أرادوا. وتقدم الرؤية إستراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة، مستهدفة زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 15 مليون مسلم بحلول عام 1442هـ (2020م)، ثم الخطوة الأكبر والأهم بزيادتهم إلى 30 مليون معتمر بحلول عام 1452هـ (2030م). لقد تماهت مبادرة طريق مكة مع رؤية «2030» إذ يحرص ولي العهد لتعزيز صناعة الحج الذكي «هدفنا هو إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة وعكس الصورة المشرفة للسعودية في خدمة الحرمين». هذا ما يكرره الأمير محمد بن سلمان دائما.. ونقول لضيوف الرحمن.. ارحبوا في الأماكن المقدسة.. معززين مكرمين.