-A +A
متعب العواد (حائل)Motabalawwd@
رغم توقعات مؤتمر «دافوس» الاقتصادي الذي طرح «روبوت» جديداً أشار إلى أنه وفي 2030 ستختفي 30 ألف وظيفة على مستوى العالم؛ نتيجة للتطور السريع والمتلاحق والرهيب للتكنولوجيا والرقمنة. هذه الفرضية والتوقعات قللت من شأنها مصانع الروبورتات، وقالت في وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاستغناء عن الإنسان مهما بلغت التكنولوجيا من تطور بدليل أن المشغل للروبوت إنسان، والذي يعمل له الصيانة إنسان، ومن يطوره إنسان، فكيف يختفي الإنسان؟

في المقابل، توقعت دراسة سويدية من المعهد المتخصص في الموارد البشرية اختفاء عشرات المهن، في السنوات القادمة ليحل مكانها الذكاء الاصطناعي. وكشف المعهد في تقييم سوق العمل وسياسة التعليم أن تقنيات التكنولوجيا الحديثة بدأت تدريجياً في أداء المزيد والمزيد من رقمنة الوظائف، التي ستؤدي في المستقبل إلى تقسيم الموظفين والعمال في السويد إلى طبقات في جانب الأجور وفي مجالات النشاط المختلفة. وأشارت الدراسة إلى أن تطور التكنولوجيا يمكن أن يحل محل ليس فقط العمال غير المهرة، بل حتى بعض الأطباء وفنيي المختبرات والتصوير الإشعاعي.. لن تكون وظائفهم ضرورة وحتمية، إذ أصبح الذكاء الصناعي قادراً من خلال الحاسوب المتخصص على القيام بالتصوير الإشعاعي من دون الحاجة لمتخصص تصوير، وتشخيص الحالة وكتابة تقرير، وبالتالي ليست هناك حاجة لفريق طبي لتشخيص حالة، ويمكن لطبيب واحد تنفيذ كل المهام، وستكون البرامج والحاسبات المتطورة قادرة في المستقبل على التوصية بالعلاج أيضاً؛ حسب الدراسة السويدية!


الروبوت بلا مشاعر عاطفية

تختلف بحوث أمريكية مع الدراسة السويدية خصوصاً موقع «careeraddict» الأمريكي الذي كشف أنه يوجد نوع واحد من الوظائف لا يمكن الاستغناء عنه ومن الصعب وربما من المستحيل أن يصبح آلياً، وهو ذاك الذي يتطلب مهارات عاطفية رغم تصميم برامج ذكاء اصطناعي تميز الانفعالات في وجوه الناس وأصواتهم، لكنها لم تصل إلى حد محاكاة التعاطف البشري. ولطالما ثار جدل على مر القرون بين الفلاسفة حول استحالة الوصول إلى آلة لديها مشاعر حقيقية، فلن تستطيع الحواسيب أن تنافس البشر في القدرة على فهم الآخر والتواصل معه؛ لهذا من غير الممكن تحويل هذا النوع من الوظائف البشرية إلى وظائف تؤديها الآلات، وأنها ستظل مطلوبة في المستقبل، فهذا يعني أن العاملين ذوي المهارات العاطفية سيكون الطلب عليهم كبيراً في العقود القادمة؛ مثل الممرضين والمعلمين وموظفي دور الرعاية وبيوت كبار السن والأطفال، وهذا ما يؤكد توقع منظمة الصحة العالمية أن العالم سيحتاج إلى 40 مليون موظف في القطاع الصحي بحلول 2030 مثل الأطباء والممرضين، وتتضمن المهارات العاطفية جميع الإمكانات التي تتيح تمييز الحالات العاطفية لدينا ولدى الآخرين والتجاوب معها بشكل ملائم، وهذه المهارات هي جزء حيوي لكنه غير مرئي أبداً من طيف واسع من الوظائف التي قد تكون غير متوقعة مثل تعامل المعلم الأبوي مع طالب أو ممرض مع مريض في غرفة عمليات.

البنوك.. هل تختفي؟

توقع تقرير أمريكي آخر أن يؤدي تسارع التقدم التكنولوجي عالمياً إلى اختفاء العديد من الوظائف؛ وأبرزها وظيفتا المحاسب ووكيل السفر اللذين لن يكون هناك عمل لهما بسبب التقدم التكنولوجي المذهل وبحسب موقع «careeraddict» الأمريكي فإن التكنولوجيا تتحرك بسرعة كبيرة في كل جانب من جوانب الحياة، لكن في الوقت نفسه فإن التقدم التكنولوجي يهدد العديد من المهن التقليدية مثل وظيفة وكيل السفر، خصوصاً أنه يمكن الآن حجز رحلات السفر عبر الإنترنت، ومن خلال مواقع مماثلة لوكلاء السفر من دون الحاجة إلى الذهاب إلى مقر الشركة، وهو ما يعني أن وظيفة الموظف المسؤول عن الحجز تتلاشى ببطء من الشركات، ومن المنتظر أن تتلاشى ببطء الوسائط المطبوعة خصوصاً مع زيادة عدد المستهلكين الذين أصبحوا يفضلون قراءة الكتب والأخبار من خلال شاشة الموبايل أو الكمبيوتر؛ كونها أسهل وأرخص بالنسبة لهم.

وأضاف التقرير، إنه مع ظهور التكنولوجيا والاتصالات عبر البريد الإلكتروني يفضل جيل الألفية التواصل وإرسال الرسائل من خلال بعص التطبيقات الحديثة على الموبايل، فضلاً عن إمكانية دفع الفواتير عبر الإنترنت، ولن تختفي البنوك تماماً في المستقبل، لكن ربما سيلجأ بعضها لتقليل عدد الموظفين، ويرجع ذلك إلى سهولة الاعتماد على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت أو الهاتف، وقد لا توفر بعض الوظائف ميزات مناسبة باستمرار، سواء في الراتب، أو وسيلة المواصلات، أو حتى المعاملة اللائقة، وهو ما يجعل البعض يطور مهاراته باستمرار، من أجل أن يحصل على وظيفة أفضل، ولو حتى على المدى البعيد، إذ يعزز التطوير الوظيفي مهارات البحث والاكتشاف بدرجة كبيرة، إضافة إلى تعزيز ثقافة الإيجابية بداخل الشركة الواحدة، من خلال التطلع المستمر لتحسين أداء العمل، الذي لا يُمكّن الموظفين من تحقيق أهداف ومتطلبات الشركة فحسب، بل يسمح باكتساب معارف جديدة، إضافة إلى الدعم الذي قد يحصل عليه الموظفون من زملاء العمل حين تتفق أهدافهم في التطوير الوظيفي بشكل جماعي، وعندما يشعر الموظفون بالدعم في مكان العمل يصبحون أكثر إنتاجية، وهو ما يعود بالنفع على العمل نفسه.

اختر واحدة.. قائمة بوظائف المستقبل

تطوير المهارات الشخصية هو طوق النجاة لمن يريد العيش برفاهية في السنوات العشرين القادمة، إذ سيتزايد الطلب على وظائف تحتاج إلى عدد من المهارات بعينها، وهذه أبرز الوظائف الجديدة المتوقعة في سوق العمل:

1

مطور تطبيقات الهاتف: تستمر آليات تطوير الهاتف المحمول في جذب انتباه الشركات التكنولوجية الكبرى، ومع اعتماد المزيد من الشركات على تكنولوجيا الهاتف المحمول للوصول إلى العملاء سيستمر طلب الزيادة من مطوري تطبيقات الهاتف المحمول في المستقبل.

2

مهندس تحليل البيانات: إن القدرة على ترجمة وتحليل الأعمال بناءً على البيانات مطلوبة بشدة من أصحاب الشركات في الوقت الراهن، ومع نمو إنترنت الأشياء سيزداد حجم البيانات المتاحة، وكذلك الطلب على مهندسي تحليل البيانات.

3

محلل مالي: ستحتاج الشركات في المستقبل إلى توظيف محلل مالي له مهارات خاصة في تحليل أكبر قدر من البيانات المالية للشركة، فمع ازدياد أرباح الشركات ووصول بعضها لمستويات قياسية، ستزداد الحاجة إلى محلل مالي كفء.

4

مدير تحليلات التسويق: سيصبح هناك طلب كبير في المستقبل على مديري تحليلات التسويق المسؤولين عن إدارة علاقات العملاء.

5 مصمم واجهة المستخدم: لمصممي واجهة المستخدم دور مهم في إنشاء تجارب تفاعلية مع العملاء، وهو ما يحجز لهم المقاعد الأولى في قائمة الوظائف الأكثر طلباً في المستقبل.

6

خبير أمن المعلومات: تعتمد الشركات على خبراء أمن المعلومات، لمساعدتهم على مواجهة هذه التحديات الصعبة. بصفتك خبيراً في أمن المعلومات، سيتمثل دورك في العمل مع الشركات لمساعدتها على فهم التهديدات الإلكترونية والمخاطر المحتملة، التي قد تواجهها الشركات عبر الإنترنت.

7

خبير ذكاء اصطناعي: يوجد طلب كبير ومتزايد على خبراء الذكاء الاصطناعي، إذ يتولى خبراء الذكاء الاصطناعي مسؤولية البحث عن الحلول المتطورة، لزيادة سرعة وأداء خوارزميات النظم المختلفة في أسواق العمل، بما في ذلك صناعات المال والصحة والطب والتعليم.

آخر ظهور للنجارين والصرافين!

من الوظائف المهددة بالتلاشي نهائياً بلا رجعة مهنة موظف الطباعة، وذلك بسبب ازدياد الاعتماد على الوسائط الرقمية، وفي المقابل من المتوقع انقراض مهنة موظفي الطباعة تماماً في المستقبل، وكذا تصليح السيارات، وستكون تكنولوجية السيارات الحديثة قادرة على إصلاح السيارات دون حاجة للعاملين بمراكز التصليح التقليدية، وكذا الحال لوظائف البناء والتصميم الهندسي والتصنيع بالمصانع التي لن تحتاج لعمال كما هو الآن، فيمكن لشخصين إدارة مصنع كامل للإنتاج من خلال الذكاء الصناعي للحاسوب والمكائن الذكية، كما يتوقع تقنين عمل المحاسبين التقليديين؛ بسبب تطور برامج المحاسبة والإدارة مع اختفاء فنيي صناعة الطباعة، إذ يمكن لأي شخص استخدام نظام حاسوب متطور للطباعة. ومن الوظائف والمهن المتلاشية النجارة التقليدية وعمال الصناعات الكيماوية والمعدنية، واختفاء المعامل الصغيرة، واختفاء الصرافين ومهن تغيير العملة والتحويل، واختفاء البائعين في التموينات الغذائية.

وظائف تنتهي

مع تقدم التكنولوجيا بوتيرة سريعة، أصبح العديد من الوظائف مؤتمتة، وبحلول 2030 من المتوقع أن يختفي عدد منها، وهو ما يتطلب بذل المجهود لاكتساب مهارات جديدة باستمرار، وفي أكثر من مجال إن لزم الأمر، وفيما يلي نذكر بعض الوظائف التي من المحتمل أن تختفي بحلول 2030؛ أولاها وظيفة وكيل السفر، فمع كثرة مواقع حجوزات السفر سهلة الاستخدام، يمكن لأي شخص الآن ترتيب رحلته الخاصة، وهو ما سيزداد بحلول 2030، وسيؤثر تماماً على هذه المهنة. ومن الوظائف محتملة الاختفاء مسؤول تحصيل المدفوعات، فمع تطور المنصات الرقمية لن تصبح هناك حاجة للذهاب للدفع لأشخاص يقدمون الخدمة. وفي المستقبل القريب ستقتصر كل التعاملات على تعاملات رقمية إلكترونية، ومن المتوقع أنه بحلول 2030 سيتم تعميم ذلك في كل المحلات التجارية بأنواعها.

وكذلك وظائف طهاة الوجبات السريعة، إذ إنه مع رغبة سلاسل الوجبات السريعة في العمل بتكلفة أقل ستزداد آليات الأتمتة في المستقبل، ويمكن الاستغناء عن طهاة الوجبات السريعة في السنوات القليلة المقبلة لتوفير نفقاتهم ورواتبهم، وهناك اتجاه حالي في بعض السلاسل العالمية لتطبيق ذلك في أسرع وقت.

ومن الوظائف المرشحة للتلاشي والاختفاء ساعي البريد ويرجع ذلك أساساً لوجود الكثير من الطرق البديلة الحديثة، التي ستكون حاضرة بقوة في الأعوام العشرين القادمة، عبر عرض الفواتير وكشوف الحسابات ودفعها عبر الإنترنت، إضافة إلى نقل رسائل الملايين من الأشخاص عبر صندوق البريد الإلكتروني، وهو ما يعني أنه في المستقبل القريب سيتم إطلاق رصاصة الرحمة على وظيفة ساعي البريد، وكذا الحال لصراف البنك، فمن المتوقع أن البنوك الرئيسية لن تختفي تماماً في 2030، فإن العديد من الفروع المحلية ستختفي، وهو ما يعني تقليل أعداد صرافي البنوك لأقل مستوى ممكن في المستقبل.