أحد الأحياء العشوائية في مكة. (تصوير:‏ سامي بوقس)
أحد الأحياء العشوائية في مكة. (تصوير:‏ سامي بوقس)




أديب حمود
أديب حمود




محسن السروري
محسن السروري
-A +A
أحمد اللحياني (مكة المكرمة) amead9999@
الحال ذاتها في مكة المكرمة، ما دعا عددا من سكانها إلى مناشدة الجهات المعنية بتطوير العشوائيات التي أضحت خطرا يهدد السلامة والصحة العامة ومصدر قلق على مختلف الأصعدة.

يقول عضو الهيئة السعودية للمقيمين عضو نزع الملكيات محسن السروري، إن البؤر العشوائية جاثمة منذ عشرات السنين، الأمر الذي ساهم في تأخر تطويرها واستصلاحها، فالمباني في العشوائيات غير مهيأة صحياً بسبب طريقة البناء وازدحام السكان من ذوي الدخل المحدود والمقيمين، وغالب المصابين بالفايروس من العشوائيات، خصوصا الجبلية، إذ يصعب على الجهات الخدمية الوصول إلى غياهبها المتشعبة شاهقة الارتفاع.


ولفت السروري إلى أن الوصول إلى العشوائيات مغامرة، إذ لا توجد بها طرق تتسع لدخول المركبات، فمعظم الشوارع أزقة تبدأ ضيقة ثم درج ينتهي بسفوح الجبال، مع عدم إمكانية متابعة البلديات لهذه الأحياء ما أدى إلى تكاثر البكتيريا والأوبئة. واقترح لتطوير العشوائيات نقل السكان إلى المخططات المعتمدة لذوي الدخل المحدود وتطوير هذه المواقع بطريقة منظمة كما هو معتمد لدى مشروع البلد الأمين وهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة.

وفي رأي المواطن أديب حمود، فإن طبيعة مكة المكرمة ومكانتها ساعدتا على نشوء العشوائيات في الجبال المرتفعة، ويصعب -تبعاً لذلك- على الجهات الرقابية إيقاف البناء. وأشار إلى أن العشوائية تشوّه جماليات العاصمة المقدسة. ومن أبرز المشكلات التي تخلفها العشوائيات أنها أصبحت ملاذاً للمخالفين لأنظمة العمل والإقامة ومصدراً لانتشار الأمراض الوبائية لصعوبة وصول سيارات الخدمات ولعدم اهتمام سكان تلك الأحياء بعناصر الإصحاح البيئي. كما تحتشد هذه الأحياء بالظواهر السلبية مثل الجرائم والتسول. وللخروج من سلبيات العشوائيات، يرى أديب ضرورة تخطيطها وإعادة هيكلتها بما يلائم موقع مكة المكرمة.

وفي الاتجاه نفسه، قال خالد العماني إن العشوائيات من أكبر المشكلات التي يعاني منها الوطن منذ سنوات طويلة، إذ تعتبر مساكن غير منتظمة لأشخاص قاموا بالاستيلاء على أراضي الدولة وأغلبهم من دول آسيوية وأفريقية، الأمر الذي جعل منها مصدرا للجرائم ومخالفة الأنظمة وانتشار الأوبئة والأمراض المستعصية. وأضاف أن العشوائية أصبحت مصدرا للظواهر السلبية، إذ يتفشى بين سكانها تردي الأحوال المعيشية وارتفاع معدلات البطالة والجريمة وتدني الخدمات التعليمية وارتفاع نسبة التسول، خصوصا بين الأطفال.

وعن كيفية الحد من مشكلات العشوائيات، قال العماني: «بمتابعة البلديات بشكل منظم ومكثف وعمل جولات رقابية ووضع الخطط المناسبة لذلك وإزالة التعديات، ولا بد من استخدام مشرط الأمانة لهذه العشوائيات وتفكيكها بنقل سكانها إلى مخططات حديثة وتطوير العشوائيات بإنشاء مجمعات فندقية».