يساهم قطاع الصناعة بنسبة 32.7% من الناتج المحلي لمنطقة المدينة المنورة من خلال 526 مصنعاً قائماً حتى نهاية العام 2023م، ما يمثّل 4.6% من إجمالي المصانع العاملة في المملكة.

وأبرز تقرير أصدرته غرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة التوزيع النسبي لمصانع المدينة المنورة بحسب نشاطها، مبيناً أن 34.9% من المصانع تعمل ضمن قطاع المعادن اللافلزية، فيما يعمل 15.1% من المصانع في إنتاج المواد الغذائية، مقابل 14.5% من المصانع تمارس نشاطها ضمن منتجات المطاط، إلى جانب 13.4% في مجال المواد الكيميائية، و8.6% بمنتجات المعادن، و6.2% في إنتاج المشروبات، و4.6% في إنتاج الفلزات القاعدية، فيما تعمل 2.7% من المصانع في المدينة المنورة في إنتاج الورق ومنتجاته.

واستعرض كذلك نموّ أنشطة الصناعات التحويلية خلال السنوات الخمس الماضية، بنسبة بلغت 45% إجمالاً، وبمعدّل نمو سنوي بلغ 9%، إذ أظهرت بيانات السجلات التجارية لأنشطة الصناعات التحويلية تزايد عدد الأنشطة صعوداً من 4744 سجلاً تجارياً في نهاية العام 2019م، ليبلغ 6896 سجلاً تجارياً بنهاية العام 2024م.

وأوضحت غرفة المدينة المنورة في تقريرها حول قطاع الصناعات التحويلية أن القطاع اتّخذ مساراً تصاعدياً على مدى أشهر العام الماضي، مسجلاً 6065 سجلاً تجارياً في شهر يناير 2024م، فيما بلغ حجم السجلات النشطة بنهاية شهر ديسمبر الماضي 6896 سجلاً تجارياً، وسط تسارع نموّ عدد السجلات ضمن الأنشطة الإنتاجية التحويلية في المدينة المنورة خلال الربع الأخير من العام الماضي.

وأشار التقرير إلى أبرز الأنشطة الاستثمارية في قطاع الصناعات التحويلية في المدينة المنورة، إذ تشمل تصنيع منتجات التمور مثل عجينة التمر، ومركزاته، مثل السكر الطبيعي، ودبس التمر، إضافة إلى إنتاج مستحضرات التجميل والزيوت الطبيعية من مستخلصات التمر، وتعليب وتجفيف الفواكه والخضروات لزيادة فترة صلاحيتها وتسويقها محلياً وعالمياً.

وشملت قائمة الأنشطة الاستثمارية في القطاع، الصناعات الدوائية والطبية، وتضم مجالاتها إنتاج المكملات الغذائية والطبية والأدوية العشبية من النباتات المحلية، واستخلاص الزيوت العطرية، وتصنيع مستحضرات التجميل الطبية، وتصنيع المستلزمات الطبية مثل الضمادات والمُعقمات بمواد محلية، إضافة إلى أنشطة الصناعات البيئية وإعادة التدوير التي تشمل إعادة تدوير مخلفات التمور لإنتاج الأسمدة العضوية والوقود الحيوي، وتدوير المخلفات الزراعية والصناعية لإنتاج الورق والبلاستيك الصديق للبيئة.

وعدّ التقرير الأنشطة والصناعات الداعمة للحج والعمرة أحد المجالات الاستثمارية النشطة في قطاع الصناعات التحويلية في المدينة المنورة، ويشمل ذلك أنشطة تصنيع مستلزمات الإحرام والملابس القطنية، وإنتاج السجّاد وأغطية الصلاة بتصاميم محلية، وتصنيع الهدايا التذكارية والعطور المستخلصة من النباتات العطرية المحلية، مبيناً أن هذه الأنشطة الاستثمارية تظهر إمكانات واسعة لتعزيز الصناعات التحويلية في المدينة المنورة وتنويع القاعدة الاقتصادية، ودعم التنمية المستدامة.

ونوّه التقرير بالإصلاحات والمبادرات التي شهدها القطاع الصناعي في المدينة المنورة من خلال تشجيع إقامة مزيد من الأنشطة الصناعية، وتسهيل إجراءات إصدار السجلات التجارية، ما أسهم في تحسين بيئة الأعمال في القطاع الصناعي بالمدينة المنورة، وزيادة جاذبيته للاستثمارات، وإيجاد فرص عمل للكوادر الوطنية، وتعزيز سلاسل الإمداد المحلية، تحقيقاً لمستهدفات التنويع الاقتصادي، وتعزيز دور المدينة المنورة وجهةً صناعيةً مكملة للقطاعات التقليدية مثل قطاعي السياحة والخدمات.