-A +A
زينب جبار
‏بلَونِ مَسارِ الشمسِ في خاطرِ النَّدى

‏أُخَضِّبُ صوتاً يرفضُ العيشَ في الصَّدى


‏كذلكَ مَنْ أَخلى سبيلَ خيالِهِ

‏مضتْ خيلُهُ في عالَمِ البوحِ أَبعَدا

‏أَحاطَ بهِ نهْرا عطاءٍ لحَمْلِهِ

‏إلى حيثُ خطَّ العزمُ للنصرِ موعدا

‏فأُلْبِسْتُ درعي منذُ أَوَّلِ موطئٍ

‏لقلبي هُنا، حتى محوتُ التَّردُّدا

‏وقيلَ: اشهقي، عادَ النسيمُ لأَهلهِ

‏وما عادتِ الأَنفاسُ رَقْماً محدَّدا !

‏وما كان سهْلاً ذاكَ لكنْ لأَنَّني

‏نزيلةُ مَنْ لا يتركُ الضَّيفَ مُفردا

‏وللهِ يبقى أَكبرُ الفضلِ عندما

‏أَراني نجومي فاستويتُ على الهُدى

‏وها نحنُ أَطلقنا القصائدَ حُرَّةً

‏إلى عالَمٍ ما زالَ يمضي مُقيَّدا

‏فكُنَّا بما جئنا بُناةَ تفاؤلٍ

‏بأَنْ تمحوَ البِيضُ المَلائكُ أَسْوَدا !

‏ففي كلِّ يومٍ يصنعونَ عظيمةً

‏على الأَرضِ، تعلو جبهةَ الدَّهرِ مَشهدا