-A +A
محمد مكي (الرياض) m2makki@
أكد الناقد سعيد السريحي أن خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي ليس بسبب المواقع نفسها، بل إن الخلل الأساسي يكمن في الوسط الاجتماعي، مبيناً أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تخلو من الشر، لكن هذا الشر ليس مطلقاً، فخطاب الكراهية متجذر في المجتمع، ينخر فيه عقوداً من الزمن.

وأضاف خلال مشاركته في محاضرة «خطاب الكراهية في شبكات التواصل» ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2017، وأدارتها الإعلامية طرفة عبدالرحمن، أن وسائل التواصل الاجتماعي حاملة للكراهية وليست منتجة، مبيناً أنها تأسست على تقسيمات مزّقت أطراف الوطن الواحد.


وتابع السريحي: «سابقاً لم نكن نعرف عدداً من المصطلحات التي أخذت تغزو حياتنا، مثل سنة وشيعة، ليبرالي، إسلامي، إذ إن خطاب الكراهية هو من زرع هذه التقسيمات فينا وعزلنا عن الأمم، وبتنا نظن أننا ضحية مؤامرة نتيجة هذا الخطاب».

وأشار إلى أنه من أساسيات هذا الخطاب تصنيفك تجاه فريق معين ثم إقصاؤك، مؤكداً أن خطاب الكراهية نتج من بعض المساجد وحلقات التحفيظ، ووصل أيضاً إلى لقاءاتنا الاجتماعية والعائلية.

فيما أشارت الكاتبة والروائية عضو مجلس الشورى كوثر الأربش إلى أننا نعيش في مرحلة موغلة بالكراهية، وعلينا أن نكره في حياتنا الدكتاتوريين وقاتلي الأطفال، ومشردي العوائل، مبينة أن حالة الكراهية ليست طارئة، وهناك فرق كبير بينها وبين النقد.

فيما بين الدكتور محمد المحمود أن الانتماء لأي طائفة لا يورث الكراهية للآخر، وأن الانتماءات يجب ألا تدفعنا للإساءة للآخرين، موضحاً أنه لا علاج للكراهية إلا بالقانون.

واتفق المتحدثون على ضرورة أن تقف المجتمعات في مواجهتها ومعالجة كل ما تحدثه من أثر، وأهمية أن يقف المؤثرون في المجتمعات وقفة جادة لبث روح التسامح والموضوعية في النقد، وأكدوا في الندوة أن خطاب الكراهية يحمل ضمناً نظرة استعلائية نحو بعض مكونات المجتمع، تنافي ما جاء به ديننا الحنيف، مستشهدين بقوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).