أحمد آل حمدان
أحمد آل حمدان




.. في إحدى الفعاليات الثقافية.
.. في إحدى الفعاليات الثقافية.





أحمد آل حمدان
أحمد آل حمدان
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
تولي «عكاظ» اهتماماً بالمبدعين الشباب، والأصوات الجديدة، في عالم الكتابة، وبخلاف المعتاد، انطلق الروائي أحمد آل حمدان في مساره الكتابي وأنجز خمسة أعمال (مدينة الحب لا يسكنها العقلاء، أنت كل أشيائي الجميلة، ردّني إليك، أبابيل، والجساسة)، دون أن ينشغل بالضوء الإعلامي وآراء النقاد، وهنا مصافحة صحفية أولى عبر هذا الحوار:

• من أين كانت البداية؟


•• في الحقيقة لطالما كانت رواية الحكاوي والقصص هاجساً لديّ مُذ كنت طفلاً صغيراً، وأذكر أنه في الوقت الذي كان الأطفال من حولي يحلمون بمستقبل يكونون فيه أطباء ومهندسين وأثرياء، كنتُ أحلم أن أكون كاتباً يصنع ثراءه من خلال اكتسابه المزيد من القرّاء الذين يقرأون بشغف قصصه.

• لماذا كانت الكتابة تحديداً؟

•• يكفي بأن أقول إني كنت أبحث في كل مكان عن نفسي التائهة، ولم أجدها إلا حين تعثّرتُ بالكتابة؛ فاستطاعت أن تُنقذني في لحظات كثيرة من السقوط، من التية ومن الموت، إنها الحياة.

• كم أنجزت من عمل؟

•• إلى هذه اللحظة 2021/‏9/‏20 أنجزت أربعة أعمال أدبية، والخامس سيتم نشره في مطلع الشهر القادم.

• هل تتحد الثيمة في مشروعك السردي؟

•• لا، فأنا أحاول أن أكون مختلفاً في كل مرة أُطل فيها، لا أحب التكرار والبقاء في منطقة واحدة، أنا روائي وأظن أن الروائي في الأصل هو طائر مهاجر لا تعجبه فكرة البقاء في منطقة واحدة.

• ألم تتردد في النشر، لتبني جسر تواصل مع القارئ؟

•• كنت كالذي قفز من حافة الهاوية وقرر أن يفكر بطريقة نجاته أثناء سقوطه للهاوية، أنا لم أفكر أبداً بمن سيقرأ أو لا يقرأ كان لدي كلام في صدري وكنت سأختنق به لو لم أكتبه وأنشره.. لا أعلم هل كان ذلك جنوناً أم حكمة، ولكن ما أعلمه جيداً هو لو أني فكرت بالأمر كثيراً لربما كنت استدرت عائداً للخلف وما كنت قفزت.

• لفتني أن غالب جمهورك من الجنس الناعم؟

•• أنا أملك شريحة من القرّاء الذكور عالية، ولكن شريحة النساء تبقى أكبر وربما يعود ذلك الأمر إلى كون المرأة تميل أكثر للعاطفة وتطوير نفسها من ناحية الخيال والمعرفة بشكل أكبر.

• أين كان عنك الإعلام، وأين كنتَ عنه؟

•• أظن أن هناك فجوة كبيرة بين الكتاب الجدد والإعلام خصوصاً الصحافة، وأتمنى أن يُلقي الإعلام بكل أذرعه الضوء على الأعمال الأدبية الحديثة والكتّاب الجدد، كونهم بحاجة لهذه الحاضنة والنافذة التواصلية.

• لماذا لم تتواصل مع النقاد لعرض تجاربك عليهم؟

•• في الحقيقة لا أبحث عمن يسمون أنفسهم نقاداً، الناقد الوحيد الذي أُصغي إليه بانتباه هو القارئ، وأصغي له كما يصغي تلميذ لأستاذ.. أتحرّى كل صغيرة أو كبيرة يكتبها القارئ، في وسائل التواصل الاجتماعي وأدون الملاحظات مهما كان يظن من كتبها أنها صغيرة، وأدرسها بكل جدية ولا أناقش القارئ فيها بل أتقبّلها بكل حُب؛ فأنا التلميذ والقارئ أستاذي.

• تنشر بجسارة دون اعتبار لتراجع دور الكتاب؟

•• مستقبل الكتاب رائع، وأولئك الذين يقولون إن هناك عزوفاً عن قراءة الكتب بسبب تسارع الحياة وانشغال الناس، ومزاحمة وسائل ترفيهية أخرى، ليسوا محقين في ذلك، فأنا أعتقد أن القراءة وبالذات قراءة القصص ترقى لأن تكون غريزة إنسانية.. وأرى أن عزوف القارئ لا يعود لتلك الأسباب المذكورة بالأعلى بل سببه نحن الكتّاب؛ نعم أقولها بكل شجاعة نحن الكتّاب من يتحمل عزوف بعض القرّاء، فلو أننا نُعطي الكتابة حقها في التعلم والاجتهاد لاجتذبنا القارئ للقراءة رُغماً عنه.. ما يُطمئن أكثر هو أنه بات هناك وعي من قبل الكتّاب لهذا الأمر، لذلك نحن نبذل من الجهد ما استطعنا إليه سبيلاً لأن نكون على قدر الثقة التي يمنحنا إياها القارئ.

• ما وجه الشبه بينك وبين بطل عملك (مدينة الحب)؟

•• يظل القراء مهمومين بطرح هذا السؤال عليّ، ويدفعهم الفضول لمعرفة ما إذا كنت أنا بطل سلسلة مدينة الحب لا يسكنها العقلاء أم لا.. وأجيبهم إننا نحن الكتّاب أحياناً عندما نكتب نستعير أصابع «قصص» الآخرين، ومع ذلك فإنه لا شيء مؤكد ربما أكون أنا هو بطل القصة وربما لا أكونه، وإن كنت سأكشف عن الشخصية فإنه سيكون بعد الانتهاء من كتابة الجزء الأخير في السلسلة.

• كم نسبة الواقع والفانتازيا في أعمالك؟

•• أؤمن بوجود عوالم متعددة في كوننا، وأؤمن أن كُل حرف أكتبه في أعمالي الأدبية لا أكتبه إلا عن طريق التلقي.. أي أنه حدث في أحد العوالم الأخرى، وهناك من يُخبرني عما جرى وأنا لست إلا ناقلاً لما أتلقاه.