-A +A
عبدالمعين عيد الأغا *
رصد قسم الأطفال في جامعة الملك عبدالعزيز من خلال حملاته المتعددة، تزايد إصابة الصغار بهشاشة العظام، ما أثار كثيراً من التساؤلات حول مكامن الخلل، وللوقاية من المرض يجب الاهتمام بالغذاء الجيد المتوازن منذ الطفولة وحتى سن الثلاثين تقريباً من حيث تناول المواد البروتينية، وشرب الحليب الغني بمادة الكالسيوم والتعرض للشمس، وهي من أهم العوامل الأساسية لبناء وتقوية العظام. وثبت علمياً أن النسيج العظمي يكون في أقصى حالات البناء منذ الطفولة وحتى سن الثلاثين، وعندها يصل العظم لأعلى مراحل قوته وصلابته، وبعد سن الأربعين تبدأ صلابة العظم في الانخفاض تدريجياً بمرور الأعوام، حتى تصبح العظام أكثر رقة وهشاشة مع زيادة عمر الإنسان.

وهناك أسباب لهشاشة العظام لدى الأطفال، أولاها العوامل الوراثية، إذ ثبت أن بعض الأمراض الوراثية مثل مرض استيوجنسيس امبيرفكتا يصيب العظام بالوهن منذ تكوينها داخل الرحم ويستمر هذا المرض بعد الولادة، ثانياً عدم تناول الحليب بالكميات المطلوبة خلال فترة بناء العظم، فالحليب غني بالمواد البروتينية وكذلك بعناصر الكالسيوم والفوسفات، ثالثاً، قلة التعرض لأشعة الشمس الضرورية لتكوين فيتامين (د) داخل جسم الإنسان، رابعا قلة الحركة وممارسة الرياضة، خامساً نقص الوزن الحاد أو ضعف البنية، فكلما كان الشخص نحيفاً إلى حد غير عادي يكون العظم أكثر عرضة للإصابة بوهن العظام، سادساً العلاج الطويل بمركبات الكورتيزون وهي تؤدي إلى هشاشة العظام عند الأطفال والمراهقين، سابعاً أدوية الصرع بأنواعها المختلفة لفترات طويلة، ثامناً بعض أمراض الغدد الصماء مثل النشاط الزائد للغدة والكظرية ومتلازمة كوشنج، ومن أسباب هشاشة العظام الإصابة بأمراض الكبد وأمراض الدم الوراثية الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط.


وتتمثل أسس الوقاية من مرض هشاشة العظم عند الأطفال في طرق بناء عظام قوية وسليمة وحمايتها من التلف وفقدان صلابتها من خلال التغذية الصحية المتوازنة والتركيز على المواد البروتينية وشرب الحليب بمقدار كوبين يومياً (500 ملل من الحليب)، تجنب شرب المشروبات الغازية، إذ ثبت علمياً أن مادة الكافيين الموجودة في المشروبات الغازية تعيق امتصاص الفوسفات الضروري لبناء العظم، والتعرض لأشعة الشمس غير الحارقة يومياً لمدة 15 - 20 دقيقة، ويجب التنبيه على عدم التعرض لأشعة الشمس في فترات الظهيرة وعندما تكون الشمس عمودية وذلك تلافياً لحدوث ضربات الشمس، وممارسة الرياضة اليومية سواءً كانت مشياً أو جرياً أو سباحة، وتناول الكالسيوم وكذلك جرعة وقائية من فيتامين (د) بمعدل 400 وحدة دولية يومياً وذلك إذا تعذر شرب الحليب أو التعرض للشمس، ويجب التنبيه على أن الأغذية التالية تعتبر مصدراً جيداً لفيتامين (د) مثل الكبد، زيت السمك، الحليب ومشتقاته المعززة بفيتامين (د).

*استشاري الغدد الصماء والسكري