-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• حين أفقد شخصاً عزيزاً بوفاته؛ يحل بداخلي وَجَل يخالطه قشعريرة، ليس رهبة من الموت إنما تعمُّقاً أمام الأسئلة التالية: كيف أستعد لملاقاة خالقي؟ وكيف ستكون حياتي في «البرزخ» عندما أتعرض للقبر وضمته وفتنته؟ وهل سأثبُت أمام الملَكَين عندما يسألانني: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ عقبها أردد قوله تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة).

•• ومع كل حالة فقدان تدهمني بموت أحدهم؛ أقف طويلاً أمام مقولة ابن القيم: «في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفي القلب خوف وقلق لا يذهبان إلا بالفرار إلى الله، وفي القلب حسرة لا يطفئها إلا الرضا بالله».. هذا الكلام «القيِّم» يشعرني بشيء من راحة البال والرضا والهدوء والسكينة والأمان.


•• ندرك جميعاً أن الموت هو حقيقة يقينية مطلقة في الحياة الدنيا، وأن من فقدناهم إنما «هم السابقون ونحن اللاحقون».. ولذلك؛ من لامس وهج الإيمان ونوره شغاف قلبه؛ فسوف تسكنه الطمأنينة والارتياح والسلام.. ومن عرف الله حقاً فإن صدره يبقى منشرحاً وتنجلي أحزانه وتغيب همومه وغمومه.. أما من ابتعد عن إضاءة روحه بنور خالقه؛ سيبقى تائهاً في دياجر الظلام فيخاف الموت.

•• أعود إلى ما بدأته وأقول: ألم موت شخص مقرَّب ربما يستمر لسنوات من الشعور بالفقد والخسارة، إذ تبدأ مراحل الحزن بدموع منهمرة، وأخرى متبقية داخل الأجفان تخرج كلما جلبنا ذكرى ذلك المفقود، وتنتهي بالقبول والرضا والانقياد لأمر الله تعالى، ومن ثَمَّ معالجة آلام الحُزن.. والأهم من ذلك كله؛ كيفية التعامل مع حالات الفقدان بألا يدخل الفاقد في مرحلة المشاعر السلبية.