-A +A
سعد عبدالله الحامد SaadAlH59134802@
يعتقد البعض أن تمسكه بمبادئ وقيم وأفكار مغلفة بالنزاهة والرغبة في الإبداع والتطوير ـ وهي مقومات تلازم الإنسان وفق تربيته وأخلاقه ومهنيته والتزامه بتعاليم دينه وموروثه العلمي والثقافي والاجتماعي ـ يستوجب جلد ذاته حال التقصير والتهاون، فينتقد استراتيجية عمل بهدف التقويم والتصحيح، وينتقد ممارسه إدارية قد تكون خاطئة وتؤدي إلى هدر مالي، وينتقد إخفاق في إنجاز عمل معين، وينتقد فشل في تحقيق أهداف المنظمة.

لذلك لا يستحق هذا الموظف أن يعاقب وينقل إلى جهة أخرى، أو أن يمارس ضده ضغوطات (لتطفيشه)، لأن هذا الموظف يبحث عن بيئة عمل إبداعيه مستقرة دون مصالح شخصية أو صدامات لا أهداف نفعيه لا تفيد مصلحة العمل.


تلك إحدى صور إساءة استغلال السلطة، وهي قصة واقعية لزميل قديم قوبل تميزه وإبداعه ونجاحاته العملية من مديره المستبد بتشويهه ونسج القصص غير الواقعية عنه، لغرض إبعاده عن ممارسة عمله الذي يبدع فيه، فاختلق له المشاكل وحاربه وسلب حقه في الترقي ومنحها لغيره أقل منه كفاءة وخبرة، والمثير للسخرية أن هذا المدير منح ذلك المكان لأنه لا يجد آخر يستوعبه، وقد أقنع مسؤوله الأول بأنه الشخص المناسب، برغم طريقته التي لا تتناسب وكينونة المكان وخصوصيته، ليمارس نمطاً استبدادياً تعسفياً ضد العاملين؛ تسلط ونقل وسلب حقوق، خصوصاً ممن يمتلكون المهارة والخبرة.

يوجد الكثير من هذه النماذج المحبطة التي تتعمد تهجير العقول المنتجة، بل حجب آرائهم في ظل وجود من يساعدونهم على تلك الممارسات، لغرض بقائهم وحصولهم علي كرسي يحفظ لهم تقربهم من المسؤول الأعلى منهم، والتزلف لهم دون نظر للمصلحة العامة.

فكيف يتم اجتثاث مثل هؤلاء المديرين وتغيير طريقة تفكيرهم، وكيف نستطيع تقويم سلوكهم الوظيفي ومن يدعمونهم من الذين لا يبحثون عن إيجاد بيئات عمل ناجحة وجذابه تستطيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتحول من أنماط عمل تقليدية إلى بيئات عمل ديناميكية.

أخيراً..

ليس ذنب أي مبدع أنه يفكر بصوت عالٍ، ولكن المشكلة تكمن في أعداء التغيير والتفكير، فهم مديرون خارقون للعادة، كما يصورهم المنتفعون لمصالحهم الشخصية.