-A +A
حمود أبو طالب
يختلف الحوار المباشر الصريح الشفاف بين المواطن والمسؤول عن تلك الحوارات الباردة المحنطة عبر ردود إدارات العلاقات العامة الفضفاضة عادةً والتي تحوم حول الحمى ولا تدخل في صلب القضايا المثارة التي تهم المجتمع، وهنا نحن أمام نوعين من المسؤولين، أحدهما لديه القدرة على تحمل مسؤولية المواجهة والشجاعة على فتح الملفات والإجابة على جميع التساؤلات بلا تحفظ أو مواربة، ونوع يخشى ذلك ويحرص على التواري عن الجمهور والاكتفاء بالتصريحات الورقية لا أكثر.

«حوار المسؤولية» فكرة عكاظية قديمة ورائدة، هدفها الحوار بين المسؤول والمواطن ممثلاً في كتابها الذين يتبنون قضاياه، وأيضا من خلال فتح قناة خلال الحوار لاستقبال كل الأسئلة والاستفسارات التي يطرحها الجمهور، ومن خلال تجربتي الطويلة مع هذه الحوارات العكاظية أؤكد أنها ليست تربيتاً على كتف المسؤول أو مجاملة أو تلميعاً له، بل حوار مسؤولية بكل ما تعنيه الكلمة، شارك فيه أمراء ووزراء ورؤساء أجهزة مهمة في الدولة في مجالات عديدة، ونتج عن تلك الحوارات تبني كثير من القضايا والأفكار ووضع تصورات لحلول كثير من المشاكل.


ومع كل المشاكل التي تمر بها الصحافة ما زالت «عكاظ» حريصة على استمرار الاضطلاع بمسؤوليتها المهنية تجاه الوطن والمواطن باستمرار حوار المسؤولية، حيث استضافت خلال الفترة القصيرة الماضية فقط عدداً من كبار المسؤولين ليستمر زخم الحوار الشفاف من أجل الوطن. هذه هي الصحافة المسؤولة التي تعرف واجبها المهني ومسؤوليتها الأخلاقية.