-A +A
خالد السليمان
بحثت عن منتج معين لشرائه عبر الإنترنت فوجدته معروضا بسعر أفضل في موقع تسوق أمازون، ورغم أن سعر أمازون بدا لي أكثر إغراء للشراء من مواقع أخرى، إلا أن صورة مالك الموقع جيف بيزوس قفزت أمامي، ورأيت شخصا سخر نفسه وصحيفته «واشنطن بوست» مؤخرا للعمل ضد بلادي والإساءة لها وتشويه صورتها فـ«عافته» النفس، وتملكني شعور بالنفور من الشراء عبر متجره الإلكتروني !

وأظن أن جميع السعوديين اليوم يتملكهم نفس الشعور، فلا معنى للتسوق من متجر شخص يكن العداء لبلادهم ويؤلب عليها !


ولو كان ما يعبر عنه بيزوس من قبيل التعبير عن الرأي، أو ما تنشره صحيفته وفق قواعد الممارسة الإعلامية المهنية في تغطية الأحداث والتعليق عليها كما جرى في حادثة مقتل الزميل جمال خاشقجي، رحمه الله، لكان ذلك مقبولا ولا يمكن رفضه، لكن ما جرى لم يكن تعبيرا عن رأي أو ممارسة صحفية مهنية، بل إصدار أحكام مسبقة واستباق نتائج تحقيقات جادة، وهو أمر لا يتفق حتى مع معايير حرية الرأي ومهنية العمل الصحفي في الغرب !

وفي فضيحة علاقاته الغرامية التي أحاطت بقضية طلاقه، والتي كشفتها مؤخرا صحيفة «ناشيونال انكوايرر»، أقحم الرجل اسم السعودية ولعب دور الضحية الذي يتعرض للتشويه والابتزاز، دون أن يبرز أي أدلة تربط السعودية باتهاماته، تماما كما فشل وفشلت صحيفته سابقا في إبراز أي أدلة تربط القيادة السعودية بمقتل خاشقجي، وهذا يؤكد أن السعودية أصبحت هاجسا بالنسبة إليه، مما يفقده موضوعيته وعقلانيته بكل ما يتعلق بها !