-A +A
ريهام زامكه
بدون مقدمات، ولا تحيات، ولا سلامات، ولا أمنيات بصباحٍ جميل، ويومٍ سعيد، وحياةٍ رائعة، وبالٍ مرتاح،

فليس من الضروري أن ينمق الكاتب مقالاته دائماً وينشر بها الطاقات الإيجابية، حاله كحال المنجمين الكذابين، الذين (يطقطقون) على رأسك ويتنبؤون لك بيومٍ رائع مع الحبيب، ينسيك همومك ومشاكلك، ويؤكدون لك أن هذا اليوم يحمل لك الكثير من المفاجآت السارة التي لم تكن تتوقعها وهي في طريقها إليك، ثم تبدأ يومك متفائلاً (كالأبله) وتجد المفاجآت قد أضاعت الطريق وانقلبت تكهناتهم وتكذيباتهم إلى يوم (مهبب) على دماغك ودماغ اللي يحبوك.


وهذا ليس محصوراً فقط على المنجمين، فحتى العصافير وهي العصافير لم نعد نسمع (زقزقتها)، بل تغيرت وصرنا نشاهدها (تزقزق) في كل مكان فقط.

ما دعاني لهذه البداية التعيسة التي ترفع الضغط أكثر ما هو (مرفوع)، ما أصبحنا نراه في وسائل التواصل الاجتماعي من (سخافات) وانحطاطات أخلاقية غير مبررة!

فقد انسلخت القيم والمبادئ والرجولة كما تنسلخ الحية من جلدها، فترى (خروفاً) يصور مع الفنانة الحليمة (فطيمة خولند) ويقول لها: «منذ سنوات ونحن نصلي الاستسقاء ولم يأتنا المطر وحينما زرتينا غرقت الدنيا»... يا مُسلم اذكر الله!

وخروفاً آخر يقتحم المسرح وينقض على المطربة البسكوتة (تاتسي جعرم) ليقبل يديها ويحتضنها أمام الناس، وبالطبع لا أنسى النسخة النسائية منه والتي أنقضت (كسبايدر مان) على الفنان الخلوق (فاهد المُندس).

والخروف الذي غافل (السيكيورتي) على المسرح وقفز (كطرزان) على الفنانة الهابطة (هيجاء مرعي) وأهان نفسه أمام الناس ولا احترم حتى (شواربه)، والآخر الكريم الذي أهدى فاشينيستا (ما تعرف وجهها من قفاها) هاتف جوال آخر موديل وقال لها بكل فخرٍ أمام الكاميرا لنا الشرف أن نُهديكِ.

طبعاً النماذج أكثر من الهم على القلب، والتفاوت ما شاء الله في مستوى الانحطاط بينهم في ازدياد، آخرها مشهد تمثيلي فاشل شاهدته لطفلة ربما ما زالت تعاني من التبول اللا إرادي حين سألها شخصٌ تافه عن مواصفات فارس أحلامها؟ فأجابت أن في هذا الجيل لا يوجد إلا (الخواريف) على حد تعبيرها!

طفلة في هذا العمر وتجيب بهكذا جواب ماذا نرتجي من بعده؟! ومن المسؤول عنها وعن تربيتها والذي سمح لها وعلمها معنى هذا المصطلح الدارج الذي يستخدم لوصف أشباه الذكور غير المحترمين ولا أقول الرجال لأنهم يكرمون عنهم.

يكفينا إلى هنا استرسال في سرد الانحطاطات الأخلاقية، فقد (انحطت) معنوياتي ولست على بعضي.

وللتنويه هذا المقال جاد، ساخر، واقعي، حقيقي، والنماذج الواردة فيه ليست خيالية وتمت للواقع بصلة، وأي تشابه بينها وبين الواقع فهي ليست من نسج الخيال.

كما أعرب من منبري هذا عن قلقي كما يعرب الأمين العام دائماً، على الحبيب الطفران الذي لا يمتلك سيارة وأشغل راعي التاكسي قائلاً: (يالتاكسي خذني لها يالتاكسي، وبسكتك خلنا نمر ناخذ عطر رومانسي)، ولا أدري هل وصل أخونا في الله وحاسب الرجّال، أم ما زال تائهاً يبحث لحبيبته عن العطر الرومانسي؟

* كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

Rehamzamkah@yahoo.com