أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/944.jpg&w=220&q=100&f=webp

ريهام زامكه

ما عندي وقت!

هناك مثل غربي يقول: «الوقت من ذهب».

ومثل عربي يقول: «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك».

واختصاراً لوقتي ووقتكم؛ أيهما أصح في اعتقادكم؟

عن نفسي وقتي عيار 24 خالص، أو هكذا أتمنى.

فإذا أخذت بالنهج الغربي سأستمتع بوقتي قدر ما أشاء، وأستقبل «غثاثة» بعض الناس وثقل دمهم كالنسيم، أما إذا قررت أن آخذ بالنهج العربي فسأصبح مُنضبطة كالعساكر مع الوقت وهذا ليس من عاداتي.

وإذا تركت «النهجين على جانبين» وعُدت إلى أرض الواقع، فالوقت أصبح مشغولاً مثلنا تماماً، وقد يسرقنا قبل أن نلاحظه، ويأخذ ساعاتنا وأيامنا وسنين عمرنا في لحظة كأنها كانت بالنسبة لنا «غفوة عصرية»!

فالكثير من الناس يظنون أنهم يستثمرون وقتهم، بينما الحقيقة أنهم يستثمرون في الجوال، والتلفزيون، و«القيل والقال».

والأدهى من ذلك، حين يخطط البعض لليوم بأكمله، وبعد ساعة واحدة على «السوشيال ميديا» ينقلب جدوله رأساً على عقب، لذا الوقت لا يُقاس أبداً بالنية، بل بالقدرة على التعامل مع الفوضى من حولنا.

ومن يدّعي أنه «منظّم» دائماً فهو كاذب، لأنه ببساطة لا يملك الوقت كله في زمن تعج فيه الفوضى من كل الاتجاهات.

لذلك من الأفضل أن نعيش مع الوقت بحذر، نحترم وجوده، ولكن لا نرهق أنفسنا أيضاً بالركض وراءه ومحاولة الإمساك بكل ثانية، لأن الثواني، والدقائق، والساعات، والأيام، والسنين، تضيع مهما حاولت.

لذا عزيزي القارئ؛ إذا شعرت أن حياتك ضاعت منك بالفعل في لحظة فلا تحزن وعش يومك، ربما كان الفراغ هذا هو كل ما يحتاجه قلبك.

وإذا كنت من النوع الذي يحسب كل لحظة، فاعلم يقيناً أن الوقت أذكى منك، لأنه سيجد طريقة ليذكرك أن لا أحد يستطيع أن يُحكم قبضته عليه، وإلا لكنت أول الفاعلين وأنا أغني: «يا ريتني أملك الأفراح وأتصرف بها وحدي».

ثم وزعتها عليكم فرحة، فرحة.

على كل حال؛ لا وقتي من ذهب، ولا كالسيف كذلك.

لكن سأقول لكم اتركوا الالتزامات جانباً في بعض الأحيان وواعدوا أنفسكم، واضحكوا على المواعيد الضائعة، واحتفلوا بالتأجيل المبرر، وعيشوا اللحظة كما هي بلا تنظيم مبالغ فيه، وخطط صارمة ومملة.

وعموماً؛ ما زالت لدّي نصائح ثمينة لأقدمها لكم، ولكن مع الأسف «ما عندي وقت» أطول معاكم أكثر من اللازم.

منذ 7 ساعات

أثبتت الدراسات..!

في هذا الزمن أصبح الكذب سهلاً (كشرب الماء)، وأصبحنا نعيش في عصر تنتشر فيه (الكذبات) أسرع مني إذا (حطيت رجلي) هرباً من أحد يطلبني سلف.

لا أحد قد يبحث عن الحقيقة، أو يهتم بها، يكفي أن يُرفق مع الخبر صورة مزيّفة أو عبارة منمّقة قليلاً لتتحوّل الكذبة «بقدرة قادر» إلى حقيقة مطلقة يناقشها الناس.

على سبيل المثال؛ هناك من يقرأ خبراً علمياً يؤكد أن شربك للماء وأنت مقلوباً أي (رأسك للأسفل وكراعينك للأعلى) أكثر فائدة من شربك له وأنت جالس، ثم يطبّقها فوراً حتى قبل ما يكمل قراءة الخبر (فيبتلش) فيه أهل بيته إما مخنوقاً أو (مهبولاً)؛ لأنه من فئة الناس الذين يصدقون أي خبر يبدأ بصيغة: «أثبتت الدراسات»..!

لذا يا أحبتي أثبتت الدراسات أن من يستفتح يومه بقراءة مقالاتي ترتفع لديه نسبة الذكاء 3% ويتحسّن مزاجه وتختفي عنه أعراض الكآبة والملل اليومي المحتوم، ولكن بشرط أن يلتزم بهذه الجرعة الأسبوعية، وإلا ستكون النتائج غير مضمونة.

وبينما البعض يحاول تحسين حياته بطريقة أو بأخرى، هناك فئة لا تتردد في تصديق أي هراء، مثلاً تطبيق جديد يستطيع أن يكشف «من يفكر بك الآن؟»، أو دجّال يبيع «تعويذة محبة» تجلب لك الحبيب في 3 دقائق !

«ما شاء الله أسرع من توصيل الطلبات».

وهناك نوع مقتنع تماماً بأن احتفاظه بصورة مرسومة عليها دائرة وأسهم وبداخلها مجرد عبارات تحفيزية أنها ستغيّر حياته، وتنقله من «عاطل إلى رجل أعمال»!

أما النوع الفاخر «مع الخيل يا شقرا»، الذي لا يعرف السالفة ولا يفهمها، ولا يعرف مصدر المعلومة، ولا أي شيء ولكنه يندفع بحماسة ويقنع نفسه بتصديقها على مبدأ (معاهم معاهم).

في النهاية لا بد أن نعترف؛ أن المشكلة ليست في الكذبة نفسها، بل في الناس الذين يصدقون أي شيء، وكأن عقولهم ترفض أن تسأل نفسها: من قال هذا؟

وعلى كل حال؛ وقبل أن أختم وأودّعكم، أظهرت «إحصائية حديثة» أن الأشخاص الذين يضعون هواتفهم على الطاولة أثناء تناولهم للطعام يزداد وزنهم بنسبة 5% إذا كانوا يلتقطون صورة لكل (لقمة).

00:26 | 28-11-2025

ارفع راسك أنت سعودي

والله إني أكتب لكم هذا المقال وراسي مرفوعة حد عنان السماء، فخورة إني سعودية وأنتمي للسعودية، وفخورة بقيادة حكيمة جعلت منّا مثالاً للقوة والطموح، ورفعت وطننا إلى مراتب تليق بتاريخه ومكانته وعظمته.

فخري لا يُقاس، واعتزازي يزداد كلما رأيت ولي عهدنا الغالي الأمير محمد بن سلمان يسير بنا نحو مستقبل نصنعه بأيدينا، ونفاخر به وبأميرنا العالم بثبات وعز وقوة.

ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان الذي رفع اسم المملكة عالياً، ورفع رؤوسنا على كل الأمم، وصنع للتاريخ واقعاً يليق بنا كسعوديين ويليق بطموحنا وهويتنا.

وسعادتنا تزداد كلما رأينا وطننا يمضي بثبات نحو مستقبل لا يصنعه ويكتبه إلا القادة العظماء.

وقبل عدة أيام؛ ازداد الشعور بالفخر في قلوب كل السعوديين مع الزيارة المُشرّفة التي قام بها ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولفتت أنظار العالم كله وأصبحت حديث الساعة.

فتلك الزيارة لم تكن مجرد حدث سياسي عابر، بل كانت رسالة قوة ووضوح ورؤية مباركة تجسّد مكانة المملكة العربية السعودية العظيمة وثقلها الدولي.

ولقد أثبت سمو سيدي ولي العهد كما عهدناه دائماً أن السعودية ليست مجرد دولة في الخارطة تبحث عن موقع، بل هي دولة تصنع موقعها، وتشكّل مستقبلها، وتفرض احترامها وهيبتها ومكانها بحضور قوي واستثنائي.

وظهور سموه كان امتداداً وترسيخاً لرؤية ثاقبة طموحة تعيد رسم اقتصاد الوطن وتدعم أمنه وأمانه.

كانت تلك الزيارة محمّلة برسائل سياسية واقتصادية عميقة بين الدولتين، تُظهر قوة شراكات المملكة الدولية، وتعكس ثقة العالم في استقرارها وريادتها وحضورها المؤثّر.

ولقد جاءت الزيارة كجزء رئيسي في صياغة ورسم المستقبل، وامتدت لتشمل ملفات الطاقة والاستثمار، إلى جانب التعاون العسكري والأمني المتقدم بين البلدين، بما في ذلك مناقشة الوصول إلى تقنيات ومنظومات دفاعية متطورة مثل الـ F-35. وهو ما يعكس مكانة المملكة وشراكاتها الإستراتيجية، ويؤكد دورها المحوري في أمن المنطقة واستقرارها.

ومع كل خطوة يخطوها أميرنا وولي عهدنا محمد بن سلمان خارج حدود الوطن، تحفه دعواتنا وآمالنا وطموحاتنا ونشعر نحن أبناء هذا الوطن العظيم بحجم التغيير الإيجابي الذي نعيشه، وبقيمة هذا القائد الذي يعمل ليلاً ونهاراً من أجل أن يصنع لنا وطناً يليق بنا، ويليق بتاريخنا، ويحملنا نحو مستقبل نفتخر به أمام كل العالم.

زيارة الأمير محمد بن سلمان كانت درساً في الدبلوماسية السعودية، حضور قوي، لغة واضحة، ثقة بالنفس، وطموح لا يعرف حدوداً يجعلنا نزداد يقيناً أن بلادنا تسير بثبات نحو مرحلة اكثر ازدهاراً وأعظم تأثيراً.

ووالله إنه لفخر عظيم أن نعيش هذا العصر، عصر القوة والريادة والرؤية والإنجاز، عصر محمد بن سلمان وولاية عهده، تحت ظل ملكنا ووالدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله.

قال الأمير خالد الفيصل ذات لحظة فخر:

(ارفع راسك انت سعودي) واليوم كل السعوديين رؤوسهم مرفوعة، فهذه ليست مجرد كلمة أو شعر، هذه شهادة انتماء ونبرة عِز تسكن قلب كل سعودي.

رؤوسنا مرفوعة لأن ولاة أمرنا وقادتنا ورجالنا يرسمون المستقبل، ويفتحون للتاريخ أبواباً من القوة والطموح لا حدود لها.

بإختصار؛ نحن جزء من قصة وطن لم يتوقف يوماً عن الصعود، دامت رايتنا خفّاقة بالعز والمجد.

وارفعوا رؤوسكم لأنكم سعوديون.

00:04 | 21-11-2025

جُزء لم يكتب بعد.. !

* (ورقة بيضاء):

أحياناً أفتح صفحة جديدة لأكتب شيئاً عظيماً يُدهشني قبل أن يُدهش غيري، ثم أكتشف أن أعظم ما في الصفحة هو بياضها، صمتها، ورفضها أن تتحمل هُرائي اليومي.

فأوراقي تُشبهني، لا تحتمل الضجيج أو الفوضى، وتفضل الصمت على مجاملة بعض السخافات.

* (فكرة في الانتظار):

جلست تنتظرني عند طرف المخدة، ثم قالت لي:

«اليوم لازم تكتبيني، أنا فكرة مهمة».

فقلت لها: خذي رقم للانتظار، فيه خمسة أفكار قبلك نايمات في (دماغي) من السنة الماضية.

ثم تنام هي، وأنام أنا، ونستيقظ صباحاً بلا ذاكرة !

* (حديث داخلي):

أحياناً أتحدث مع نفسي كثيراً، وأحياناً نختلف أنا وهي، ثم نتصالح بلا اعتذار، لكن في النهاية نخرج معاً للعالم وكأننا شخص واحد متزن، والحقيقة كذلك !

* (صديقة قديمة):

تذكرت صديقة كانت دائماً تقول: (ما أحب الدراما).

والآن عندها ثلاثة مواسم من الدموع، وعشر حلقات من النكد، ونهاية مفتوحة بانتظار جزء رابع !

* (جاري الحذف):

أكتب كثيراً ثم أحذف أكثر؛ ليس لأن ما أكتبه سيئاً، بل لأن بعض الكلام لا يُقال، وبعض المشاعر لا تُكتب وتفضل أن تبقى في الظل حتى لا يفسدها الضوء.

أتعلمون؟ أجمل النصوص ليست التي نقرأها، بل التي بقينا نخاف أن نكتبها وننشرها.

* (موقف للنشر):

قال لي الطبيب: عليكِ بالراحة التامة.

فقلت: يعني أبتعد عن الناس؟

قال مبتسماً: بالضبط.

* (اقتباسات):

ليس كل من كتب اقتبس فكراً، أحياناً يكون اقتبس وجعاً أو فرحاً، أو اقتبس موقفاً، أو اقتبس فصلاً من حياته.

أحياناً نكتب لا لأننا نريد أن نقول شيئاً مهماً، بل لأننا لا نجد من يقول لنا شيئاً.

* (من يكتبنا ؟):

جميعنا في النهاية «كالنصوص»، البعض يُقرأ، والبعض يُطوى، والبعض ما زال يبحث عن كاتب يُنصفه.

00:12 | 14-11-2025

متنازلة عن هذا المقال !

لا أحتاج إلى مُقدّمات، ولا سلامات، ولا تحيات لأحدثكم، فأنا أعرفكم جيداً وأنتم تعرفوني، لذا (تنازلوا) اليوم عن الترحيب بكم وسوف (أتنازل) أنا أيضاً عن مديحكم، فلسنا في صالون اجتماعي لنُجامل بعضنا البعض، وبناءً عليه دعونا ندخل (دايركت) في الموضوع!

تُرى كم مرة قدّمتم تنازلات في حياتكم؟ وهل كانت لمن يستحق؟ أم لمن ابتسم لكم في اللحظة الخطأ؟

كم مرة قلتم بسعة صدر: لا مشكلة، من أجل المحبة؟ وكم مرة بعدها قلتم في أنفسكم: «المحبة شيء، والغباء شيء آخر»؟

التنازل يا أصدقائي ليس دائماً عيباً، لكنه أحياناً علامة ضعف.

ففي بعض الأحيان نضطر للتنازل عن فكرة، أو حق، أو كلمات، أو مبدأ، فقط حتى لا نخسر الشخص الذي أمامنا، لكن ماذا لو كان هذا الشخص هو الخسارة الحقيقية، ماذا لو كان يبتسم لأنك تنحني، ويكسب لأنك تتراجع؟!

هل فكرت يوماً يا عزيزي أن أقوى تنازل قد تقدّمه لنفسك يكون حين تقرر التوقف عن التنازل أساساً؟ حين تقرر أن تضع حداً لا من أجل العناد، بل من أجل نفسك.

لأنك ببساطة تستحق أن تُعامل كما تمنح، لا كما تستغل.

ورغم كل شيء تظل هناك تنازلات مُحببة كتنازلك عن غضبك لتحفظ أعصابك، وتنازلك عن حقك في الرد لأن بعض الجدل لا يليق بمستواك، وتنازلك عن مكان لتمنح أحدهم مساحة يستحقها.

لكن إياك أن تتنازل يوماً ما عن كرامتك، أو احترامك لذاتك فقط حتى لا يغضب منك أحدهم، أو تتنازل عن قيمك لترضي نزوة عابرة أو شخصاً لم يقدّرك كما ينبغي.

إياك أن تتنازل عن مبادئك ومشاعرك من أجل علاقة (منتهية الصلاحية)، أو تسامح على حساب كرامتك لأنك تخشى الوحدة، أو تقبل بنصف حب، ونصف شخص، ونصف اهتمام، ثم تقول هذا قدري.

لا تتنازل عن مكانك ومكانتك، ولا تتنازل أيضاً عن وقتك وتعطيه من يسرقه بلا امتنان، باختصار إياك أن تتنازل عن نفسك من أجل أحد لا يعرف قيمتك.

تفاوض مع قلبك، وساوم عقلك، ولا تفرّط فيك، فكل شيء يمكن أن يعوض إلا أنت.

واجعلها قاعدة في حياتك؛ لا تتنازل إلا عن ما لا يليق بك، ولا تتشبث إلا بما يليق بكرامتك، فالتنازل من أجل الحُب كرم، ولكن التنازل من أجل الخوف استعباد.

وإذا سألتوني؛ هل في التمسك حكمة؟ سأقول: الحكمة ليست في أن نفلت كل شيء، ولا أن نتمسك أيضاً بكل شيء، الحكمة في أن نعرف قيمة أنفسنا ونعرف متى نتنازل ومتى نترفّع.

أما عني؛ فأنا مُتنازلة لكم عن هذا المقال بكل رحابة صدر وسعة خاطر.

خذوه، انشروه، اشطبوه، اسرقوه وضعوا عليه أسماءكم، صدقوني ما عندي أي مانع، لكن بيني وبينكم القضاء.

00:16 | 7-11-2025

كبّري عقلك يا عمري!

حكمة اليوم: «إذا حاولت أن تفهم المرأة، ستكتشف أنك دخلت في متاهة بلا خرائط، كلما ظننت أنك وجدت المخرج، عُدت وغيّرت الاتجاه».

عزيزي الرجل؛ لا تصدق من يقول لك إن فهم النساء مستحيل، لأن المسألة أبسط مما تتصور!

أنت فقط تحتاج إلى ذاكرة فيل، وتركيز دولفين، وصبر نبي، وتحليل بروفيسور لكل كلمة تقولها لك، المسألة بسيطة.

فإذا قالت لك: «ما في شيء» هي في الحقيقة تقصد «فيّ ألف شيء» لكن ضروري تفهمها بنفسك.

وإذا سألتك السؤال الأنثوي المعهود: «تحبني؟»، وأجبت: طبعاً أحبك، هُنا سوف تصبح «موضع اتهام» حتى تثبت لها ذلك.

وإذا قالت لك: «براحتك» في لحظة نقاش وابتسمت، لا تأخذ راحتك، ففي قاموس النساء هذا يعني: «جرب وتشوف إيش يصير لك؟».

وإذا قالت لك: «لا تزعل» بس عندي شيء حابه أقوله لك، فاستعد يا «الحبيب» لقائمة ملاحظات أطول من فاتورة مقاضي بيتكم.

ولكن ومع كل هذا؛ النساء لا يردن الكثير يا سادة، فقط لزام عليك أن تتذكر أدق التفاصيل، من لون فستانها في أول لقاء، إلى آخر مرة قالت لك فيها: «انسى الموضوع» وإياك أن تكون «أهبل» وتنساه.

لأنك في الوقت الذي تشرح لها فيه وجهة نظرك بالعقل والمنطق، سوف تشرح لك هي وجهة نظرها بالشعور والموقف والحدث واليوم والمكان والتاريخ والساعة بالثواني.

فالتعامل مع المرأة أشبه بمحاولة تثبيت «شبكة واي فاي» في قلب الصحراء، تعتقد أن الاتصال قوي، بينما الإشارة قد تكون مفقودة.

ولكن وبالرغم من فوضانا الجميلة، النساء هنّ وقود الحياة، وضحكات الأيام، وصانعات الدهشة، فهن من يحوّلن «اليوم العادي» ليوم غير عادي وجميل، وبصراحة مطلقة لولانا لكانت الدنيا هادئة ومُرتبة ورتيبة، ومملة جداً كذلك.

تخيل «تصطبح» بوجه صديقك «الخنشور» وتمسي عليه.

صدقوني حتى في المشاكل والنكد للنساء بصمة جميلة تُعطي العلاقة حياة و«أكشن»، ولكن نصيحة إياك يا عزيزي الرجل أن تحاول أن تستخدم المنطق مع امرأة غاضبة، لأنك ببساطة سوف تصبح مثل من يحاول إطفاء النار بالبنزين ويستغرب لماذا لم تنطفئ!

وعلى كل حال وبما أن الشيء بالشيء يُذكر؛ وصلتني للتّو رسالة من قيصر الغناء العربي كاظم الساهر يقول لي فيها:

«كبري عقلك يا عُمري»، اعتذر منك يا كاظم والله حاولت.

00:12 | 31-10-2025

مُتسع للحكاية.. !

(جلسة سرية):

غالباً ما تدفعني الأيام للخلوة بذاتي بين الحين والآخر، أونسها وتُونسني، أحكي لها وتحكي لي، احتضنها وتضمني، وأراقب تفاصيل صغيرة لا ينتبه لها أحد، طير يحلّق بعيداً، ظل شجرة يتمايل، غروب الشمس أو غيمة تُسابق الريح.

هذه اللحظات البسيطة تُسعدني وتمنحني سلاماً داخلياً لا يشبه أي سلام أو هدوء، بالفعل وكأنها جلسة علاجية سرّية بيني وبين الكون.

(بيني وبيني):

لا أحتاج أن أُخبر أحداً بما في قلبي، فبعض الأشياء أحتفظ بها كأسرار صغيرة بيني وبين نفسي.

أحب أن أكون مستمعة أكثر من كوني متحدثة، وأجد في الإصغاء جمالاً يغيب عن كثيرين. ليس لأنني عاجزة عن التعبير، بل لأنني مؤمنة أن بعض ما نشعر به يفقد قيمته بمجرد خروجه من أفواهنا.

(على الهامش):

أحياناً أجد نفسي أكتب على الهامش أكثر مما أكتب في صلب الموضوع، كأني أرتب حياتي بخطوط جانبية مبعثرة، فالورق لا يُعاتبني، ولا يطلب مني تفسيراً لدوائري الكثيرة التي لا تنتهي.

أكتب عليه وأنا أعرف أنه سيحتضن سطوري كما هي؛ فوضوية، غامضة، وربما ناقصة. ولكن ومع هذا، يظل الورق صديقي الوفي الذي يمنحني دائماً الشعور بالأمان.

(مرآة الكاتب):

قد يظن البعض أن الكاتب يتخفّى وراء نصوصه، لكن الحقيقة أنه لا يختبئ بقدر ما يختار ما يُظهره منها.

فالكاتب الذي يُتقن اللعب بالكلمات، يستطيع أن يكتب بحرقة دون أن يحترق، وأن يُخفي حزنه بين سطور قد تبدو سعيدة.

الكاتب وحده من يملك مفاتيح الحبر، يستر حرفه أو يُعريّه (بجرة قلم)، وحين يريد، يجعل النص مرآة تكشف كل شيء.

(لا أرحل بصمت):

أحب أن أترك أثراً صغيراً حيث أمرّ، كلمة مكتوبة، أو فكرة عابرة، أو حتى صمتاً يشي بما لم أستطع قوله.

لا أحب أن يكون حضوري بارداً، أو متصنّعاً، بل دافئاً كنظرة حب تعرف طريقها إلى القلب وتُذكر دون ضجيج.

(في نهاية الأمر):

ما زال في الحياة مُتسع جميل للحكاية.

كل لحظة نعيشها، كل شعور، كل ابتسامة، كل لقاء، يضيف شيئاً من معناه الخاص لقلوبنا، وفي هذا الانتباه، يجد القلب فسحة للسعادة وللراحة.

وهكذا؛ سوف تظل الحكاية مستمرة، صغيرة وكبيرة، واضحة وهادئة، كما هي الحياة نفسها.

00:04 | 24-10-2025

كل العناوين (شَبه بعض) !

أيها القرّاء الأعزاء، هل تعلمون ما سأقول لكم اليوم؟
اللي قال لا (ريّحني)، واللي قال نعم (فالله يعينه)، واللي قال يمكن، شكله داخل المقال بالغلط و(لسّه ما يعرفني) !
صدقوني؛ «في ناس تشوف الدنيا سودا حتى لو ولعت لهم مليون شمعة»، ومقالي اليوم عن هذه الفئة الغريبة من الناس، فهم يعيشون حوالينا ويسمّون أنفسهم غالباً (الواقعيين) لكنهم في الحقيقة (النكدييّن) أنصار الحزن والهم والغم والكآبة.
مؤكد عرفتوهم؛ نعم، جماعة «مافي أمل»، و«الدنيا ما تستاهل»، وأكيد بيصير لنا شيء غلط !
هذه الفئة المُحبطة من الناس، مهما حاولت أن تَسعد وتُسعدهم معك، أو تنقل لهم خبراً جميلاً يجدون فيه ثقب أمل صغير يبعد عنهم تشاؤمهم، لابد أن يفسدوا عليك فرحتك.
إذا قلت لهم السماء اليوم صافية، سوف يقولون لكن الجوّ حار، والغيوم أيضاً لن تتأخر حتى تُلبّد الأفق.
وإذا حكيت لهم عن حلم، أو فكرة، أو مشروع، سيردون على الفور بعبارة: «صح، بس خلينا نكون واقعيين...»، ويصحونك من حلمك قبل أن يولد أساساً.
مثل هذه النماذج إن خالطتهم وعاشرتهم، يمتصون طاقتك تماماً، ويُدمرون أحلامك، ويُفسدون سعادتك وطموحاتك حتى يغدو قلبك مثقلاً ومشاعرك متأرجحة وأقرب للسلبية في أغلب الأوقات.
بالفعل؛ هُم كالغيمة السوداء في يومٍ مشمس، ترمي بظلها على كل لحظة فرح، حتى لو كانت صغيرة وبسيطة.
والألعن من ذلك؛ إذا أفسدوا عليك اللحظة قبل أن تبدأ، وظلوا يلوكون الواقع كما لو كان مُراً دائماً، ولاحقوك في كل خطوة للفرح، وبثوا في أذنك هموماً لم تطلب، وحزناً ليس في وقته.
إذا ابتلاك الله بمثل هؤلاء الناس في حياتك؛ فلا تحاول أن تغيرهم، لأنك لن تستطيع، ولا تُفتش أيضاً عن أسباب كآبتهم؛ لأن العدوى سوف تنتقل إليك؛ لأنها جزء أساسي من طبيعتهم.
اكتفي دائماً بأن تقول لهم:
(الدنيا حلوة، وسنعيشها مَرة، فلا تجعلوها مُرة).
وإن لزم الأمر ابتعد عنهم.
خُلاصة القول؛ الحياة قصيرة جداً على أن نضيعها في الهم، لذا اسعدوا مع من تحبون، وشاركوهم الضحكات واللحظات السعيدة، واحتضنوا كل لقاء، وكل موعد جميل، وكل لحظة فرح بقرب من يُسعد قلوبكم ويملأ لحظاتكم بالسرور، ببساطة وبكل تفاؤل وصدق لأنكم في كل الأحوال: (لاحقين على النكد).
على طاري النكد؛ حسبي الله على صديقتي التي تسلفت مني سيارتي ثم أرجعتها إليّ «غير مشكورة» ومعها «مخالفتين مرورية».
00:08 | 17-10-2025

هيئة الإعلام.. نظّفوا الشاشات والذبذبات !

يبدو أن هيئة تنظيم الإعلام قررت أخيراً أن تقول للمشهد الإعلامي: «كفى فوضى وتلوث بصري»!

ودأبت على أن تضع النقاط على الحروف، وعلى الإعلانات، والاستعراضات، والتجاوزات الأخلاقية، والمشاهدات.

وفي خطوة طال انتظارها؛ أعلنت هيئة تنظيم الإعلام عن قرارات جديدة تكبح جماح (المحتوى الهابط) الذي اجتاح المنصات، واضعة بكل صرامة ووضوح حداً للمحتوى الذي يكشف سِتر الأسر وينشر (غسيلهم الوسخ) أمام خلق الله.

ويكشف أيضاً العورات الجسدية التي تجعل (النفس تلعي) لبعض (فقاعات الصابون) اللواتي يمشين على مبدأ «إذا أردتِ أن تكوني بالمقدمة؛ قفي بالمؤخرة»!

مؤكدة على ضرورة احترام الذوق العام واللباس المحتشم.

والحد من استخدام اللغة المبتذلة التي تحمل تأويلات لا أخلاقية، أو التباهي بالأموال والأنساب ما من شأنه إثارة العنصرية بين أفراد المجتمع.

هذه القرارات تعيد التوازن للمشهد الإعلامي، وتُنظف الساحة من كل تلوث سمعي وبصري.

جميل جداً أن نرى هيئة تنظيم الإعلام تُنظمه وتفرض النظام، فالإعلام لا يمكن أن يتحول إلى (سوق حراج) يعرض فيه كل بائع بضاعته حتى لو كانت رخيصة!

ولأننا نعيش في زمن الترند، والحصول على أكبر قدر من المشاهدات مهما كلف الأمر، هذه الخطوة التنظيمية لا تحسب كإجراء رقابي فقط، بل كضوابط إعلامية لا يمكن تجاوزها لمن لا يحترم نفسه بالدرجة الأولى وينشر محتوى هابطاً يليق بأخلاقياته.

وبما أنكم الآن (عيني عليكم بارده) تعملون على قدمٍ وساق، هناك جانب آخر يستحق الالتفات منكم، أولئك (الخراطيّن) الذين يبيعون الوهم تحت لافتة (العلاج بالطاقة)، وتنظيف الهالة، وجذب الحظ والمال والحبيب والغريب.

صدقوني هؤلاء أخطر من الذين كانوا يعرضون أنفسهم كسلع رخيصة الثمن ليجنوا المشاهدات، فهم يعبثون بعقول الناس وجيوبهم ويخلطون الحابل بالنابل بخرافاتهم واعتقاداتهم وما هم إلا (تجار أوهام) يتلاعبون بمشاعر السُذج تحت غطاء التنمية الذاتية والاستشفاء بالجذب والكون!

ومن فضلكم أخبروني؛ كيف يُشفى الشخص بالجذب لأني (مزكمة) ولا أستطيع جذب حتى المناديل؟!

اقتراحي البسيط لهيئة تنظيم الإعلام؛ بعد أن ضبطتم فوضى الإعلانات، وخصوصية المشاهدات، التفتوا مشكورين إلى (فوضى الطاقة) ومن يروجون لها، ونظفوا الساحة والمواقع من (سوق الخرافة) والجذب والخرابيط الذي يتسع يوماً بعد يوم.

وأعانكم الله، فتنظيف العقول من المعتقدات غير السوية لا يقل أهميةً عن تنظيف الشاشات.

وعلى كل حال قرائي العقلاء؛ اجذبوا بالطاقة هذا المقال إلى مطبعة هذه الصحيفة الموقرة، فـ(بيني وبينكم) أنا ما عندي طاقة لا سلبية ولا إيجابية، عندي (لوز بجري) تبغوا؟
00:16 | 10-10-2025

لن أحب سواه

(روحي وما ملكت يداي فداه، وطني الحبيب وهل أحب سواه).

اليوم الوطني السعودي ليس مجرد يوم عادي في حياة كل سعودي، وليس مجرد مناسبة نحتفل بها ونتغنى فيها بحب الوطن، بل هو محطة نتوقف عندها لنستحضر قصة وطن عظيم، انطلق من قلب الصحراء برؤية قائد موحّد (الملك عبدالعزيز) طيب الله ثراه، ليجمع الشتات ويُوحد الصف ويؤسّس دولة قوية قوامها الإيمان بالله، والعدل، والأمن والأمان.

في هذا اليوم؛ نستعيد ذكريات رحلة كفاح وبناء لم تتوقف عند حدود التأسيس، بل استمرت عبر الأجيال، لتصنع لنا وطناً يتربع على عرش الأمم، ويضع بصمته في كل مجال؛ من الاقتصاد والطاقة والفضاء، إلى التعليم والتقنية، وصولاً إلى المشاريع الطموحة التي تُعيد رسم ملامح المستقبل مثل رؤية 2030، ونيوم، والقدية، وغيرها من الإنجازات التي ترفع سقف الطموحات وترفعنا معها إلى عِنان السماء كما وصفها أميرنا وولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان.

الوطن ليس فقط أرضاً نعيش عليها، بل هو هوية تسكننا، وأمان نحتمي به، وكرامة لا تُقاس.

هو ذكريات الأجداد، وتضحيات الشهداء، وحلم الأبناء بمستقبل أكثر إشراقاً، في كل شبر من أرضه، حكاية صبر وإصرار، وفي كل مدينة من مدنه بصمة شاهدة على تحوّل وازدهار.

واليوم، ونحن نرفع رايتنا الخضراء ونردد «عِزنا بطبعنا»، وعِزنا الحقيقي ليس بطبعنا فحسب، بل عِزنا بانتمائنا، عِزنا بهويتنا، عِزنا بولاة أمرنا، عِزنا بأرضنا ووطنيتنا ورؤيتنا التي أصبحت واقعاً نعيشه وليست مجرد هُتافات.

ندرك تماماً كسعوديين مخلصين لتراب هذه الأرض أن الانتماء ليس مجرد كلمات، بل بروح تعشق هذا الوطن، وبالتزام وإخلاص في العطاء، وحرص على أن يظل وطننا شامخاً وآمناً وعزيزاً وعظيماً.

فالوطن أمانة في أعناقنا جميعنا، ومسؤولية نؤديها بالعلم والعمل والإبداع ورفع اسمه ورايته لسابع سماء.

وفي ختام هذه المناسبة العزيزة؛ نجدد العهد والولاء لوطننا الغالي وقيادته الرشيدة، ونرفع أسمى التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله– سائلين المولى عز وجل أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها، وعزها وازدهارها، وأن يحفظ شعبها الوفي، لتبقى السعودية دار مجد وعز وفخر عبر الأزمان.

توقيع:

(منذ الطفولة قد عشقت ربوعه، إني أحب سهوله ورباهُ، وطني الحبيب، ولن أحب سواهُ).
00:01 | 26-09-2025