-A +A
عبده خال
منذ أن تولى معالي الدكتور أحمد العيسى وزارة التعليم وأنا -وغيري- يذكرونه بمقولات الدكتور أحمد العيسى قبل توليه لمنصبه كوزير، هذا التذكير أقفز به على يقين خاص بأن كرسي المسؤولية لا يتطابق بتاتاً مع التنظير النقدي للدور الذي يجب أن يسلكه ذلك المسؤول، لأن (للكرسي) فلسفته التي تبتعد عن القناعات الخاصة، فمن تريد إيقاف نقده المستمر أمنحه سلطة ذلك (الكرسي) فسوف يتغير تماماً ويصبح مدافعاً ضد أي انتقاد حتى وإن كان متزعماً لذلك الانتقاد في السابق.

والدكتور أحمد العيسى كتب كتابين مهمين للغاية حول المسائل التعليمية وكيف يمكن النهوض بالتعليم في بلادنا، والكتابان هما: «إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية» وكتاب: «التعليم العالي في السعودية: رحلة البحث عن هوية». ومن يقرأ ذلك التنظير الفاتن لن يصدق أن صاحب تلك المقولات قد تولى وزارة التعليم فنكص على آرائه المكتوبة والمبثوثة عبر القنوات الأخرى..


وفي برنامج تلفزيوني تمت مواجهة الدكتور أحمد العيسى بما قاله (قبل توليه الوزارة) بأن المعلم السعودي لا يحصل إلا على القليل مقارنة بدول الخليج والدول المتقدمة، وأن هذا المعلم يبدأ سلمه الوظيفي بما يقارب الخمسة آلاف ريال وبعد 20 عاماً لا يتجاوز دخله الـ 18 ألف ريال، وأن المعلم لا توجد له مميزات لكي يبدع، وطالب الدكتور العيسى ولاة الأمر بتغيير واقع المعلم بدءاً من زيادة الراتب 100% ومن غير ذلك لا يمكن تقديم علم يليق بالبلد.

وعندما سمع الدكتور العيسى رأيه السابق قبل توليه الوزارة، كان رده منسجماً مع التغيرات التي يحدثها المنصب أو ما أسميه ثقافة المنصب، فقد أطلق الدكتور العيسى جملة مسببات عن اختلاف التنظير ورؤية المسؤول.

وإذا كانت هذه هي الرؤية التي لم تمكن الوزير من تحقق مطلبه فيكون الخلل في الخشية على فقدان المنصب فيصبح الشخص مرتهناً لما تتطلبه الوظيفة وليس ما يتطلبه إصلاح الخلل.

وهذه المفارقة والتباين بين الرأيين جال بهما المعلمون في وسائل التواصل بجميع أنواعها تحت عنوان ضخم بضخامة الصدمة، فالعنوان ينص على (وزير التعليم أحرج وزير التعليم)..

الذاكرة لا تنسى عندما يتعلق الأمر بالإبقاء على الخلل بحجة أن الظرف تغير.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com