-A +A
فؤاد مصطفى عزب
هذا عهد تحدث فيه أشياء كثيرة قد لا يدركه أي قاص، هذا عهد الأحلام والآمال والأماني والأفعال التي لا تقيد ضد مجهول، فرائحة الطموح تطغى على كل رائحة تمزجها، هذا عهد مجيد حاضر مزهر، الليل فيه يعقبه النهار، والقمر فيه يستدير بوجه مضيء، وعناقيد الأيام تتساقط حبة حبة مثقلة بالأفراح، في هذا العهد المكتظ بالأفكار والآمال والأحلام، نعم الأحلام والآمال، فنحن كائنات حالمة، ولولا الحلم لما استقامت في العقل كثير من الأشياء، والآمل رغم أحرفه القليلة إلا أنه يعبر عن وقود الأرض التي تدور، والأمل قد يأتي أحياناً على شكل بريق أفكار متبلورة في برنامج أفكار، تخرج من لجامها تفك قيود المعتاد وتتحرر من سور المعقول، إنها بلاغة الخلق حين يبلغ مداه، والخلق والإبداع الذي أكتب عنه اليوم هو برنامج فعاليات «البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة» تحت شعار «بيئتي علم أخضر.. وطن أخضر»، صاحبة الفكرة ومصممة كامل البرنامج هي الدكتورة «ماجدة محمد أحمد أبوراس»، سيدة تجمع بين الثقافة والفخامة وغرام البيئة، تحصلت على أعلى درجة أكاديمية في تخصصها، قوية مثل حصان جامح، وطموحة بودها أن تسرع الشمس ليتحقق الحلم البعيد، صافية كماء العين الذي ينبجس من صخرة، تهذب اللفظ وتراعي مشاعر الياسمين، سيدة من ذوي العزم والطموح والأحلام العريضة، غنية بالأحلام الغرة وآلة واجب اجتماعي وطني، بعد أن حققت نفسها في أشياء كثيرة وتبحرت في علمها، جعلت من قضية حماية البيئة همها الأول وتربية الأجيال القادمة تربية صحيحة وتطوير السلوكيات الإيجابية للأجيال الحالية للحفاظ على البيئة وموارد الطبيعة وممتلكات الوطن، لها مقولة جميلة: «طفل بار بالطبيعة والبيئة وموارد الوطن سيكون رجلاً باراً وفياً لعائلته»، عندما وجدت الدكتورة «ماجدة» الوقت مناسباً شمرت عن ساعدها وتقدمت «لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود» محفوفة بالزهر البريء حاملة برنامجاً توعوياً متكاملا هدفه زرع القيم وتوعية المجتمع، فهذا شرط وجودنا الأكمل في هذا العالم الذي نحن فيه، ولا نملك اليوم إلا أن نؤثر كعلماء في سيرة بملء وزننا وذلك حتى ننمي مجتمعنا ونفجر فيه طاقات الخلق المدفونة تحت ركام الجهل، بحيث نصبح قادرين على المساهمة النشطة في صياغة مصير مواردنا الطبيعية المتاحة وممتلكات الوطن، وقابلها الرجل الذي ما إن تجلس إليه بفكرة جديدة نحو تنمية الوطن حتى يهرع نحوك وفي يده ألف قنديل، وكلما اقتربت منه يبهرك بانشداده إلى الأعلى ليحلق معك بأجنحة لا مرئية ويذهب معك لأقصى نقطة في عنق السماء، فطموحه لا يقف إلا هناك، تلقف البرنامج وتبنى مسيرته وبارك الحلم المعطر وشد على يد الدكتورة «ماجدة» والتي قامت بإخراج الحلم من أقبية ومحيط غرفة أفكارها إلى الفضاء الفسيح، ربطت آخر الحلم بأوله ونفخت الأمل كبالون كبير يراه الجميع، أطلقته على شكل برنامج شعاره «بيئتي علم أخضر.. وطن أخضر»، وشارك كل في مجاله لإنجاح هذا البرنامج الوطني. الزميل القديم مصمم الأزياء السعودي العالمي «يحيى البشري» والذي لا تفوته شاردة أو واردة في مجاله، من وهبته السماء قدرة العطاء والإبداع والتفوق والقادر على القول والفعل، قرر أن يكون ضمن من تفاعلوا مع هذا البرنامج، فقام بتنفيذ وإهداء التصاميم الخاصة بفريق العمل والمشرفين على البرنامج والذي يضم أكثر من 250 قضية بيئية لتربية الأجيال القادمة تربية بيئية صحيحة وتطوير السلوكيات الإيجابية للأجيال الحالية للمحافظة على موارد الطبيعة وممتلكات الوطن... فعلاً ما جدوى الكنز إذا لم يجد له حافظاً!

* كاتب سعودي


fouad5azab@gmail.com