-A +A
عبير الفوزان
من منطلق أن وزارة الثقافة والإعلام مسؤولة عن كل كلمة مطبوعة بدءا من ملصق إعلاني وحتى كتاب منشور، فإنها سعت أخيرا لمنع لقب (الشيخ) في بطاقات دعوات الزفاف.

لقب الشيخ لقب علمي ديني، وأيضا لقب اجتماعي وقبلي، وأخيرا أصبح لقبا لرجال الأعمال الذين اغتنوا وأصبحوا من أصحاب المليارات أو حتى الملايين.


أما في بعض البلدان العربية فإن لقب الشيخ يطلق على المشعوذ الذي يمارس السحر والدجل، وكأن هذ اللقب سيمنحه حصانة عن العفريت الأزرق.. بينما هو كما قال يوسف إدريس في قصة قصيرة له عن رجل درويش اسمه (شيخة )، ونتيجة لأعماله الجليلة وطرائقه الفتاكة أنعم عليه العامة بلقب الشيخ.. لكن اللقب جنى على الدرويش (شيخة) إذ صار ينادى بـ (الشيخ شيخة)، ومع مرور الوقت أصبح شيخشيخة!

الألقاب، أيا كانت، لا تمنح حصانة، بل فعل الإنسان وعمله هما اللذان يقيانه من ذلك، ولعل ذلك بدا جليا في محاربة حكومة المملكة للفساد، فلا أمير ولا شيخ بمعزل عن المحاسبة.، فلماذا تتجشم الوزارة عناء منع (الشيخ) بينما كان أولى بها أن تمنع لقب (إعلامي)... نعم أصبح الإعلامي لقبا طغى على المهنة.. فمنسقة الزهور صارت إعلامية.. والمغرد في تويتر صار إعلاميا.. ولو قمنا بعمل إحصائية للإعلاميين في بلادنا لوجدنا أن عددهم يفوق عدد سكان بعض البلدان القريبة.

يبدو أن (إعلامي) أصبح لقبا يسيل له لعاب حتى الشيخ.. فيصبح الشيخ الإعلامي فلان الفلاني! الذي يبهرك بادعائه حد أن لسان حالك يردد (لا ياشيخ)!

من منطلق مسؤولية وزارة الإعلام ننتظر منها الحد من جرائم الانتحال، ومساءلة كل من ادعى أنه إعلامي.. بينما هو ليس كذلك.