-A +A
خالد السليمان
لا أفهم هذا الاحتقان الرسمي التركي تجاه هولندا ولغة الخطاب المتشنجة التي تدفع تركيا نحو المزيد من العزلة في محيطها الأوروبي في الوقت الذي تعاني فيه من النفوذ الروسي المتمدد في المنطقة !

فمن حق أي دولة أن تمنع أي مظاهر أو تجمعات حزبية وسياسية على أراضيها تخص دولة أخرى، ومن يتعاطفون عندنا مع الموقف التركي عليهم أن يتخيلوا للحظة واحدة كيف سيكون موقفهم لو أن متظاهرين من الجالية الإثيوبية أو اليمنية في السعودية قرروا تنظيم تجمع خطابي سياسي وطار إليه وزير أو زعيم حزبي من بلادهم لإلقاء كلمة فيه دون إذن مسبق من الدولة المضيفة!


ما قامت به الجالية التركية من نشاطات سياسية وتجمعات خطابية في هولندا لا يخدم مصلحتها ولا يعزز فرص تعايشها مع محيطها الشعبي المحلي، بل إنه يدفع الحكومات الأوروبية لتبرير فرض المزيد من القيود والإجراءات ضد وجود هذه الجاليات والتشدد في استقبال المزيد من القادمين من الشرق بحثا عن فرص العمل!

والمثل يقول يا غريب كن أديب، ولا يمكن لأي أحد أن يبرر أو يؤيد الموقف التركي إلا إذا كان سيفعل المثل مع الجاليات الأجنبية المقيمة في بلاده، وهذا لن يحصل رغم أن تناقضات مجتمعاتنا لا حصر لها في تفكيك وتركيب المواقف حسب الأهواء السياسية والعرقية والطائفية والحزبية !