وأخيراً، يشارف هذا العام على الانتهاء، ويبدأ العد التنازلي لاستقبال عام جديد، عام مرشح أن يكون حافلاً بالأحداث والتقلبات المهمة والمثيرة، وهنا سنحاول إبراز أهم العناوين المتوقعة.

أبرز التحديات المتوقعة لعام 2026 تدور حول التقاطعات المعقدة بين التحوّلات الجيوسياسية والاقتصادية والتكنولوجية على المستوى العالمي.

التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية

عام بالغ الحساسية والتوتر: يُنظر إلى 2026 على أنه عام تتقاطع فيه التحوّلات الجيوسياسية (مثل سياسات الصفقات الثنائية والصدام الاقتصادي) مع التغيّرات الاقتصادية والتكنولوجية.

ضعف النمو وارتفاع الديون: يستمر العالم في مواجهة الحاجة لإصلاح النظام المالي العالمي بسبب ضعف النمو وارتفاع هائل في مستويات الديون السيادية، مما ينذر بما قد يُوصف بـ «العواصف المالية».

تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى:

الولايات المتحدة: استمرار تباطؤ النمو المتوقع وتأثيره على الناتج المحلي والاستثمار، بالإضافة إلى ضغوط الدين العام الهائل وتكاليف الفوائد المرتفعة.

منطقة اليورو: توقعات بأن تظل الأضعف، مع تحديات مثل ضعف الإنتاج، وشيخوخة السكان، وتأثير الحرب في أوكرانيا على الطاقة، وثقل الديون في دولها الكبرى.

اختبار صعب للصين: مواجهة ضغوط اقتصادية لا تقتصر فقط على الرسوم الجمركية الأمريكية، بل تمتد لتشمل الضغوط المتزايدة في الأسواق الأوروبية.

التحديات التكنولوجية وريادة الأعمال

التحوّل الرقمي المتسارع: ضرورة دمج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، تعلم الآلة، وإنترنت الأشياء، حيث ستواجه المؤسسات المتأخرة خطر التراجع أمام منافسين أسرع.

مفارقة الذكاء الاصطناعي: رغم الإمكانات الكبيرة، لا تزال الاقتصادات المتقدمة تواجه معضلة النمو البطيء في الإنتاجية الذي لم يواكب ثورة التكنولوجيا بالشكل المتوقع.

فجوة المهارات (ندرة الكوادر المؤهلة): صعوبة إيجاد موظفين بمهارات حديثة تتماشى مع متطلبات العصر (المهارات الرقمية، التحليل المالي المتقدم، الابتكار). هذه الفجوة تشكّل تحدياً كبيراً للشركات.

أتمتة التصنيع (عام الروبوتات): تسارع الجهود لرقمنة بيئة المصانع التقليدية بالكامل، مع تزايد الاتجاه نحو إعادة التصنيع لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد.

تحديات الاستدامة والطاقة

التحوّل إلى الطاقة النظيفة: يمثّل تحدياً كبيراً لأوروبا من حيث التمويل والتكلفة.

سياسات «صفر كربون 2030»: تصاعد الجهود العالمية واعتماد سياسات لتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يتطلب استثمارات وتحوّلات جذرية في قطاعات الصناعة والطاقة.

هذا مع عدم إغفال المناطق الملتهبة عسكرياً، التي تستهلك الموارد وتعقد العلاقات وتعرقل فرص النمو الاقتصادي عالمياً.

وهذا لا يعني أن هناك مناطق جديدة مرشحة للاشتعال ولعل أبرزها فنزويلا مثلاً، 2026 مرشحه لأن تكون سنة مقلقة فيها عدم وضوح في الأفق، وهذا دوماً ما يكون نتيجته التحفظ في النمو والاستثمار.